قال ابو نعيم حدثنا سليمان بن أحمد قال: ثنا بكر بن سهل قال: ثنا عبد الغني بن سعيد قال: ثنا موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس وعن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر} قال ابن عباس: اجتمعت المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم الوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام والعاص بن وائل والعاص بن هشام والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى وزمعة بن الأسود والنضر بن الحارث ونظراؤهم كثير فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كنت صادقا فشق القمر لنا فرقتين نصفا على أبي قبيس ونصفا على قعيقعان فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن فعلت تؤمنوا؟ قالوا: نعم، وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عز وجل أن يعطيه ما سألوا فأمسى القمر قد مثل نصفا على أبي قبيس ونصفا على قعيقعان ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي: يا أبا سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم اشهدوا)
أقول:حديث موضوع
فيه موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني قال ابن حبان فيه دجال وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتابا في التفسير وقال ابن عدي منكر الحديث
********************************
أما تخريج حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
فقد روى الأعمش ومنصور عن ابن صبيح عن مسروق عنه (إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ .... الحديث وفي آخره (فَقَدْ مَضَى الدُّخَانُ وَالْبَطْشَةُ وَاللِّزَامُ وَقَالَ أَحَدُهُمْ الْقَمَرُ وَقَالَ الْآخَرُ وَالرُّومُ)
وروى فطرعن ابن صبيح عن مسروق عنه (خمس قد مضين انشقاق القمر وألم غلبت الروم ويوم تأتي السماء بدخان مبين ويوم نبطش البطشة الكبرى ويوم بدر (
وروى ابن سيرين وقال نبئت عنه (قد مضى الدخان، كان سنين كسني يوسف، والبطشة الكبرى يوم بدر, وقد انشق القمر)
وروى أبو معمرعنه (انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِرْقَتَيْنِ فِرْقَةً فَوْقَ الْجَبَلِ وَفِرْقَةً دُونَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْهَدُوا) وفي رواية (وكنا _ وفي لفظ ونحن_ مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بمنى) والأولى أصح
أقول: صحيح موقوف أما ما زاده أبو معمر مما يدل على أن الحديث مرفوع ففيه نظر
ووجه قولي فيه نظر من تلك الزيادة من وجوه
هي كالتالي
أولا:
أنه لا يوجد حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه لفظ يدل على أن الحديث مرفوع قطعا وأنه ليس مما يُحتمل أنه تفسير للآية
غير ما انفرد به أبو معمر عبد الله بن سخبرة الكوفي عن ابن مسعود رضي الله عنه
ثانيا:
أن كبار أصحاب بن مسعود رضي الله عنهم لم يتطرق أحد منهم لا من قريب ولا من بعيد إلى هذه الزيادة التي تُضرب أكباد تضرب أكباد الإبل لروايتها
لما فيها من الجزم القاطع أن ذلك حدث قطعا وأنه ليس مجرد اجتهاد لتفسير آية انشقاق القمر
فيحتمل الخلاف كما في تفسير ابن مسعود رضي الله لمثل قوله تعالى (يوم تأتي السماء بدخان مبين)
فهذا مسروق أجل أصحاب ابن مسعود
يقول عنه علي بن المديني ما أقدم على مسروق من أصحاب عبد الله أحدا
وابن معين يقول لا يسأل عن مثله
وقال بن عيينة يقول بقي مسروق بعد علقمة لا يفضل عليه أحدا
ثالثا:
عدم ثبوت أي لفظ يدل على أن بن مسعود رضي الله عنه شاهد انشقاق القمر أو حضره
ولاشك أنه لو شاهده لأخبر بذلك صراحة مرارا وتكرارا
بل إن كل ما يأتي فيه تصريح بمثل ذلك لايصح
مثل (حَتَّى رَأَيْتُ الْجَبَلَ مِنْ بَيْنِ فُرْجَتَيْ الْقَمَرِ)
ومثل (رأيت القمر منشقا باثنين بينهما حراء)
ومثل (انشقّ القمر فقالت قريش: هذا سحر ابن أبي كَبْشة سحركم فسلوا السُّفَّار، فسألوهم، فقالوا: نعم قد رأيناه، فأنزل الله تبارك وتعالى): (أقربت الساعة وانشق القمر)
وهذا الحديث على ضعفه مخالف لما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه و الذي فيه أن سبب النزول هو إنما هو كسوف القمر فقالوا سحر محمد القمر وكأنه لم يكسف من قبل ذلك أخزاهم الله
¥