أخرجه ابن حبان (1864) من طريق مؤمل بن إسماعيل: ثنا حماد بن سلمة، حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد بن سنوطا عن خولة بنت قيس فذكرت الحديث.
قلت: إسناده ضعيف لضعف شيخ ابن حبان ابن أبي المعشر ومؤمل سيء الحفظ.
خلاصة البحث:
بعد هذه الدراسة الوافية لطرق الحديث، يتبين أن الحديث صحيحٌ أو حسن ولا يمكن أن ينزل عن مرتبة الحسن ألبتة وإليكم بيان ذلك:
• يكون الحديثُ صحيحاً إذا كان استدراكنُا على الترمذي صحيحاً؛ بمعنى أنَّ الترمذيَّ أخطا في قوله عن رواية الواسطي عن أبي معاوية عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أنه لا أصل لها. فإذا صححنا هذا الإسناد فيكون موسى بن عبيدة الضعيف قد حفظ الرواية لأنه يرويه عن شيخه عبد الله بن دينار عن ابن عمر وتابعه (أي: شارك موسى بن عبيدة في الأخذ عن ابن دينار يحيى بنُ سعيد الأنصاريُّ الثقة الحافظ) فيكون الضعيف صادقا في هذه الرواية؛ إذ أن الضعيف لا يمكن أن نعرف أنه أصاب في الروايات إلا إذا شاركه الثقات في نقل نفس الرواية. ومع وجود الشواهد الأخرى كمرسل يحنس وروايتي أبي هريرة وخولة بنت قيس – رضي الله عنهما – فإنها تعضد الحديث وتزيده قوة إلى قوته وذلك لأن الضعف في أسانيدها ضعفٌ محتمل ومنجبر لأنه ضعفٌ في الضبط لا ضعفٌ في العدالة إذ ليس فيمن تُكُلّم فيه كذاب أو متروك أو فاسق أو أي نوع من أنواع الضعف القادح في العدالة. واختار هذا المسلك الإمام الألباني في "الصحيحة" (956).
• يكون الحديث حسناً: إذا قبلنا طعن الترمذي لرواية يحيى بن سعيد عن ابن دينار عن ابن عمر بقوله: " لا أصل لها " فحينئذ يبقى موسى بن عبيدة على ضعفه. لكن مع وجود الشواهد الأخرى وإن كان فيها ضعف فإنها إذا ضُمَّت إلى بعضها البعض فإن الحديث يكون حسنا لغيره بشواهده.
وذلك لأن ضعفها منجبر. والضعيف إذا ساعده ضعفاء مثله فإن الحديث ينهض من الضعف إلى الحسن بشرط أن يكون الطعن في الضبط لا العدالة. ومثاله في القرآن قوله تعالى في آية الدين: " أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ". ومثاله في الواقع: رجل مريض بالحمى (وهذا مثال على الضعف المنجبر أو الطعن في الضبط) وأراد أن يحمل كرسيا فلم يستطع، فطلب من صديقه المريض أن يحمل الكرسي معه، فبتأكيد أن الكرسي على الأقل سوف يتزحزح عن مكانه لدرجة أفضل " أما الضعف الغير منجبر أو الطعن في العدالة (ومثاله رجل مبتور اليدين أراد من صاحبه المبتور اليدين أن يحمل معه الكرسي، فبتأكيد لن يستطيعوا أن يحملاه ".
• وأنا أميل إلى تصحيح الحديث، وعلى كل فسواء صححنا الحديث أو حسَّناه فإنه سوف يبقى في حيز الإحتجاج به، أما أن يكون الحديث ضعيفا فلا وجه لذلك ألبتة.
وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين
وكتبه
أبو الزهراء فواز الشمري
الكويت - الصباحية
،
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 11:53 ص]ـ
ختي الفاضلة
هذا التحقيق بعيد عن منهج أهل التدقيق والتحقيق
وألخص كلامي بأمرين
الاول
أنه زعم أن الحديث يتقوى بهذه الشواهد الموهومة وهذا خطأ ظاهر فجميع هذه الطرق مدارها على يحيى بن سعيد اختلف الرواة عليه فلما رأى الكاتب هذاالحديث تارة عن أبي هريرة وتارة عن ابن عمر وتارة عن خولة
الى آخره ظن أنها شواهد وهذا وهم يعرفه من له أدى معرفة بالتحقيق
وفي العلل للدارقطني
وسئل عن حديث يحنس مولى الزبير عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم سلط بعضهم على بعض ".
فقال: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري، واختلف عنه، فرواه ابن لهيعة عن عمارة بن غزية عن يحيى بن سعيد عن يحنس عن أبي هريرة.
وقيل: عن ابن لهيعة عن عمارة عن يحيى عن ابن يحنس عن أبي هريرة.
ورواه حماد بن عمرو النصيبي عن الثوري عن يحيى بن سعيد عن يحنس عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والصحيح عن يحيى بن سعيد عن يحنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الحساني محمد بن إسماعيل: عن أبي معاوية عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، حدثنا بذلك أبو عبيد الله المحاملي ومحمد بن مخلد عنه وإنما يعرف هذا من رواية موسى بن عبيدة عن عبد الله ابن دينار.
¥