لا يعرف لحديث أبي معاوية عن يحيى بن سعيد أصل , إنما المعروف حديث موسى بن عبيدة و قد روى مالك بن أنس هذا الحديث عن يحيى بن سعيد مرسلا و لم يذكر فيه عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر “. قلت: موسى بن عبيدة ضعيف لكن متابعة يحيى بن سعيد تشهد لصحة حديثه و قول الترمذي: إنه لا أصل له عنه , أراه مجازفة ظاهرة لأن السند إليه بذلك صحيح , فإن أبا معاوية ثقة من رجال الشيخين و محمد بن إسماعيل الواسطي ثقة حافظ كما قال الحافظ , و مالك كثيرا ما يرسل ما هو معروف وصله كما لا يخفى على العالم بهذا الفن الشريف , على أنه يبدو أنه قد اختلف فيه على مالك , فقد أخرجه نصر المقدسي في (المجلس 347 من “ الأمالي “) من طريق القعنبي عبد الله بن مسلمة ابن قعنب قال: أنبأنا مالك عن يحيى بن سعيد عن يحنس مولى الزبير مرفوعا به إلا أنه قال: “ سلط بعضهم على بعض “. فزاد في السند يحنس هذا. و كذلك أخرجه الداني في “ الفتن “ (188/ 1 - 2) و البيهقي في “ دلائل النبوة “ (ج 2) من طريق أخرى عن يحيى بن سعيد به. و خالفهم الفرج بن فضالة فقال: عن يحيى بن سعيد الأنصاري يرفعه. أخرجه أبو عبيد في “ غريب الحديث “ (ق 37/ 2). لكن الفرج هذا ضعيف. و خالفهم أيضا حماد بن سلمة حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبيد ابن سنوطا عن خولة بنت قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. أخرجه ابن حبان (1864) من طريق مؤمل بن إسماعيل: حدثنا حماد بن سلمة به. لكن مؤمل هذا صدوق سيء الحفظ كما في “ التقريب “. فيبدو من هذا التخريج أن الرواة اختلفوا على يحيى بن سعيد في إسناده و أن الأرجح رواية من قال عنه عن يحنس لأنهم أكثر. ثم رواية من قال عنه عبد الله بن دينار عن ابن عمر لأنه ثقة كما سبق و تترجح هذه على ما قبلها بمتابعة موسى بن عبيدة , و هو و إن كان ضعيفا كما تقدم , فلا بأس به في المتابعات إن شاء الله تعالى. و يحنس هذا يكنى أبو موسى. قال ابن أبي حاتم (4/ 2 / 313): “ روى عن عمر و أبي سعيد و أبي هريرة , روى عنه وهب بن كيسان و يحيى بن سعيد الأنصاري و ابن الهاد و قطن بن وهب “. و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا. و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة , أورده الهيثمي في “ المجمع “ (10/ 237) , قال: “ رواه الطبراني في “ الأوسط “ , و إسناده حسن “.
وهذا تصحيح الألباني،
http://img228.imageshack.us/img228/9487/001mj3.jpg
وهنا تصحيح السند،
http://img228.imageshack.us/img228/788/002xm9.jpg
،
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 09:34 م]ـ
الجواب هو هو
وذاك الكاتب اعتمد على الشيخ الالباني في تخريجه فوقع بمثل ما وقع به الشيخ
عموما خذي بهذا القول ودعي قول الفطاحل!!!
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[03 - 02 - 09, 06:34 م]ـ
الأخ أبو العز النجدي - أعزنا الله وإياك اطاعته -.
كنت في بادئ الأمر أعتقد أن الحديث صحيح نظرا لتعدد شواهده كما نقلته عني الأخت الفاضلة العنود - وفقها الله -، إذ هو تخريج قديم لي، لكن بعد إعادة النظر في طرق الحديث وجدتُ أن الشواهد معلولة إلا مرسل يُحنَّس كما رجحه الدارقطني - رحمه الله - في "العلل" كما ذكرت، فإذا ضممنا مرسل يحنس الصحيح الإسناد مع حديث الترمذي (الذي قال عنه الترمذي والدارقطني أنه هو المعروف في رواية الحديث) والذي جاء من طريق موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فالحديث بهذين الطريقين حسن لغيره إن شاء الله تعالى.
وذلك لأن موسى بن عبيدة ضعفه محتمل، فلا بأس به في الشواهد كما هو ظاهر صنيع الألباني. راجع ترجمته في "تهذيب الكمال" (29/ 107 - 111)، وتهذيب التهذيب (4/ 182).
فتجهيلك إياي على أمر ترجعت عنه، الأحق به الألباني لأنه - رحمه الله - هو من اعتبرها شواهد لا شاهدا واحدا. فالمرجو منك أخي الكريم الترفق في إطلاق العبارات.
وفق الله الجميع.