قلت: وهذا كلامٌ فيه نظرٌ؛ وهو ناشيءٌ عن الاعتماد على "التقريب" في نقل حال إبراهيم بن سعد، فلو وسَّع دائرةَ البحث عن حاله؛ لعلم ما قاله الأئمة كصالح جزرة والذهبي – كما سبق نقلُه عنهم – بأن حديثه عن الزهري ليس بذاك التثبت، فمعمرٌ من أثبت الناس في الزهري، فكيف سوَّى بين رواية إبراهيم ومعمر في الزهري وقد علمتَ حالهما عنه؟! فقوله بأنه يجبُ قبولُ زيادة الوصل (أي: رواية إبراهيم بن سعد) أمرٌ تأباه قواعد الصنعة. والله أعلم.
(19) "تاريخ بغداد" (3/ 269) للخطيب البغدادي.
(20) انظر: "العلل" (الترجمة: 2533) لابن أبي حاتم، و"سؤالات البرذعي" (449)، و "تهذيب المزي" (32/ 370).
(21) "تهذيب المزي" (32/ 370)، و"تهذيب التهذيب" (4/ 447).
(22) "ميزان الإعتدال" للذهبي (2/ 28).
(23) "ميزان الإعتدال" للذهبي (2/ 405). وانظر: "نقض المسالك" (ص233 - 234) للدكتور الزهراني.
(24) إذا عرفت هذا؛ فمن عجب لصنيع حسين أسد الداراني – هداه الله – محقق مسند أبي يعلى حيث أنه صحح حديث مسلم؛ وهذا حق، لكن بعد أن نقل قول النووي المتقدم في أن والدي النبي صلى الله عليه وسلم في النار، عقَّب فقال (6/ 229): "وانظر: "الفتح الرباني" للبنا الساعاتي (8/ 163 - 171)، فلما رجعت إلى المصدر المشار إليه، وجدت الساعاتي يذكر تضعيف السيوطي ولم يتعقب حسين أسد السيوطيَّ بشيء ألبتة. فأقول: تُصحح الحديث ثم تحيل إلى مصدر يضعفه؟! ما هذا التناقض؟ ولماذا هذه الإحالة الباطلة؟ أم أن وراء الأكمة ما وراها؟ الله أعلم. والعجب كذلك من صنيع الشيخ علي حسن الحلبي – هداه الله – حين أورد الحديث في كتابه "دراسات علمية في صحيح مسلم" (ص36) مثالاً للأحاديث التي ضعفها العلماء في البخاري أو مسلم حيث قال: "أعله السيوطي في "التعظيم والمنة" (ص179) " وهذه جناية على الحديث وعلى مسلم نفسه، ولكنني لن أرد بل سأترك الرد لشيخ الشيخ علي وهو العلامة الإمام المجدد أبو عبد الرحمن الألباني غفر الله له ورحمه، حيث قال كما في "السلسلة الصحيحة" (6/ 182): " و من جموحه (أي: السيوطي) في ذلك أنه أعرض عن ذكر حديث مسلم عن أنس المطابق لحديث الترجمة إعراضاً مطلقاً، و لم يشر إليه أدنى إشارة، بل إنه قد اشتط به القلم وغلا، فحكم عليه بالضعف متعلقا بكلام بعضهم في رواية حماد بن سلمة! و هو يعلم أنه من أئمة المسلمين و ثقاتهم، و أن روايتَه عن ثابت صحيحةٌ" "ا. هـ.
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[03 - 02 - 09, 07:03 م]ـ
بارك الله فيك وأحسن الله إليك
ويشرفني أن أكون أول من يرد عليك
ليبارك لك هذا التخريج الموفق للصواب
زادك الله علما ونفع بك ونصر بك دينه
وأحيا بك سنته
وتقبل الله منك
وجعلك مباركا أين ماكنت
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[03 - 02 - 09, 07:07 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك
نوقش الموضوع قبل سنوات نقاشا مطولا على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35656
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[03 - 02 - 09, 07:59 م]ـ
الأخ الفاضل الشيخ عبد الرحمن بن شيخنا وفقه الله
بارك الله فيك على هذا الثناء العطر لموضوعي، وأنا أهتم بمواضيعكم وأقرأ لكم في هذا المنتدى لا سيما في تخريج الحديث، فثناؤكم هذا وسام على صدري لا سيما من رجل أحسبه من طلبة العلم الأقوياء في الحديث.
وفق الله الجميع.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[03 - 02 - 09, 08:04 م]ـ
الشخ الفاضل خالد بن عمر وفقه الله
جزاك الله على هذه الإحالة التي لم تخلُ من فائدة، لكن مقصودي من هذا البحث الدفاع عن حديث مسلم فقط وهذا يعني تصحيحه وتضعيف أو تأويل كل ما يعارضه من شبه أو غيرها، أعاذنا الله وإياك من الشبه. فالبحث حديثي؛ لا عقدي. أرجو أن تكون قد فهمتني.
وفق الله الجميع.
ـ[محمد الرابع بن عمر بن موسى]ــــــــ[05 - 02 - 09, 02:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه التحفة القيمة، وأسأل الله تعالى أن يزيدك فهما وبصيرة، فبحثك هذا من البحوث التي أنا بأشد الحاجة إليها، وذلك لوجود مبتدع ضال هنا عندنا في نيجيريا ولاية كانو، اتخذ هذا الحديث ذريعة له لصد الناس عن فهم دعوة الحق، دعوة الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، وكان من أكبر ما اعتمد عليه كتاب السيوطي هذا، فجزاك الله خيرا،
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[05 - 02 - 09, 08:03 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد الرابع وأشكرك على مرورك. والحمد لله على توفيقه. وأسأل الله أن ينفع بهذا البحث راقمه وقارئه وأن يجعلنا ممن ينافحون عن كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم إنه جواد كريم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[06 - 06 - 09, 11:10 ص]ـ
[فهل يستقيم معه إحتجاج السيوطي به؟! اللهم لا.
أولاً: جزاك الله خيراً على هذه الفوائد.
ثانياً: احتجاج السيوطي بهذه الرواية تسليم منه بأنه لا بد من النظر في المتن، وهو يغني عن الرد عليه في طعنه في رواية مسلم، قال بعد ذكره هذه الراوية: " هذه رواية لا إشكال فيها وهي أوضح الروايات وأبينها ".
فالحاصل أن نهاية قدم السيوطي رحمه الله كانت عند هذه الرواية، فهو سلم بها، وهذا يغنينا عن مناقشة كل ما ذكره قبلها.
فإذا كان كذلك، رجع لمناقشته في تأويل هذا الحديث.
وقد ناقشه الدكتور أحمد بن صالح الزهراني في ذلك. فليراجع.
وهذه هي رسالته: http://alkinani.net/index.php?action=mktabah.show&id=22&sid=1
ثالثاً: السيوطي ألف ست رسائل في أبوي النبي صلى الله عليه وسلم، والسبب من إكثاره في التأليف ذكره في نشر العلمين المنفين في إحياء الأبوين الشريفين، وهي أسباب واهية، لكن مما لا ينبغي إغفاله أن السخاوي رحمه الله خالف السيوطي في هذه المسألة، ومعلوم ما كان بينهما من الخصومة، لذا أكثر السيوطي من التأليف فيها وتجشم في ذلك ما تجشمه من التكلُّفات.
رابعاً: من الغريب أن يتباكى بعض جهلة المتصوفة على والدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وكثير من المتصوفة أشعرية، ومعلوم من عقائد الأشعرية أنهم يجوزون على الله عقلاً كل ممكن، فما المانع على أصولكم من أن يعذب الله تعالى والدي نبيه، وأنتم تجوزون عليه عقلاً أن يعذب نبيه وسائر أنبيائه صلى الله عليهم وسلم؟ أم نسيتم أنكم أشعرية؟!.
¥