تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: جزى الله الخطيب خيراً، فقد أوجز لنا الطرق التي لم نقف عليها، ثم شفعها بالحكم عليها. وواضح أن الحديث ليس له طريق ضعفه يسير، فضلاً عن الصحة والحسن. ومع ذلك فإن السيوطي رحمه الله ناطح في هذا، فقال في ((اللآلئ)) (2/ 415): ((أنكر على المصنف توهينه لهذا الحديث. فقد صححه الإمام أبو بكر بن العربي، وجمع الحافظ أبو بكر العراقي طرقه في جزء، وقال إنه يبلغ رتبة الحسن)) أ. ه‍. قلت: وصرح الحافظ العراقي في ((المغني)) (4/ 450) أنه جمع طرق الحديث في جزء وقال. ((قال ابن العربي في ((سراج المريدين)): إنه حديث حسن صحيح. وضعفه ابن الجوزي)) أ. ه‍. وهذا القول لا برهان عليه، وأحسن طرق الحديث ما أخرجه الإسماعيلي في ((معجمه)) (ج 1/ ق 48/ 2) قال: حدثنا محمد بن صالح بن شعيب، حدثنا نصر [الأصل: يحيى!!] بن على، عن يزيد بن هارون، عن عاصم الأحول، عن أنس. قال الحافظ في ((اللسان)) (5/ 201): ((رواته إثبات إلا هذا - يعني شيخ الإسماعيلي - فما علمت حاله، وقال الخطيب: ليس بمحفوظ عن نصر بن علي)) أ. ه‍. ثم قال: ((والحديث أورده ابن الجوزي في ((الموضوعات)) وقال: هذا حديث لا يصح. قلت: سبقه إلى ذلك ابن طاهر فبالغ في إنكاره ... ثم قال: وقد جمع شيخنا الحافظ أبو الفضل بن العراقي طرقه في جزء ... والذي يصح في ذلك حديث حفصة بنت سيرين عن أنس - رضي الله عنه - بلفظ: ((الطاعون كفارة لكل مسلم. أخرجه البخاري)) أ. ه‍.

قلت: وعزو الحديث إلى البخاري بهذا اللفظ وهم بلا شك فإني لم أجده لا في البخاري ولا في غيره من الكتب التي عندي وإنما اللفظ الذي في ((الصحيحين)): ((والطاعون شهادة لكل مسلم)).

أخرجه البخاري (10/ 180/ - فتح)، ومسلم (1916)، وأحمد (3/ 150،220، 223، 258)، والطيالسي (1785)، والبغوي في ((شرح السنة)) (5/ 252) من طريق عاصم الأحول، عن حفصة بنت سيرين، عن أنس - رضي الله عنه - به.

الكتاب: النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة

المؤلف: أبو إسحاق الحويني

4685 - (الموت كفارة لكل مسلم).

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 212:

(موضوع)

وله طريقان عن أنس:

الأولى: عن أبي بكر محمد بن أحمد المفيد قال: نبأنا أحمد ابن عبدالرحمن السقطي قال: نبأنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا عاصم الأحول عنه مرفوعاً.

أخرجه أبو المظفر الجوهري في "العوالي الحسان" (ق 161/ 1)، وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 121) و "الفوائد" (5/ 217/ 1 - 2)، وعنه الخطيب في "التاريخ" (1/ 247)، وكذا الديلمي (4/ 88)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 218)، وابن عساكر في "التاريخ" (14/ 361/ 1 - 2)، وابنه القاسم في "التعزية" (2/ 216/ 1)، والحافظ في "اللسان" (1/ 211).

وهذا إسناد مجهول؛ أورده الخطيب في ترجمة أبي بكر المفيد، وقال:

"روى مناكير عن مشايخ مجهولين، منهم أحمد بن عبدالرحمن السقطي، روى عنه جزءاً عن يزيد بن هارون. والسقطي هذا مجهول، ولا أعلم أحداً من البغداديين وغيرهم عرفه ولا روى عنه سوى المفيد، وأكثر أحاديث السقطي عن يزيد صحاح ومشاهير؛ إلا هذا الحديث، وهو إنما يحفظ من رواية مفرج بن شجاع الموصلي عن يزيد". وقال الذهبي في ترجمة السقطي:

"شيخ لا يعرف إلا من جهة المفيد، روى عن يزيد خبراً موضوعاً".

قلت: يشير إلى هذا. وقال في المفيد:

"وهو متهم".

ووافقه الحافظ. وقال ابن الجوزي:

"حديث لا يصح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم؛ فإن أبا بكر المفيد ضعيف جداً، والسقطي مجهول".

وأما رواية مفرج بن شجاع؛ فقال أبو علي الصواف في "الفوائد" (3/ 167/ 2): حدثنا بشر بن موسى: حدثنا مفرج بن شجاع: حدثنا يزيد بن هارون به. ومن طريق الصواف: أخرجه أبو نعيم في "فوائده".

وأخرجه ابن شاذان في "مشيخته الصغرى" (53/ 1)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (7/ 1/ 1)، والخطيب أيضاً، وعنه ابن الجوزي. وقالا:

"قال الأزدي: مفرج بن شجاع واهي الحديث. ومفرج في عداد المجهولين، والحديث عن يزيد شاذ، مع أنه قد روي عن نصر بن علي الجهضمي أيضاً عن يزيد، وليس بثابت عنه. ورواه إسماعيل بن يحيى بن عبيدالله التيمي عن الحسن بن صالح عن عاصم الأحول. وإسماعيل كان كذاباً. ورواه أصرم بن غياث النيسابوري عن عاصم الأحول. وأصرم لا تقوم به حجة".

قلت: وقد وصل رواية أصرم: أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 231)؛ لكن وقع فيه حفص بن غياث!

والظاهر أنه تحريف من بعض الناسخين أو الطابع.

وأما أصرم بن غياث؛ فقال أحمد والبخاري والرازي والدارقطني:

"منكر الحديث".

وتابعه حفص بن عبدالرحمن عن عاصم الأحول به.

أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (125 و 438) من طريق داود بن المحبر عن خضر بن جميل قال: حدثنا حفص ... وقال:

"خضر وحفص مجهولان، وحديثهم غير محفوظ، قد روي بغير هذا الإسناد من وجه لين".

قلت: وداود بن المحبر متروك متهم بالوضع.

وقوله: "خضر" تصحيف، والصواب أنه "نضر"؛ كما قال الحافظ.

والطريق الأخرى: يرويه الحسن بن عمرو بن شفيق: أخبرنا أصرم بن عتاب عن حميد قال: سمعت أنس بن مالك يقول ... فذكره موقوفاً عليه.

أخرجه القاسم بن عساكر.

وأصرم بن عتاب لم أعرفه؛ بل الظاهر أن (عتاب) محرف من (غياث)، وقد عرفت أنه منكر الحديث.

وبالجملة؛ فالحديث ضعيف جداً من جميع طرقه. قال الحافظ:

"قلت: وقد جمع شيخنا الحافظ أبو الفضل بن العراقي طرقه في جزء، والذي يصح في ذلك حديث حفصة بنت سيرين عن أنس رضي الله عنه بلفظ: "الطاعون كفارة لكل مسلم". أخرجه البخاري".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير