ولذلك فلم تطمئن النقس لتقوية الحديث بمجموعها، وقد أشار البيهقي إلى ذلك
بقوله في الباب الذي عقده لها:
" إن صح الحديث". والله سبحانه وتعالى أعلم.
وقد روي الحديث بإسناد آخر من حديث فاطمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وقع في اسم
أحد رواته تحريف من متهم بالكذب إلى ثقة؛ فاقتضى إفراده بالتخريج برقم (6541).
ثم ذكر الحديث في المجلد (14/ 95 - 97) فقال:
6541 - (هذا في الجنة - يعني: علياً - وإن من شيعته قوماً يعلمون الإسلام ثم يرفضونه، لهم نبز يسمون: الرافضة، من لقيهم فليقتلهم، فإنهم مشركون).
منكر.
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (12/ 116 - 117): حدثنا أبو سعيد الأشج: حدثنا ابن إدريس عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف عن محمد ابن عمرو الهاشمي عن زينب بنت علي عن فاطمة بنت محمد قالت:
نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي فقال: .... فذكره.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 22):
"رواه الطبراني، ورجاله ثقات، إلا أن زينب بنت علي لم تسمع من فاطمة فيما أعلم. والله أعلم.
قلت: فيه ملاحظتان:
الأولى: عزوه للطبراني، أظن أنه وهم أراد أن يقول: أبو يعلى، فسبقه القلم!
أو أنه خطأ من الناسخ أو الطابع.
والأخرى: توثيقه لرجاله، إنما هو بالنظر لما وقع في إسناد أبي يعلى: "ابن إدريس"، فإنه كذلك في "المقصد العلي" للهيثمي (3/ 16/933)، و"المطالب العالية" أيضاً (ق 487/ 1 - المسندة"، وهو خطأ لا أدري منشأه،
والصواب (أبو إدريس)، واسمه: (تليد بن سليمان)، فهو الذي يروي عن (أبي الجحاف) وعنه أبو سعيد الأشج، وإن كان هذا يروي أيضاً عن (ابن إدريس)، لكن ابن إدريس ليس له رواية عن أبي الجحاف، وإنما يروي عن هذا (أبو إدريس)، قال ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 204 - 205):
"تليد بن سليمان، كنيته: (أبو إدريس) الكوفي، روى عن أبي الجحاف داود ابن أبي عوفـ روى عنه الكوفيون، وكان رافضياً يشتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وروى في فضائل أهل البيت عجائب، وقد حمل عليه ابن معين حملاً شديداً، وأمر بتركه، روى عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف ... ".
قلت: فساق هذا الحديث، وإسناده هكذا: حدثناه محمد بن عمرو بن يوسف: ثنا أبو سعيد الأشج: ثنا تليد بن سليمان عن أبي الجحاف".
ومن طريق ابن حبان ساقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 159 - 160) وقال:"لايصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أحمد وابن معين: (تليد) كذاب".
وقد غفل عن هذا التحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، فقال في تعليقه على "المطالب العالية" فقال (3/ 95):
"إسناده أمثل من الحديث السابق (يعني: حديث ابن عباس المتقدم برقم 6267)، وفيه أبو الجحاف من غلاة الشيعة ... ".
قلت: ولكنه ثقة، وليس هو الآفة، وإنما (أبو إدريس) ولم ينتبه، لكونه تحرف إلى (ابن إدريس)، وهو معذور، لأنه يحكم على ما بين يديه مما يبدو له بادي الرأي، فهو لا يبحث ولا يحقق، خلافاً لما يقتضيه ما أعطي له وقيل فيه ترويجاً للكتاب: "تحقيق الأستاذ المحقق الشيخ .... "!
وقد تبعه على هذه الغفلة المعلق على "مسند أبي يعلى" فقال:
"إسناده صحيح إن كانت زينب [سمعت] من أمها، وإلا فهو منقطع ... "!
(تنبيه): قوله في علي رضي الله عنه: "هذا في الجنة" ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق، وهي عقيدة أهل السنة، وأنه من العشرة المبشرين بالجنة، كما جاء في غير ما حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم. فانظر "تخريج العقيدة الطحاوية" (ص 488 - 489).
ـ[محمود إبراهيم الأثري]ــــــــ[28 - 02 - 09, 11:14 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب على ما تفضلت به
أسأل الله أن يُبارك لك في وقتك وجهدك وسعيك
جمعني الله وإياك على طاعته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[02 - 03 - 09, 07:46 م]ـ
وبك وعليك وأسأله ان يحشرنا بزمرة الحبيب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[03 - 03 - 09, 06:13 م]ـ
بارك الله بك أخي أي تميم عبد الله ... استفدنا منك كثيرا فتقبل الله منكم ....
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[03 - 03 - 09, 08:35 م]ـ
بارك الله بك على هذه الفوائد الجمة، وبالرغم من كراهيتنا الشديد للرافضة وكونهم من المشركين إلا إن ذلك لن –إن شاء الله يجعلنا نحيد عن طريق أهل السنة والجماعة (الفرقة الناجية) إن شاء الله، عملا بقوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (**********: AyatServices('/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=5&nAya=8'))) ألمائدة (8)
وانحراف وردة الرافضة ثابتة في الكتاب والسنة، وتتنزل عليهم أحاديث الخوارج في المعنى العام الشامل وليس فقط أولئك الذين تلهم علي في النهروان ومن تبعهم .... ، ولكن لا بد من أخذ النقاط التالية بعين الأعتبار:
1) لم يرد في اسانيد الحديث موضوع المناقشة من هو متهم بالكذب أو وضع الحديث ...
أما قول العقيلي في "التغلبي": "منكر الحديث" ففيه نظر لأن العقيلي شديد جدا في هذه التوثيق حتى ضعف كثير من أئمة الحديث منهم علي بن المديني وقد شدد الذهبي عليه في اللوم لذلك (أنظر سيرة العقيلي في سير أعلام النبلاء)
2) للحديث أكثر من طربق كما ذكرت آنفا بارك الله بك، حيث يحسن بعضا من علماء الحديث من ألأولين أبو عيسى الترمذي ومن محققي الحديث المتأخرين العلامة الألباني
لذلك فالحديث يترسخ بأن يكون له أصل عن نبي الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم والله الموفق.
¥