ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[22 - 02 - 09, 08:32 ص]ـ
2522 - حدثنا أبو مسلم قال: حدثنا عمرو قال: حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة عن النبي ? أنه قال في ليلة القدر - ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين-: "إن الملائكة في تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد النجوم".
لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران.
أولاً: رجال الحديث:
1 - أبو ميمونة ():
هو أبو ميمونة الفارسي المدني، الأبّار، قيل: اسمه سليم, أو سلمان, أو سلمى. وقيل: أسامة ومنهم من فرق بين الفارسي, والأبّار. وهو من التابعين. روى له الأربعة.
- من شيوخه:
روى عن: سمرة بن جندب, ومعاوية بن أبي سفيان, وأبي هريرة.
- من تلاميذه:
روى عنه: قتادة, وهلال بن أبي ميمونة, ويحيى بن أبي كثير, وأبو النضر (شيخ لبكير بن الأشج).
قال يحيى بن معين: أبو ميمونة الأبار صالح. وقال العجلي: سليم أبو ميمونة مدني، تابعي، ثقة. وقال أبو حاتم: أبو ميمونة الفارسي اسمه: سليمان، ويقال: أسامة بن زيد. روى عنه ابنه هلال بن أبي ميمونة. وقال النسائي: أبو ميمونة ثقة. قال المزي: وقيل: إنه والد هلال بن أبي ميمونة، والصحيح أنه: ليس بوالده.
قلت (الباحث): قد قال بذلك جماعة منهم: أبو حاتم في الجرح والتعديل (2/ 284)، وابن حبان في الثقات (4/ 329).
وقال سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن هلال بن أبي ميمونة عن أبي ميمونة: وليس بأبيه عن أبي هريرة قصة الغلام الذي خير بين أبويه، كما في تهذيب الكمال (34/ 339).
قال الحافظ: فرق البخاري وأبو حاتم ومسلم والحاكم أبو أحمد بين أبي ميمونة الأبار الذي روى عن أبي هريرة وعنه قتادة، وبين أبي ميمونة الفارسي اسمه: سليم روى عنه أبو النضر وغيره. ووقع عند أبي داود أن اسمه: سلمى. وقال الدارقطني: أبو ميمونة عن أبي هريرة وعنه قتادة مجهول يترك. وهذا مما يؤيد أنه غير الفارسي، لأنه وثق الفارسي فى كناه. انتهى كلام الحافظ.
قلت (الباحث): وفي كلام الحافظ نظر: فإن كلام أبو حاتم يدل على أن أبا ميمونة الفارسي هو الذي روى عنه قتادة، لكنه سماه أسامة؛ وأن أبا ميمونة الأبار هو الذي روى عنه النضر. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 284): "أسامة الفارسي أبو ميمونة روى عن أبى هريرة, روى عنه ابنه هلال بن أبى ميمونة, ويحيى بن أبي كثير, وقتادة سمعت أبي يقول ذلك: حدثنا عبد الرحمن قال: ذكر أبى عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: أبو ميمونة الأبار صالح". وقال أيضًا في الجرح والتعديل (4/ 212): سليم أبو ميمونة, ويقال: سلمان أبو ميمونة روى عن أبى هريرة, روى عنه هلال بن أبى ميمونة, وأبو النضر سمعت أبي يقول ذلك. وأما البخاري فليس في كلامه ما يدل على التفريق بين الأبار والفارسي. فقد قال في التاريخ الكبير (4/ 129): سليم أبو ميمونة وكان يبيع الصور أراه الفارسي سمع أبا هريرة, روى عنه هلال بن أبي ميمونة. وقال في الكنى (74): "أبو ميمونة عن أبي هريرة عن النبي ? قال في ليلة القدر: "أنها ليلة تاسعة أو سابعة وعشرين, وأن الملائكة في تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى".
وأيضًا فإن أبا ميمونة الذي وثقه أبو حاتم هو الذي يروي عنه قتادة، والآخر سكت عنه. أما الدارقطني فيظهر مما نقله عنه الحافظ أن جعل أبا ميمونة الذي يروي عنه قتادة مجهولاً، ووثق أبا ميمونة الآخر، وهو عكس ما ذهب إليه أبو حاتم. ولم يتسنى لي الوقوف على كلام مسلم والحاكم. والله أعلم بالصواب.
ثانيًا: تخريج الحديث والحكم عليه:
أخرجه الطيالسي في مسنده (1/ 332) ح (2545). وأحمد (2/ 519) ح (10745). وابن خزيمة في صحيحه (3/ 332) ح (2194). كلهم من طريق عمران القطان عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة به.
لكنهم أخرجوه بلفظ: " ... وإن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى". وعلى هذا فيكون عمرو بن مرزوق قد خالف أبا داود الطيالسي في هذه اللفظة (أي: عدد النجوم)، فإن أحمد وابن خزيمة قد رويا الحديث من طريق أبي داود الطيالسي. وعمرو بن مرزوق مختلف في توثيقه كما تقدم. والطيالسي ثقة, حافظ, مصنف، لكنه مع كونه حافظًا فإن له أغاليط (). ولولا ذلك لكان القياس تقديم رواية الحافظ على غيره، والله أعلم.
¥