تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَرِوَايَةُ قبيصةَ _ هَذِهِ _ ذَكَرَهَا ابنُ أبي حاتمٍ في " العللِ " (1/ 24) حيثُ سَأَلَ أباهُ عَنْهَا؛ فقالَ: " إنَّ هَذَا خطأٌ، أخطأَ قبيصةُ في هَذَا الحَدِيثِ، إنَّما هُوَ: الثَّوريُّ، عنِ الأغرِّ، عنْ خليفةَ بنِ حصينٍ، عنْ جدِّهِ قيسٍ؛ أنَّهُ أَتَى النَّبيَّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، ليسَ فِيهِ أَبُوهُ ".

• الحديثُ الثَّاني: حَدِيثُ ثُمامةَ بنِ أُثالٍ _ رضيَ اللَّهُ عنهُ _.

أَخْرَجَ حديثَهُ عبدُ الرَّزَّاقِ في " المصنَّفِ " (6/ 9 _ رقم:9834) و (10/ 318 _ رقم:19226) _ ومنْ طريقِهِ: ابنُ خُزيمةَ في " صحيحِهِ " (1/ 125 _ رقم:253)، وابنُ الجارودِ في " المُنتقى " (رقم:15)، والبيهقيُّ في " السُّننِ الكُبرى " (1/ 171) و " السُّننِ الصُّغرى " (1/ 64 _ رقم:138)، والطَّحاويُّ في " مشكلِ الآثارِ " (رقم:4517) _ قالَ: أخبرنا عُبيدُ اللَّهِ وعبدُ اللَّهِ ابْنَا عُمَرَ، عنْ سعيدٍ المَقْبُريِّ، عنْ أبي هُريرةَ؛ أنَّ ثُمامةَ الحنفيَّ أُسِرَ، فكان النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهِ عليهِ وسلَّمَ _ يَغْدُوا عليهِ؛ فيقولُ: " مَا عِنْدَكَ يا ثُمَامةُ؟ "، فيقولُ: إنْ تَقْتُلْ؛ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وإنْ تمنَّ؛ تمنَّ عَلَى شَاكِرٍ، وإنْ تُرِدِ المالَ؛ نُعْطِ منهُ مَا شِئْتَ، وَكَانَ أصحابُ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ يُحبُّونَ الفِدَاءَ، وَيَقُولُونَ: مَا نصنعُ بقتلِ هَذَا، فمرَّ عليهِ النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ يوماً، فأسلمَ، فَحَلَّهُ، وبَعَثَ بِهِ إِلى حائطِ أبي طلحةَ، فأمرَهُ أنْ يَغْتَسِلَ، فاغْتَسَلَ، وصلَّى ركعتينِ، فقال النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم _: " لقدْ حَسُنَ إسلامُ أَخِيكُمْ ".

وأخرجَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " (1/ 280 _ 281) من طريقِ عبدِ الرَّزَّاقِ _ أيضاً _، إلاَّ أنَّهُ اقْتَصَرَ عَلَى رِوَايَةِ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ، دُونَ رِوَايَةِ أَخِيهِ عُبيدِ اللَّهِ.

وأخرجَهُ البزَّارُ في " مسندِهِ " (1/ 167 _ رقم:333، كشف الأستار) من طريق عبدِ الرَّزَّاقِ _ أيضاً _، إلاَّ أنَّهُ اقْتَصَرَ عَلَى رِوَايَةِ عُبيدِ اللَّهِ بنِ عمرَ [كَذَا جَاءَ في " كشفِ الأستارِ " _ مُصغَّراً _ وَهُوَ الصَّوابُ، وَجَاءَ في " مجمعِ الزَّوائدِ " للهيثميِّ (1/ 283): عبد اللَّه بن عمر _ مُكبَّراً _] دُونَ رِوَايَةِ أَخِيهِ عبدِ اللَّهِ، فقالَ: حدَّثنا سلمةُ بنُ شبيبٍ، وزهيرُ بنُ محمَّدٍ _ واللَّفظُ لزهيرٍ _، أخبرنا عبدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا عُبيدُ اللَّهِ بنُ عمرَ، عن سعيدٍ المَقْبُريِّ، عنْ أبي هُريرةَ؛ أنَّ ثُمَامةَ بنَ أُثَالٍ أَسْلَمَ، فأمرهُ النَّبيُّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ أنْ يغتسلَ بماءٍ وسِدْرٍ.

وتَابَعَ عبدَ الرَّزَّاقِ عليهِ كلٌّ منْ: سُريجِ بنِ النُّعمانَ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ غزوانَ _ قُرَاد _.

أمَّا متابعةُ سُريجٍ: فأخرجَها أحمدُ في " المسندِ " (2/ 483 _ رقم:10273) مُقْتَصِراً عَلَى رِوَايَةِ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ دُونَ رِوَايةِ أَخِيهِ.

وأمَّا متابعةُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ غزوانَ: فأخرجَها أحمدُ _ أيضاً _ في " المسندِ " (2/ 304 _ رقم:8024) مقتصراً عَلَى رِوَايَةِ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ _ أيضاً _.

أقولُ: رِوَايةُ عُبيدِ اللَّهِ بنِ عمرَ رِوَايَةٌ صَحِيحَةٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيخينِ، وَقَدْ تَابَعَهُ أَخُوهُ عبدُ اللَّهِ بنُ عمرَ _ وَهُوَ ضعيفٌ _، وَأَصْلُُ الحَدِيثِ في " الصَّحيحينِ "، لكنْ جَاءَ فِيهِمَا أنَّ ثُمامةَ بنَ أُثَالٍ هُوَ الَّذِي اغْتَسَلَ مِنْ غيرِ أَمْرِ النَّبيِّ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ لَهُ بِذَلِكَ.

والزِّيادةُ الَّتي في رِوَايَةِ البزَّارِ؛ وَهِيَ: اغْتِسَالُهُ بالماءِ والسِّدْرِ، زِيَادَةٌ شاذَّةٌ؛ لأنَّها منْ طَرِيقِ عبدِ الرَّزَّاقِ، وعبدُ الرَّزاقِ أَخْرَجَ الحَدِيثَ في " مُصنَّفِهِ " منْ غيرِ هَذِهِ الزِّيادةِ، وزهيرُ بنُ محمَّدٍ رَاوِيهَا عنهُ _ واللَّفظُ لهُ _ هُوَ: ابنُ قميرٍ، فَلَعَلَّهُ سمعَ هَذِهِ الزِّيادةَ منْ عبدِ الرَّزَّاقِ بعدَ اختلاطِهِ، فَاللَّهُ أعلمُ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير