تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تنبيهٌ: كَذَا جَاءَ عندَ ابنِ الجوزيِّ: (جُميعُ بنُ عُميرٍ البَصْرِيُّ) وَهُوَ تصحيفٌ، وتحرَّفَ اسمُهُ عندَ أبي نُعيمٍ إلى: (جُميع بن عبد اللَّه البصري)، وجَاءَ عَلَى الصَّوابِ عندَ الخطيبِ البغداديِّ في " تاريخِ بغدادَ " (12/ 289) _ ومنْ طريقِهِ: ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (42/ 331 _ 332) _ حيثُ رَوَاهُ _ مختصراً _ منْ طريقِ عصامِ بنِ الحكمِ العكبريِّ، عنْ جُميعِ بنِ عُمَرَ البَصْرِيِّ، عنْ سَوَّارٍ، عنْ محمَّدِ بنِ جُحَادةَ، عنْ عليٍّ؛ قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " أَنْتَ وَشِيعَتُكَ في الجَنَّةِ ".

وَكَذَا سَمَّاهُ الحافظُ المِزِّيُّ في " تهذيبِ الكمالِ " (5/ 124)، حيثُ ذَكَرَهُ تَمْيِيزاً.

قَالَ أبو نُعيمٍ: " غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ محمَّدٍ والشَّعْبِيِّ، لَمْ نَكْتُبْهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عصامٍ ".

أقولُ: هَذَا إسنادٌ ضعيفٌ جِدّاً؛ لعدَّةِ أمورٍ:

الأوَّلُ: عصامُ بنُ الحكمِ تَرْجَمَ لهُ الخطيبُ البغداديُّ في " تاريخِ بغدادَ " (12/ 289)، ولَمْ يَذْكُرْ فِيهِ شيئاً.

الثَّاني: جُميعُ بنُ عمرَ البَصْرِيُّ، لَمْ أَرَ مَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ غيرَ الحافظِ ابنِ حَجَرٍ، فقالَ في " تهذيبِ التَّهذيبِ " (2/ 96): " لهُ في الموضُوعاتِ لابنِ الجوزيِّ حَدِيثٌ بَاطِلٌ في شِيعَةِ عَلِيٍّ "، وَقَالَ في " التَّقريبِ " (ص:142): " ضعيفٌ ".

الثَّالثُ: سَوَّارٌ هُوَ: سَوَّارُ بنُ مصعبٍ الهَمْدانيُّ، وَهُوَ: مَتْرُوكٌ، مُنْكَرُ الحَدِيثِ.

الرَّابعُ: الانْقِطَاعُ بينَ الشَّعْبيِّ وعليِّ بنِ أبي طالبٍ، فَقَدْ أَخْرَجَ الحاكمُ في " المستدركِ " (رقم:8087) منْ طريقِ إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ؛ قَالَ: سمعتُ الشَّعْبيَّ وَسُئِلَ: هَلْ رَأَيْتَ أميرَ المؤمنينَ عليَّ بنَ أبي طالبٍ _ رضيَ اللَّهُ عنهُ _؟، قَالَ: رَأَيْتُهُ أَبْيَضَ الرَّأْسِ واللِّحيةِ، قِيلَ: فَهَلُ تَذْكُرُ عنهُ شيئاً؟، قَالَ: نَعَمْ، أَذْكُرُ أَنَّهُ جَلَدَ شُرَاحَةَ يومَ الخميسِ، وَرَجَمَهَا يومَ الجُمُعَةِ، فقالَ: جَلَدْتُهَا بِكِتَابِ اللَّهِ، وَرَجَمْتُهَا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _.

أقولُ: هَذَا الحَدِيثُ الَّذِي ذَكَرَهُ الشَّعْبِيُّ أَصْلُهُ في " صَحِيحِ البُخَاريِّ " (رقم:6427) بِشِقِّهِ الثَّاني، وَهُوَ لَمْ يَسْمَعْ غيرَهُ مِنْ عليِّ بنِ أبي طالبٍ _ رضيَ اللَّهُ عنهُ _، فَقَدْ سُئِلَ الدَّارقطنيُّ _ كَمَا في " العللِ " لهُ (4/ 97) _: سَمِعَ الشَّعْبيُّ مِنْ عليٍّ؟، فقالَ: سَمِعَ مِنْهُ حَرْفاً، مَا سَمِعَ غيرَ هَذَا _ يَقْصِدُ: الحَدِيثَ السَّابِقِ _.

الطَّريقُ الثَّالثةُ:

أَبُو عمرٍو الدَّانيُّ في " السُّننِ الواردةِ في الفتنِ " (3/ 614 _ رقم:279) _ واللَّفظُ لهُ _ منْ طريقِ محمَّدِ بنِ مُصْعَبٍ، وابنُ الأعرابيِّ في " المعجمِ " (رقم:1496) منْ طريقِ فضيلِ بنِ مرزوقٍ، كِلاَهُمَا عنْ أبي جَنَابٍ، عنْ أبي سُلَيْمَانَ الهَمْدانيِّ، عنْ عليِّ بنِ أبي طالبٍ قالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " يَا عليُّ، إِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يَنْتَحِلُونَ شِيعَتَنَا، لَيْسُوا مِنْ شِيعَتِنَا، لَهُمْ نَبَزٌ، يُقَالُ لَهُمُ: الرَّافِضَةُ، وَآيَتُهُمْ أَنَّهُمْ يَشْتُمُونَ أَبَا بكرٍ وعُمَرَ، أَيْنَمَا لَقِيتَهُمْ فَاقْتُلْهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ ".

أقولُ: هَذَا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لأجلِ أبي جَنَابٍ الكلبيِّ، واسمُهُ: يحيى بنُ أبي حيَّةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، يُدلِّسُ، أَفْسَدَ حدِيثَهُ بِالتَّدْلِيسِ، وشيخُهُ أَبُو سُلَيْمَانَ الهمْدَانيُّ يغلبُ عَلَى ظَنِّي أنَّهُ زيدُ بنُ وهبٍ، أبو سُلَيْمَانَ الهَمْدانيُّ الكوفيُّ، فَإِنْ كَانَ هُوَ؛ فَهُوَ ثقةٌ، وإِنْ كَانَ غيرَهُ؛ فَاللَّهُ أعلمُ بِحَالِهِ، ولَعَلَّ أبا جَنَابٍ حَادَ عنِ اسمِهِ إلى كُنْيتِهِ تَعْمِيَةً لِحَالِهِ.

والحَدِيثُ اخْتُلِفَ في إسنادِهِ عَلَى أبي جَنَابٍ:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير