تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: فعلَّةُ الانقطاعِ والإرسالِ ما تزالُ قائمةً، وأمَّا متابعةُ إبراهيم بن أبي يحيى للوليد بن مسلم التي ذكرها الشَّيخُ فلا يُفْرحُ بها؛ لأنَّ إبراهيم بن أبي يحيى متروكُ الحديثِ، بل رماهُ البعضُ بالكذبِ، فمثله لا يصلح للمتابعة، وجَرْحُ الأئمَّةِ له _ وَهُمْ كُثُرٌ _ مُقدَّمٌ على توثيق تلميذه الشَّافعيِّ _ رحمه اللَّه _.

فالَّذي أميلُ إليه أنَّ ثوراً ليس بمدلِّسٍ، ولولا ذِكْرُ الحَلَبيِّ له في المدلِّسين ما ذكرته، وإنَّما أدخلته في " معجمي " هذا للذَّبِّ عنه، وقد أَحْسَنَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ _ رحمه اللَّه _ وأجادَ بعدمِ ذكره لثور بن يزيد في كتابه " تعريف أهل التقديس "، مع أنَّه اطَّلع على كتابِ بُرهانِ الدِّينِ الحَلَبيِّ واستفاد منه، فالظاهر أنَّه لم يثبت لديه وصفه بالتَّدليسِ، واللَّه أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

• النموذج الثاني:

113 _ (ع) سليمان بن مهران، الأَسَديُّ، الكاهليُّ مولاهم، أبو محمَّد، الكوفيُّ، الأعمش (42).

• نوع التدليس: الإسناد (الإسقاط، التَّسوية)، الشُّيوخ

• المرتبة: الثالثة

أوَّلاً: تدليسُ الإسنادِ

أ _ تدليسُ الإسقاطِ: قال عبد اللَّه بن المبارك: " قلت لهُشيم: مَا لَكَ تُدلِّسُ وقد سمعت؟ قال: كان كبيراك يُدلِّسانِ _ وذكر الأعمش والثوريَّ _، وذكر أنَّ الأعمش لم يسمع من مجاهد إلاَّ أربعة أحاديث " (43).

وقال وكيعٌ: " لم يسمعِ الأعمشُ من مجاهدٍ إلاَّ أربعة أحاديث " (44).

وقال _ أيضاً _: " كنَّا نتتبَّع ما سمع الأعمش من مجاهدٍ؛ فإذا هي سبعة أو ثمانية، ثمَّ حدَّثنا بها " (45).

وقال يحيى بن سعيد القطَّان: " كتبت عن الأعمش أحاديث عن مجاهدٍ كلَََََّها مُلزقة لم يسمعها " (46).

وقال يعقوب بن شَيْبَة: " ليس يصحُّ للأعمش عن مجاهدٍ إلاَّ أحاديث يسيرة، قلت لعليِّ بنِ المدينيِّ: كم سمع الأعمش من مجاهدٍ؟ قال: لا يثبت منها إلاَّ ما قال: سمعت، هي نحو من عشرة، وإنَّما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتَّات " (47).

وقال عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: " قلت لأبي أحاديث الأعمش عن مجاهد عمَّن هي؟ قال: قال أبو بكر بن عيَّاش: قال رجلٌ للأعمش: ممَّن سمعته _ في شيءٍ رواه عن مجاهد _؟ قال: من كزاز مر - بالفارسية -، حدَّثنيه ليث عن مجاهد " (48).

وقال يحيى بن معين: " الأعمش سمع من مجاهد، وكلُّ شيءٍ يروي عنه لم يسمع، إنَّما مرسلةٌ مُدلَّسةٌ " (49).

وقال _ أيضاً _: " إنَّما سمع الأعمش من مجاهد أربعة أحاديث أو خمسة " (50).

وقال أبو معاوية الضَّرير: " كنت أُحدِّث الأعمش عن الحسن بن عُمارة، عن الحكم، عن مجاهد، فيجيء أصحاب الحديث بالعشيِّ فيقولون: حدَّثنا الأعمش عن مجاهد بتلك الأحاديث، فأقول: أنا حدَّثته عن الحسن بن عُمارة، عن الحكم، عن مجاهد " (51).

وقال الحسين بن إدريس: سمعت ابن عمَّار يقول: " كان أبو معاوية إذا ذهب في حاجة أوصى من يترك عند الأعمش أنْ يتحفَّظ عليه ما يمرُّ بعده، قال: فكان يجيء فيسأله عمَّا مرَّ بعده، قال: فجئت يوماً؛ فذكروا لي أنَّه ذكر عن مجاهد: (مِنْ إيجاب المغفرة؛ إطعام المسلم السَّغبان)، قال: فسألته عنه؟ قال: فقال: أليس أنت حدَّثتني به عن هشام، عن سعيد العلاّف، عن مجاهد؟ قال: فقلت له: فحدِّثني به، فحدَّثه به، قال ابن عمَّار: فألقى الأعمش أبا معاوية وهشاماً وسعيداً وقال: مجاهد، ثمَّ قال ابنُ عمَّارٍ: حدَّثنا أبو معاوية، عن هشام بن حسَّان، عن سعيد العلاّف، عن مجاهد؛ قال: (إيجابُ المغفرة؛ إطعام المسلم السَّغبان) " (52).

وقال أبو حاتمٍ: " إنَّ الأعمش قليلُ السَّماعِ من مجاهدٍ، وعامَّةُ ما يروي عن مجاهدٍ مُدلَّس " (53).

وقال الترمذيُّ: " قلت لمحمَّد _ أي ابن إسماعيل البخاري _: يقولون: لم يسمع الأعمش من مجاهد إلاَّ أربعة أحاديث، قال: ريحٌ ليس بشيءٍ، لقد عددت له أحاديث كثيرة نحواً من ثلاثين _ أو أقلّ أو أكثر _ يقول فيها: حدَّثنا مجاهد " (54).

وقال الحسن بن عيَّاش: " كنَّا نأتي سفيان إذا سمعنا من الأعمش فنعرضها عليه بالعشيِّ؛ فيقول: هذا من حديثه، وليس هذا من حديثه " (55).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير