تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التنبيه على خطأ مشهور في الأذكار بعد الصلاة]

ـ[إبن محيبس]ــــــــ[13 - 03 - 09, 01:09 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

لقد إشتهر لدى كثير من المسلمين ووجدته مكتوبا في بعض كتيبات الأذكار وفي ما يوضع من لوحات في المساجد أنّ من السنة في الذكر بعد الصلاة (قراءة المعوذات بعد كل صلاة مرة واحدة إلا الفجر والمغرب فتقرأ ثلاث مرات)

ولما كان هذا خلاف ما تدل عليه الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أعلم أردت التنبيه على ذلك فأقول مستعينا بالله وحده:

السنة الصحيحة في ذلك هو (قراءة المعوذات بعد كل صلاة مرة واحدة) من غير أن تستثنى صلاة الفجر والمغرب من ذلك لعدم ورود دليل في تثليث القراءة بعدهن فقد قال عقبة بن عامر رضي الله عنه: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة. وفي رواية بالمعوذتين. رواه أبوداود (1523) الترمذي (2903) والنسائي (1336) وأحمد (795 / الفتح الرباني) وغيرهم وصححه الألباني رحمه الله

فحديث عقبة ظاهر في أنه لا فرق بين الصلوات الخمس في قراءة المعوذات بعدهن

فمن قال بالتثليث بعد الفجر والمغرب فقد غلط، ولعل ما حمله على ذلك هو حديث عبد الله بن خبيب رضي الله عنه قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه فقال: قل. فلم أقل شيئا. ثم قال: قل. فلم أقل شيئا. ثم قال: قل. فقلت: يا رسول الله ما أقول؟. قال: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء. رواه أبو داود (5082) والترمذي (3828) وحسنه الألباني رحمه الله

فقد جمع من قال بالتثليث بين الحديثين وجعل محلهما واحدا، وليس الأمر كذلك، فليس في حديث إبن خبيب ذكر الصلاة وإنما ذكر الصباح والمساء، وظاهر أن حديث عقبة في الأذكار بعد الصلاة وفيها جعله المصنفون في الحديث وفي كتب الأذكار وعمل اليوم والليلة، وأما حديث إبن خُبيب فهو في أذكار الصباح والمساء وفيها ذكره أبو داود في باب ما يقول إذا أصبح من كتاب الأدب في سننه، وكذا من صنف في الأذكار وعمل اليوم والليلة

ومما يدل على ذلك أن محل أذكار المساء يبدأ من بعد العصر كما حققه إبن القيم رحمه الله وهو قول شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله، فالمشروع هو قراءة المعوذات ثلاث مرات في ذلك الوقت وليس بعد صلاة المغرب

وكذلك على قول من قال إن المساء وأذكاره يبدآن بعد غروب الشمس فإن من جمع بين المغرب والعشاء جمع تأخير كان له قراءة المعوذات بعد الغروب وقبل الصلاة لأن حديث إبن خبيب فيه (حين تمسي)

وكذا المرأة إذا لم تصل كان مشروعا لها تثليث المعوذات صباحا ومساء

فالذي يدل عليه الحديثان أن السنة قراءة المعوذات بعد كل صلاة مرة واحدة فقط لا يُستثنى من ذلك صلاة الفجر والمغرب، وأن السنة في أذكار الصباح والمساء أن تُقرأ المعوذات ثلاث مرات

فمثلا من قرأ المعوذات بعد صلاة الفجر مرة واحدة سُنّ له أن يأتي بعد إنتهائه من أذكار الصلاة بقراءة المعوذات ثلاث مرات، وكذا من قرأ المعوذات ثلاث مرات في وقت المساء من العصر كانت السنة له أن يقرأهن مرة واحدة بعد صلاة المغرب

وأما التلفيق بين الحديثين وبين السنتين وجعلهما سنة واحدة فهو غلط

هذا ما تبين فإن يكن صوابا فمن الله وحده

وإن يكن خطا فمني ومن الشيطان

والله ورسوله بريئان منه

ومن وجد خطأ في هذ التنبيه فليتكرم ببيانه مأجورا مشكورا

والله أعلم

ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[13 - 03 - 09, 03:12 ص]ـ

بارك الله فيك أخي وجزاك الله خيرا .....

ومن سنة تقريبا أراد الإخوة عندنا في المسجد صنع لوحة لأذكار ما بعد الصلاة لتعليقها في المسجد، واستشاروني في ذلك، ونبهتهم على هذا الذي ذكرتَه أخي، وذكرتُ لهم أن السبب في انتشار هذه المعلومة غير الصحيحة هو أن الطبعات القديمة من الكتاب المبارك واسع الانتشار حصن المسلم ـ حفظ الله مؤلفه وجزاه الله خيرا ـ كانت محتوية على هذه الأغلوطة، وأن الطبعات الحديثة منه صُحِّحَتْ، وللأسف الشديد فلا زالت المكتبات عندنا في مصر تطبع الطبعات القديمة!!!! وأنا أعرف إخوة في مصر يحفظون الأذكار من الطبعات الحديثة لحصن المسلم ولا تكون هذه الطبعات مصرية بل تكون سعودية، وكنت أنصح الإخوة أن يشتروا الطبعات السعودية لحصن المسلم من معرض الكتاب بالقاهرة لندرته في المكتبات المصرية!!! فكثير من المكتبات المصرية يبحث عن السعر، فبينما تباع الطبعة السعودية بجنيهين، تباع الطبعة المصرية بنصف جنيه وأحيانا بأقل من ذلك ......

والله تعالى أعلم ......

ـ[عبد الحفيظ الحامدي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 04:40 ص]ـ

بارك الله فيك أخي الكريم على التذكرة الطيبة و نفع الله بنا و بكم

....................

سبحان الله أخي عندي سؤال في هذا الباب يراودني منذ مدة و بالضبط منذ دخول علينا مثل هاته المطبوعات الطيبة

فسؤالي هل يجوز تعليق هاته الأذكار في المساجد و خاصة في اتجاه القبلة يعني و أنت تصلي هي تقابلك و لعلها تشغلك عن الصلاة ..

هل لديكم بحث في هذا أخي بارك الله بنا و بكم

دلني عليه جزاك الله خيرا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير