تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تخريجُ حديثِ: الكَادِ على عِيَالِهِ كالمجاهدِِ في سبيلِ اللَّهِ

ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[17 - 03 - 09, 08:39 ص]ـ

تخريجُ حَدِيثِ: " الكَادِّ عَلَى عِيَالِهِ كَالمُجَاهِدِ في سَبِيلِ اللَّهِ "

ذَكَرَهُ السُّيوطيُّ مِنْ غيرِ إِسْنَادٍ في " شَرْحِ سُنَنِ ابنِ مَاجَةَ " (ص: 303)، وعَزَاهُ للرَّافعيِّ في " تاريخِ قزوينَ "، وقَدْ جَاءَ مَعْنَاهُ في حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ الطَّبرانيُّ في " المعجمِ الأوسطِ " (4/ 284 _ رقم:4214) واللَّفظُ لهُ _ ومنْ طريقِهِ: أبو نُعيمٍ في " الحِلْيةِ " (6/ 196) _، والبيهقيُّ في " شُعَبِ الإيمانِ " (6/ 413 _ رقم: 8711) و (7/ 299 _ رقم: 10377) و " السُّننِ الكُبرى " (9/ 25) من طريقِ أحمدَ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ يونسَ؛ قالَ: حدَّثنا رياحُ بنُ عمرٍو القيسيُّ؛ قالَ: حدَّثنا أيُّوبُ السِّختيانيُّ، عنْ محمَّدِ بنِ سِيرينَ، عن أبي هُريرةَ؛ قالَ: بَيْنَا نحنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا شَابٌّ منَ الثَنِيَّةِ، فَلَمَّا رَمَيْنَاهُ بِأَبْصَارِنَا، قُلْنَا: لَوْ أنَّ ذَا الشَّابَّ جَعَلَ نَشَاطَهُ وَشَبَابَهُ وقوَّتَهُ في سَبِيلِ اللَّهِ، فَسَمِعَ مَقَالَتَنَا رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _؛ فقالَ: " ومَا سَبِيلُ اللَّهِ إلاَّ منْ قُتِلَ؟، مَنْ سَعَى عَلَى وَالِدَيْهِ؛ فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، ومَنْ سَعَى عَلَى عِيَالِهِ؛ فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، ومَنْ سَعَى مُكَاثِراً؛ فَفِي سَبِيلِ الشَّيطَانِ ".

وتحرَّفَ اسمُ (رياحٍ) عندَ الطَّبرانيِّ إلى (رباحٍ)، وعندَ البيهقيِّ في " الشُّعَبِ " إلى (روحٍ).

قالَ الطَّبرانيُّ: " لَمْ يَرْوِ هَذَا الحَدِيثَ عنْ محمَّدِ بنِ سِيرينَ إلاَّ أيُّوبُ، وَلاَ رَوَاهُ عنْ أيُّوبَ إلاَّ رياحُ بنُ عمرٍو القيسيُّ، ولا يُرْوَى عنْ أبي هُريرةَ إلاَّ بهذا الإسنادِ، تفرَّدَ بهِ أحمدُ بنُ يونسَ ".

وقالَ أبو نُعيمٍ: " تفرَّدَ بهِ رياحٌ عنْ أيُّوبَ السِّختيانيِّ ".

أقولُ: هَذَا حَدِيثٌ شَاذٌّ؛ رياحُ بنُ عمروٍ القيسيُّ قالَ عنهُ أبو زُرْعَةَ: " صَدُوقٌ "، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " وقالَ: " مِنْ عُبَّادِ أهلِ البَصْرَةِ وزُهَّادِهِمْ "، لكنَّ أَبَا دَاوُدَ اتَّهمَهُ بالزَّنْدَقَةِ، فَقَدْ قالَ أبو عُبيدٍ الآجُرِّيُّ: " سألتُ أَبَا دَاوُدَ عنْ رياحِ بنِ عمرٍو القَيْسيِّ؟، فقالَ: كانَ رجلَ سوءٍ، ثمَّ قالَ: هُوَ، وأبو حبيبٍ، وحيَّانُ الجريريُّ، وَرَابِعَةُ رَابِعَتُهُمْ في الزَّنْدَقَةِ، قالَ أبو عُبيدٍ: أظنُّ أنَّ أَبَا دَاوُدَ قالَ: سمعتُ أحمدَ بنَ صالحٍ يقولُ هَذَا "، وقالَ أبو عُبيدٍ _ أيضاً _: " وسمعتُ أَبَا دَاوُدَ ذَكَرَ رياحَ بنَ عمرٍو القيسيَّ مرَّةً أُخْرَى فقالَ: هُوَ منْ أَهْلِ المحنةِ، وَأَهْلِ القَدَرِ، وَأَخُوهُ عوينٌ ".

وَقَدْ خُولِفَ رياحٌ فيهِ، خَالَفَهُ مَنْ هُوَ أَوْثَقُ مِنْهُ، وَهُوَ: عبدُ الوهَّابِ بنُ عبدِ المجيدِ الثَّقفيُّ _ وهو ثقةٌ _، أَخْرَجَ مخالفتهُ الحسينُ بنُ الحسنِ بنِ حربٍ المَرْوزيُّ في " البرِّ والصِّلَةِ " (رقم:160) قالَ: أخبرنا عبدُ الوهَّابِ الثَّقفيُّ؛ قالَ: حدَّثنا أيُّوبُ، عنْ إبراهيمَ بنِ ميسرةَ؛ أنَّ أَعْرَابِياً طَلَعَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ، فَأَعْجَبَهُمْ شَبَابُهُ، وقوَّتُهُ، ونشاطُهُ، ... فَذَكَرَ نحوَهُ.

أقولُ: هَكَذَا رَوَاهُ عبدُ الوهَّابِ مُرْسَلاً، مُخَالِفاً رياحَ بنَ عمرٍو فيهِ، لِذَا يكونُ حَدِيثُهُ شَاذّاً، أَوْ مُنْكَراً إنْ رُجِّحَ ضعفهُ بسببِ الاخْتِلاَفِ فيهِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير