تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَوَقَفْتُ عَلَى لَفْظٍ آخرَ للحديثِ _ قَرِيبٍ مِنَ اللَّفظِ السَّابقِ _: أخرجَهُ الطَّبرانيُّ في " المعجمِ الأوسطِ " (8/ 277 _ رقم:8630) قالَ: حدَّثنا مطلَّبُ بنُ شُعيبٍ، حدَّثنا عبدُ اللَّهِ بنُ صالحٍ، حدَّثني اللَّيثُ، حدَّثني إسحاقُ بنُ أَسيدٍ، عنْ عبدِ الكريمِ، عنْ أنسِ بنِ مالكٍ؛ أنَّ رسولَ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ قالَ: " السَّاعِي عَلَى وَالِدَيْهِ لِيَكُفَّهُمَا وَيُغْنِيَهُمَا عَنِ النَّاسِ؛ في سَبِيلِ اللَّهِ، ومنْ سَعَى عَلَى زَوْجٍ أَوْ وَلَدٍ لِيَكُفَّهُمْ وَيُغْنِيَهُمْ عنِ النَّاسِ؛ في سَبِيلِ اللَّهِ، والسَّاعِي عَلَى نَفْسِهِ لِيُغْنِيَهَا وَيَكُفَّهَا عَنِ النَّاسِ؛ في سَبِيلِ اللَّهِ، والسَّاعِي مُكَاثَرَةً؛ في سَبِيلِ الشَّيطَانِ ".

قالَ الطَّبرانيُّ: " لَمْ يَرْوِ هَذَا الحَدِيثَ عنْ عبدِ الكريمِ الجَزَرِيِّ إلاَّ إسحاقُ بنُ أَسيدٍ، تَفَرَّدَ بهِ اللَّيثُ، وَلاَ يُرْوَى عنْ أنسٍ إلاَّ بهذا الإسنادِ ".

أقولُ: كَذَا رَجَّحَ الطَّبرانيُّ أنَّ عبدَ الكريمِ _ هَذَا _ هُوَ الجزريُّ، بَيْنَمَا ذَكَرَ الحافظُ المزِّيُّ في " تهذيبِ الكمالِ " ترجمةَ اثنينِ يُقَالُ لهما: عبدُ الكريمِ، وَكِلاَهُمَا يَرْوِي عَنْ أنسٍ، وَيَرْوِى عَنْهُمَا إسحاقُ بنُ أَسيدٍ؛ وهما: عبدُ الكريمِ بنُ أبي المُخارقِ _ وَهُوَ ضَعِيفٌ _، وعبدُ الكريمِ العُقيليُّ البَصْريُّ _ وَهُوَ مَقْبُولٌ كَمَا قالَ ابنُ حَجَرٍ _، بَيْنَمَا الحافظُ ابنُ حِبَّانَ لَمْ يَعْرِفْهُ، فقالَ في " الثِّقاتِ ": " عبدُ الكريمِ، شَيْخٌ يَرْوِي عنْ أنسِ بنِ مالكٍ، رَوَى اللَّيثُ بنُ سعدٍ عنْ إسحاقَ ابنِ أَسيدٍ عنهُ، لاَ أَدْرِي مَنْ هُوَ، وَلاَ ابنُ منْ هُوَ؟ "، وَعَلَى كُلِّ حالٍ فَالإِسْنَادُ ضَعِيفٌ، مَدَارُهُ عَلَى إسحاقَ بنِ أَسيدٍ، قالَ عنهُ أبو حاتمٍ: " شَيْخٌ ليسَ بالمشهورِ، لاَ يُشْتَغَلُ بِهِ "، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ: " مجهولٌ "، بَيْنَمَا ابنُ حِبَّانَ ذَكَرَهُ في " الثِّقاتِ " عَلَى طريقتِهِ؛ وقالَ: " كَانَ يُخْطىءُ "!!.

_ تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالى _

كَتَبَهُ: أبو عُمَرَ نادرُ بنُ وَهْبِي النَّاطُورُ القَنِّيرِيُّ

_ عَفَا اللَّهُ عنهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ _

الزَّرْقَاءُ _ الأردنُّ

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير