فبالله هل لو أحصينا كل الأسانيد المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب الموجودة اليوم هل تبلغ نصف هذا العدد؟
فأين ذهبت الستمائة ألف إسناد مرفوع
إن كثيرا من كتب الحديث مفقودة وبعضها لا يمكن الوصول إليه من الأجزاء الحديثية في مكاتب أوروبا وغيرها، يكفي أن تعلم أن مسند بقي بن مخلد الأندلسي مفقود وهو يحوي أكثر من 40 ألف حديث أي إسناد! دع عنك غيره
هذه الأسانيد المفقودة كان أولئك الأئمة كالبخاري يحفظونها في صدورهم وكتبهم
وقد يكون عنده للحديث الواحد عدة أسانيد تصححه لكنه يدخل في كتابه إسنادا فيه نظر لعلة يريدها كعلو ونحوه
فالمقصود ان تصحيح البخاري لهذا الحديث مقدم على تضعيف من يريد تضعيفه
ولا ينبغي أن يُترك تصحيح البخاري لتضعيف غيره
فالحديث ولله الحمد بمجموع طرقه الموجودة بين أيدينا هو ثابت وحسن لغيره بلا شك
وقد صححه الألباني رحمه الله في المشكاة
ثانيا: من ناحية المتن
ليس في المتن إشكال ولله الحمد، فإن الخزي الذي قصده إبراهيم هو أن يسحب أباه إلى النار والناس ينظرون ويعلمون أنه أباه، وإبراهيم بشر من البشر، وطبيعة البشر أنه يشعر بالخجل والخزي إذا حصل مثل ذلك وإن كان أبوه كافرا ويعلم أنه في النار، فإبراهيم قد تبرأ من ابيه ويعلم انه عدو لله لكنه لو سُحب أباه إلى النار في ذلك الموقف أمام الخلائق شعر أنه خزي له، ولم يكن في قوله (ألم تعدني .. ) إعتراض على الله أو أنه ليس متبرءا من ابيه أو أنه يطلب الشفاعة له، ليس في كلامه شيء من هذا، وإنما اراد إبراهيم أن يؤخذ أباه إلى النار من دون أن يعلم الناس أنه أباه كي لا يحصل له خزي وحرج، وهذا ما فعله الله بأن مسخ أباه ضبعا،
فلا إشكال في المتن، إن إبراهيم لم يقصد بالخزي دخول أبيه في النار، فإنه يعلم أنه من أهل النار، وإنما قصد بالخزي سحبه إلى النار ووجوده فيها مع علم الناس ورؤيتهم ومعرفتهم أنه أبو إبراهيم، فطلب إبراهيم أن لا يُخزى من هذه الناحية فمسخ الله أباه ضبعا فرأى الناس ضبعا يُسحب فيلقى في النار ولم يرو أبا إبراهيم
ثم إن إبراهيم أخبر عن أمر يجده في نفسه كبشر من البشر وليس في ذلك أي غضاضة
ألا ترى إلى عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول لما قال للنبي عليه الصلاة والسلام (إن كنت تريد قتل أبي فامرني بقتله فإني أخشى أن يقتله آخر فلا أرضى أن أرى قاتل أبي، فأقتل مسلما بكافر) أو كما قال
فهذه أنفس بشرية لا ملامة عليها في ذلك
وفقك الله وبارك فيك
وتوقف كثيرا قبل أن تُقدم على نقد أحد أولئك العظام لأنهم ليسوا كمن جاء بعدهم
فالإمام احمد يقول (أحفظ ألف ألف حديث) أي إسناد
فإذا صحح حديثا فعضّ عليه بالنواجذ فلعل عنده له مائة إسناد لا يوجد عندنا منها اليوم إلا عشرة
والله أعلم
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[28 - 03 - 09, 04:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
لمّا رأيت أنّ أحدا من المشايخ أو طلبة العلم في هذا المنتدى لم يرد على الأخ الكريم ما جاء به، كان لزاما عليّ أن أرد وإن كنت من عوام المسلمين
بارك الله فيك أيها الأخ الكريم والأستاذ الفاضل .. ما طرحتُ هذا الموضوع إلاّ لاستثارة أهل العلم والنهل مِن معينهم، فالعبد الفقير إلى مولاه يحب الصالحين وليس منهم. فجزاك الله خيراً على اهتمامك، واسمح لي بهذه التعقيبات على ردّكم الكريم.
تقول أحسن الله إليك:
أولا: صحة إسناده
من المعلوم أنّ تعدد الطرق الضعيفة ضعفا يسيرا مما يثبّت بها الحديث ويرقى بها إلى درجة الحسن لغيره، والحديث هنا من هذا الباب فإن له عدة أسانيد وضعفها يسير فبها ينجبر إن شاء الله ويثبت
قلتُ: جمعتَ في كلامك مِن أضراب الاصطلاح حُكمَك على السند "بالصحة" لكون الحديث "حسناً لغيره" بمجموع طرقه "الضعيفة". فأرجو أن توضّح لي أخي الكريم كيف تجتمع هذه الثلاثة؟
ثم إن مِن شروط الحديث الحسن ألاّ يكون راويه متهماً بالكذب، وهذا ليس بمتحقق في رواية ابن أبي أويس، والطريق الأخرى معلولة بالانقطاع. فكيف تكون الرواية المنقطعة عاضدة لرواية المجروح؟
¥