تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حديث تنانين القبر في تفسير (مَعِيشَةً ضَنكاً)

ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[22 - 03 - 09, 04:10 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ..

فقد ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى من سورة طه: [وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [

طه- 124

وذكر - رحمه الله - حديث التسعة والتسعين تنينا التي تخرج في القبر على الكفار واستنكر رفعه جداً ..

والحديث جاء من رواية أبي هريرة مرفوعا وعن أبي سعيد الخدري مرفوعا

وموقوفا وجاء عنهما بلفظين اثنين:

الأول:

رواه الإمام أحمد (3/ 38) والدارمي (2/ 426) وابن حبان (3121) وعبد بن حميد في مسنده (رقم 929) وابن أبي حاتم كما سيأتي وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 58) ومن طريقه الآجري في الشريعة (1/ 343) عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ليسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه وتلدغه حتى تقوم الساعة ولو أن تنينا منها نفخ في الأرض ما نبتت

والحديث من رواية أبي يحيى سعيد بن أبي أيوب بن مقلاص وهو ثقة ثبت رواه عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم يقول سمعت أبا سعيد الخدري فذكره مرفوعا.

ورواية دراج عن أبي الهيثم متفق على تضعيفها ..

والثاني:

رواه أبو يعلى في مسنده (رقم 6644) وابن حبان في صحيحه (3122) والبيهقي في عذاب القبر (رقم 68) والطبري في التفسير (18/ 394) من رواية أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

.... عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما التنين؟ سبعون حية، لكل حية سبع رؤوس يلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة.

والحديث من رواية أبي يحيى سعيد بن أبي أيوب بن مقلاص وهو ثقة ثبت عند أبي يعلى وابن حبان وعن عمرو بن الحارث وهو ثقة أيضا عند البيهقي والطبري كلاهما (سعيد ين أيوب وعمرو بن الحارث) عن دراج أبي السمح عن ابن حجيرة عن أبي هريرة به.

ودراج هو ابن سمعان، يقال اسمه عبد الرحمن ودراج لقب، أبو السمح القرشى السهمى مولاهم المصرى القاص مولى عبد الله بن عمرو من أوساط التابعين توفي 126 هـ

وروى له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن قال ابن حجر: صدوق وفي حديثه عن أبى الهيثم

وقال الذهبي: وثقه ابن معين والنسائي وقال أبو داود وغيره: حديثه مستقيم إلا ما كان عن أبى الهيثم.

وابن حجيرة هو عبد الرحمن بن حجيرة من طبقة

التابعين الوسطى توفي 83هـ وهو من الثقات وقد روى له مسلم وأصحاب السنن

فبان بهذا الاضطراب أن دراج رواه مرة عن أبي الهيثم عن أبي سعيد ومرة عن ابن حجيرة عن أبي هريرة ..

ولو كان الرجل ضعيفا بالكلية لرد الحديث، ولكن لتوثيق من وثقه

نأخذ بروايته عن ابن حجيرة عن أبي هريرة

وكذلك لرواية الثقتان سعيد بن أيوب وعمرو بن الحارث عنه

ولولا ما فيه من كلام لحكمنا بصحة هذا السند ولكن لهذا الاضطراب نزل الحديث من الصحة إلى الحسن

ولذلك حسنه الألباني وشعيب في تحقيقهما جزاهما الله خيرا

ورواه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير من طريق ابن لهيعة (وضعفه مشهور) قال حدثنا دراج أبو السمح، عن ابن حُجَيْرة عن أبي هريرة مرفوعا

ورواه البزار (كما في كشف الأستار برقم 2233) قال: حدثنا محمد

بن يحيى الأزدي (وثقه الداراقطني) حدثنا محمد بن عمرو (لم أجد ترجمته) حدثنا هشام بن سعد (صدوق حسن الحديث إن شاء الله) عن سعيد بن أبي هلال (والجمهور على توثيقه) عن أبي حُجَيْرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به

وسند ضعيف ولذلك وقال الهيثمي في المجمع (7/ 67): فيه من لم أعرفه هذا بالإضافة إلى أن ذكر

التنانين ذكر عند الترمذي في سننه (رقم2460) من طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي وهو

ضعيف جدا وعطية العوفي وهو ضعيف أيضا عن أبي سعيد قال في حديث طويل مرفوعا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ويقيض الله له سبعين تنينا لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا فينهشنه ويخدشنه حتى يفضي بهوالخلاف في عدد التنانين ظاهر.

وقد جاء موقوفا عن أبي سعيد الخدري عند البيهقي في

اثبات عذاب القبر (رقم 61) من طريق عبد الله بن سليمان عن دراج عن أبي الهيثم عن

أبي سعيد موقوفا عليه ولعل الخطأ في وقفه من عبد الله بن سليمان الملقب بالطويل فإنه صدوق يخطيء كما قال ابن حجر ولم يروي عنه غير أبي داود والنسائي

وكذلك جاء موقوفا بنحوه عند الطبري في تفسيره (16/ 227) لسورة طه من طريق ابن أبي هلال عن

ابي حازم عن أبي سعيد موقوفا عليه .. وسنده ضعيف.

والخلاصة أن حديث دراج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة مرفوعا سنده حسن على أقل تقدير إن شاء الله ..

وبان بهذا أن قول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: رفعه منكر جدا .. ليس بصواب

والله أعلى وأعلم

وأستغفر الله من الزلل والخطأ وأرجو من الأخوة المشاركة بما منَّ الله عليهم به من علم

كي أرتدع إن كنت مخطئا ..

وجزى الله الجميع خير الجزاء

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير