تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تخريجُ حَدِيثِ: تَفْضِيلِ تَرْبِيَةِ جَرْوِ كَلْبٍ عَلَى تربيةِ الولد

ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[24 - 03 - 09, 08:34 ص]ـ

تخريجُ حَدِيثِ: تَفْضِيلِ تَرْبِيَةِ جَرْوِ كَلْبٍ _ في بَعْضِ الأَزْمِنَةِ _ عَلَى تَرْبِيَةِ الوَلَدِ

هَذَا الحَدِيثُ لاَ يَصِحُّ ولاَ يثبتُ عنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _، بَلْ هُوَ مَوْضُوعٌ في بعضِ طُرُقِهِ، وَقَدْ وَرَدَ عَنْ أَرْبعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَمُرْسَلِ تَابِعِيٍّ وَاحِدٍ؛ وَهُمْ:

أَوَّلاً: حَدِيثُ أنسِ بنِ مالكٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _.

أَخْرَجَهُ ابنُ حِبَّانَ في " المجروحينَ " (2/ 171 – ترجمة:794) _ واللَّفظُ لهُ _ منْ طريقِ المؤمَّلِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الثَّقَفِيِّ، وأبو بكرِ محمَّدُ بنُ إبراهيمَ الكَلاَباذِيُّ في " بحرِ الفوائدِ " (رقم:128) منْ طريقِ كاملِ بنِ طلحةَ، كِلاَهُمَا عنْ عبَّادِ بنِ عبدِ الصَّمدِ، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " أُمَّتِي عَلَى خَمْسِ طَبَقَاتٍ، كُلُّ طَبَقَةٍ أَرْبَعُونَ عَاماً: فَطَبَقَتِي وطَبَقَةُ أَصْحَابِي أَهْلُ العِلْمِ وَالإِيمَانِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ إلى الثَّمَانِينَ أَهْلُ البِرِّ وَالتَّقْوَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلى العِشْرِينَ وَمِائَةٍ أَهْلُ التَّوَاصُلِ وَالتَّرَاحُمِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ إلى سِتِّينَ وَمِائَةٍ أَهْلُ تَدَابُرٍ وَتَقَاطُعٍ، ثُمَّ الهَرْجُ الهَرْجُ، والهَرَبُ الهَرَبُ، تَرْبِيَةُ جَرْوِ كَلْبٍ خَيْرٌ مِنْ تَرْبِيَةِ وَلَدٍ ".

وَجَاءَ لَفْظُهُ عندَ الكَلاَباذِيِّ: " ... ، ثُمَّ تَرْبِيَةُ جَرْوٍ في ذَلِكَ الزَّمَانِ خَيْرٌ مِنْ تَرْبِيَةِ وَلَدٍ ".

وَأَخْرَجَهُ ابنُ عَسَاكِرَ في " تاريخِ دمشقَ " (67/ 284) منْ طريقِ كاملِ بنِ طَلْحَةَ، عَنْ عبَّادِ بنِ عبدِ الصَّمدِ، بِهِ نحوه، إِلاَّ أنَّهُ لَمْ يَذْكِرِ العِبَارَةَ الأخِيرَةَ، وَهِيَ مَوْضِعُ الشَّاهِدِ.

قلتُ: هَذَا إسنادٌ ضَعِيفٌ جِدّاً مُنْكَرٌ؛ مَدَارُهُ عَلَىعبَّادِ بنِ عبدِ الصَّمدِ أبي مَعْمَرٍ، قَالَ عَنْهُ البُخَارِيُّ: " مُنْكَرُ الحَدِيثِ "، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: " ضَعِيفُ الحَدِيثِ جِدّاً، مُنْكَرُ الحَدِيثِ، لاَ أَعْرِفُ لَهُ حَدِيثاً صَحِيحاً "، وَقَالَ العُقيليُّ: " عبَّادُ بنُ عبدِ الصَّمدِ، أبو مَعْمَرٍ، عنْ أنسٍ، أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ، لاَ يُعْرَفُ أَكْثَرُهَا إِلاَّ بِهِ "، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ: " يُحَدِّثُ عَنْ أنسٍ بِالمناكِيرِ "، وَقَالَ _ أيضاً _: " لَهُ عَنْ أنسٍ غيرُ حَدِيثٍ مُنْكَرٍ، وَعَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ في فَضَائِلِ عَلِيٍّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ مُنْكَرُ الحَدِيثِ، وَمَعَ ذَلِكَ غَالٍ في التَّشَيُّعِ "، وَقَالَ ابنُ حِبَّانَ: " مُنْكَرُ الحَدِيثِ جِدّاً، يَرْوِي عَنْ أنسٍ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ، وَمَا أُرَاهُ سَمِعَ مِنْهُ شَيْئاً، فَلاَ يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ فِيمَا وَافَقَ الثِّقَاتِ، فَكَيْفَ إِذَا انْفَرَدَ بِأَوَابِدَ؟! "، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ كَتَبَ عَنْهُ بِهَذَا الإسنادِ نُسْخَةً _ أَكْثَرهَا _ مَوْضُوعةً، وَقَالَ الإمامُ الذَّهبيُّ: " وَرَوَى عَنْ أنسِ بنِ مالكٍ المُنْكراتِ "، أقولُ: وَهَذَا مِمَّا رَوَاهُ عنْ أنسٍ.

وَوَقَفْتُ لِلْحَدِيثِ عَلَى طَرِيقَيْنِ آخَرَيْنِ عَنْ أنسِ بنِ مالكٍ، بنحوِهِ دُونَ العِبَارِةِ الأخِيرَةِ موضعِ الشَّاهدِ:

الأولُ: أَخْرَجَهُ ابنُ مَاجَةَ في " السُّنَنِ " (رقم:4058) منْ طَرِيقِ يزيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أنسٍ، بِهِ، نحوهُ.

أقولُ: وهَذَا سندٌ ضَعِيفٌ؛ لأجلِ يزيدَالرَّقَاشِيِّ، وَهُوَ: يزيدُ بنُ أَبَانَ الرَّقَاشيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

الثَّاني: أَخْرَجَهُ ابنُ مَاجَةَ _ أيضاً _ في " السُّننِ " (رقم:4058/م) مِنْ طَرِيقِ خازمٍ أبي محمَّدٍ العَنَزِيِّ، عَنِ المِسْوَرِ بنِ الحسنِ، عَنْ أبي مَعْنٍ، عَنْ أنسٍ، بهِ، نحوَهُ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير