تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بيان علل حديث خلق التربة]

ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[27 - 03 - 09, 06:34 م]ـ

البيّنات

بما في حديث خلق التربة مِن آفات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ونصلّي ونسلّم على المبعوث رحمة للعاملين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطاهرين ..

.. وبعد،،

فقد قرأتُ عدداً من المواضيع المتعلقة بحديث خلق التربة في هذا الملتقى العامر، واطلعتُ على أقوال الأساتذة بارك الله فيهم ما بين مدافعٍ عن صحة الحديث وما بين طاعن في صحته، ولِكُلٍّ سَلَفٌ في ما ذهب إليه.

فقد أعلّ ابن المديني هذا الحديث باحتمال أخذ إسماعيل بن أمية عن إبراهيم بن أبي يحيى، وأعلّه البخاري بوهم أيوب بن خالد ورفعه الحديث وأنه مِن كلام كعب. ومِمَّن نافح عن هذا الحديث: المعلّمي والألباني رحمهما الله تعالى.

وقد أجَلْتُ النظرَ في هذا الحديث إسناداً ومتناً، حتى تبيَّنتُ مَكمَن الخلل فيه، وعِلله وآفاته. فقد كنتُ أميلُ إلى رأي البخاري رحمه الله بكون أبي هريرة رضي الله عنه أخذه عن كعب، فإذا بالحديث لا يُعرف عن كعب ولا غيره من أصحاب الإسرائيليات، بل ليس له أصل عن أبي هريرة. فالحديث موضوع اختلقه إبراهيم بن أبي يحيى، فكان حدس ابن المديني أقرب إلى الصواب، وإن كان أخطأ الراوي الذي أخذ عن إبراهيم بن أبي يحيى، فليس هو إسماعيل بن أمية.

وهذا حين أشرع في المقصود بحول الله فأقول:

ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[27 - 03 - 09, 07:19 م]ـ

هذا الحديث أخرجه:

- مسلم في صحيحه (2789) وأحمد في مسنده (8563) و ابن حبان في صحيحه (6161) وأبو يعلى في مسنده (6132) وأبو الشيخ الأصبهاني في العظمة (848) وابن خزيمة في صحيحه (1731) والبزار في مسنده (8228) والطبري في تاريخه (1/ 15) والبيهقي في الكبرى (17483) والأسماء والصفات (812) وابن منده في التوحيد (54).

كلهم من طريق: حجاج بن محمد.

- وأخرجه ابن معين في تاريخه (210، 3/ 52) عن هشام بن يوسف.

- وأخرجه الطبراني في الكبير (622) وأبو الشيخ في العظمة (849) من طريق: محمد بن ثور.

- وأخرجه النسائي في الكبرى (11392) من طريق: الأخضر بن عجلان.

أربعتهم: (حجاج وهشام وابن ثور والأخضر) عن ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية.

ووهم الأخضر فقال: عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة.

- وأخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 33) من طريق إبراهيم بن أبي يحيى عن صفوان بن سليم.

وكلاهما: (إسماعيل وصفوان) عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة مرفوعاً.

حينئذ فاعلم، أرشدني الله وإياك إلى الحق، أن هذا الحديث لا يُعرَف إلا من طريق ابن جريج وطريق إبراهيم بن أبي يحيى، ولم يُروَ هذا الحديث عن غيرهما، فانظر.

الردّ على البيهقي في متابعة موسى لإسماعيل

هذا الحديث من طريق ابن جريج تفرّد به إسماعيل بن أمية، ولم يُتابَع عن أيوب بن خالد إلا ما كان من رواية ابن أبي يحيى. ولذلك أخطأ الإمام البيهقي رحمه الله حين قال: ((وقد تابعه على ذلك موسى بن عبيدة الربذي، عن أيوب بن خالد، إلا أن موسى بن عبيدة ضعيف)). اهـ (الأسماء والصفات 2/ 255 - 256).

قلتُ: أما حديث موسى بن عبيدة، فآفته فضلاً عن أنه مجروح لا يُعتدّ به، كما قال الإمام أحمد: ((لا تحلّ عندي الرواية عن موسى بن عبيدة))، فهو قد ركّب في هذا الحديث أكثر مِن متن، فكيف يكون متابعاً؟ أخرجه الترمذي في سننه (3396) ولفظه: ((اليومُ الموعودُ يومُ القيامةِ، واليومُ المشْهودُ يومُ عرفَةَ، والشَّاهدُ يومُ الجمعةِ. قَالَ: وما طلعتِ الشَّمسُ ولا غَرَبتْ عَلَى يومٍ أفضلَ منهُ، فيهِ ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مؤمنٌ يدْعو اللَّهَ بخيرٍ إلاّ استجابَ اللَّهُ لهُ ولا يَسْتعيذُ منْ شيءٍ إلاّ أعاذهُ اللَّهُ منهُ)) اهـ وليس فيه شيء من أيام الخلق التي في حديث التربة!

وبالتالي، فليس حديث موسى - ولو كان ثقة - بمتابعة لحديث الباب المرويّ عن إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد. فسقط قول البيهقي: ((وقد تابعه على ذلك موسى بن عبيدة الربذي)).

الردّ على الألباني في متابعة حجاج لإسماعيل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير