تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[12 - 07 - 09, 05:51 ص]ـ

الحمد لله، إذن المشكلة في الأساس مخالفة المتن عندك للقرآن، وهي المشكلة لدى من أعله، وقد كان ذلك هو عذرك - وفقك الله - في الحكم عليه بالوضع، كما بينت بأن لك سلفاً وهو ابن القيم، وأما الإحالة على إبراهيم بن أبي يحيى فليس موجباً للحكم بالوضع، كما لا يخفى عليك فيما أحسب، فإن إبراهيم وإن كان أكثر الأئمة على ترك حديثه إلا أنه منهم من يقبله، وأكثر ما نقموا عليه الابتداع، وكثير من الأئمة إذا كان الرجل مبتدعاً أو رأساً في البدعة أطلقوا عليه وصف الكذب يقصدون في دينه أي بدعته، وقد كان الإمام الشافعي ينزهه عن الكذب، فيقول كما في تهذيب الكمال (2/ 188): "لأن يخر إبراهيم من بُعُدٍ أحب إليه من أن يكذب وكان ثقة في الحديث"، وكان أحيانا يقول عنه: أخبرني من لا أتهم".

وقال أبو أحمد بن عدي في الكامل (1/ 220): "سألت احمد بن سعيد فقلت تعلم أحدا أحسن القول في إبراهيم بن أبي يحيى غير الشافعي فقال لي نعم حدثنا أحمد بن يحيى الاودي قال سألت حمدان بن الأصبهاني يعني محمد فقلت أتدين بحديث إبراهيم بن أبي يحيى فقال نعم قال الشيخ ثم قال لي أحمد بن محمد بن سعيد نظرت في حديث إبراهيم بن أبي يحيى كثيرا وليس هو بمنكر الحديث".

قال ابن عدي: "وهذا الذي قاله كما قال، وقد نظرت انا أيضا في حديثه الكثير فلم أجد فيه منكرا إلا عن شيوخ يحتملون وقد حدث عنه ابن جريج والثوري وعباد بن منصور ومندل وأبو أيوب ويحيى بن أيوب المصري وغيرهم من الكبار".

وعلى كل حال الذي عليه أكثر الناس أنه ضعيف، أو متروك، ولذلك قال الذهبي كما في سير أعلام النبلاء (8/ 454): "قلت: لا يرتاب في ضعفه، بقي: هل يترك أم لا؟ ".

وعلى كل حال فإن مجرد الإحالة عليه لا تدل على القول بالوضع إلا إذا كان الراوي معروفاً بالوضع، وأما نسبة الكذب إليه فليس ذلك مسوغاً للقول بأن الإمام حكم على الحديث بالوضع لما علم من أن الكذب يطلق عند المحدثين كثيراً على سرقة الحديث، وهذا هو الذي يتهم به ابن أبي يحيى، وأما وضع الأحاديث رأساً فليس ذلك عنده فيما أحسب.

يتبع ...

ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[12 - 07 - 09, 06:39 ص]ـ

تابع ..

نرجع إلى المقصود الأهم ونبتدئ بالمتن أولاً، لأنه السبب الباعث على البحث عن العلة، كما هو بين من أقوال من انتقد هذا الحديث، ولست ضدهم، ولكني أود أن أبين احتمالية إمكان صحة الحديث، ولبيان إمكانية زوال الإشكالات في المتن أود أن أستوضح أكثر عن رأي الشيخ الكريم أحمد الأقطش بسؤالين؛

1 - السؤال الأول: عن خلق السماوات والأرض هل كان بينها تداخل أم لا؟.

فإن كان جوابك بالنفي كما هو ظاهر الاستشكال رقم 6 حيث ذكرت قول المعلمي اليماني حيث قال: ((وإذ ذكر خلق السماء في يومين، لم يذكر ما يدل أنه في أثناء ذلك لم يحدث في الأرض شيئاً)).

ورددت هذا القول بأن القرآن نفسه يرده، واستدللت على ذلك بظواهر الآيات الدالة على أن خلق الأرض كان قبل خلق السماء، كقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة 29]. وقوله تعالى (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ).

فما هو توجيهك لقوله تعالى في سورة النازعات الدال على أن دحو الأرض كان بعد خلق السماء، أعني قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ}.

وما رأيك في جمع ابن عباس الذي في صحيح البخاري بين الآيات في فصلت والنازعات فإنه كما في الصحيح أتاه رجل فقال: "إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي"، ... ثم ذكر منها قوله تعالى: "أم السماء بناها إلى قوله دحاها فذكر خلق السماء قبل خلق الأرض ثم قال أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين إلى قوله طائعين فذكر في هذه خلق الأرض قبل خلق السماء"، وذكر أشياء، فأجابه ابن عباس رضي الله عنهما ومنه قوله: "وخلق الأرض في يومين ثم خلق السماء ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين ثم دحا الأرض ودحوها أن أخرج منها الماء والمرعى وخلق الجبال والجمال والآكام وما بينهما في يومين آخرين فذلك قوله دحاها وقوله خلق الأرض في يومين فجعلت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام وخلقت السموات في يومين".

السؤال الثاني: هل كان خلق آدم محسوباً في الأيام الستة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى أم لا؟.

أنتظر الجواب ثم تكون بعد المشاركة إن شاء الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير