ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[14 - 07 - 09, 10:57 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد على تحمل إزعاجي، لكن أحب أن أحصر الخلاف الآن بيني وبينك لئلا يتشعب فيما لا معنى له.
أنت تقول بأن تقدير الأقوات وقع في يومين آخرين بعد اليومين الذين خلق الله سبحانه وتعالى فيهما الأرض مباشرة، ثم خلق الله السماء بعد الأيام الأربعة في يومين آخرين، وبالتالي تخرج قوله تعالى: {والأرض بعد ذلك دحاها} عن أن يكون داخلاً في أيام الخلق الستة.
وتقول بأن هذا صريح مقطوع به.
أما أنا فأريد أن أبين لك بأن هذا مجرد احتمال لا نص قطعي، بغض النظر عن الصواب هل هو في توالي خلق الأرض أم في مجيء خلق السماء بين أيامها الأربعة، فابق في محل النزاع هذا، لأن به يكون الجواب الصحيح عن سؤالي الأول عن تداخل الخلق بين السماء والأرض.
وقد تقدم كثير من الكلام الذي كنت أظنك - وأرجو أن تتجرد لمعرفة الحقيقة العلمية البحتة بغض النظر عن صاحبها أنا أم أنت - ستقنع بأنه كافٍ في نفي قطية الفهم الذي ذكرته أنت.
وعليه فلن أذهب بعيداً في بيان أقوال المفسرين وتحليل معانيها حول محل الخلاف، لأن كلامهم محتمل، يمكن لكل واحد منا أن يحوزه لصفه.
لكني سأدعم كلامي وهو في نفي قطعية فهمك حفظك الله فحسب دون ترجيح بما يلي؛
1 - حديث ابن عباس في صحيح البخاري يجعل خلق السماوات في يومين بين يومين لخلق الأرض ويومين لخلق الجبال والأقوات، وفسر دحو الأرض بأنه خلق في يومين بعد خلق السماء وهذا الحديث أصح ما يوجد في الباب، وأسوق لك لفظة ثانية، قال ابن عباس: ""وخلق الأرض في يومين ثم خلق السماء ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين ثم دحا الأرض ودحوها أن أخرج منها الماء والمرعى وخلق الجبال والجمال والآكام وما بينهما في يومين آخرين".
فهذا نص صريح من ابن عباس في الجمع بين الآيتين، وفي مخالفة ما هبت أنت إليه.
2 - إقرار جمهور المفسرين لما جمع به ابن عباس بين الآيتين سوى ابن جرير الطبري فإنه اعتمد على روايات لا تقاوم رواية البخاري بعضها عن ابن عباس من رواية السدي وأمثاله.
وإقرار جمهور المفسرين يطول استقصاؤه لكني سأنقل لك قول اشهرهم عنهم في ذلك أعني ابن كثير حيث يقول كما في التفسير (1/ 215): "وفي صحيح البخاري: "أن ابن عباس سئل عن هذا بعينه، فأجاب بأن الأرض خلقت قبل السماء وأن الأرض إنما دحيت بعد خلق السماء، وكذلك أجاب غير واحد من علماء التفسير قديما وحديثا، وقد قررنا ذلك في تفسير سورة النازعات".
وقد عرفت فيما تقدم قول ابن عباس الذي في صحيح البخاري، وأنه يؤخر يومين للأرض فيجعلها بعد خلق السماع.
أعود إلى موطن النزاع، وهو أنك تخالف ابن عباس ولست أشنع عليك في ذلك بل أشجع إعمال الذهن في استنباط المعاني لكني لست معك في جعل رأيك في معنى الآيات نصاً قطعياً لا يجوز الاجتهاد معه، أضف إلى ذلك أني لست معك في الجرأة المفرطة التي ألجأتك إلى التشكيك في صحة حديث ابن عباس والتخطئة له على فرضصحته عندك حيث قلت فيما سبق "ولو صحّ ما يُروى عن ابن عباس، فهو اجتهاد خاطئ مخالف لنصّ القرآن".
والسؤال هل ما زلت ترى ما تذكره أمراً مقطوعاً به مع مخالفة ترجمان القرآن وجماعة من المفسرين المتابعين له لك أم أنه تبين لك كونه احتمالا فقط.
في انتظار الجواب أولا.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[14 - 07 - 09, 11:07 ص]ـ
أضف إلى ذلك أن جماعة كثيرة من أهل التفسير من المتقدمين والمتأخرين استشكلوا الجمع بين الآيات وحاولوا التخلص مما ظاهره التعارض بينها وبعضهم لم يقنع بما ذكره كالرازي وابن جزي وابن عادل الحنبلي والشوكاني والأمين الشنقيطي وغيرهم، وأجاب أكثرهم بجواب ابن عباس وهذا يدلك على عدم قطعية ما ذكرت حفظك الله
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[14 - 07 - 09, 07:50 م]ـ
هل ما زلت تقول بأن خلق الأرض كلها كان قبل خلق السماء، أم أصبح - وأرجو أن تكون موضوعياً - محتملاً عندك حفظك الله أن يكون بعض خلق الأرض وأعني به خلق الأقوات قد كان بعد خلق السماء؟ اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه. مِن رحمة الله بالعبد الفقير أنه يُذعِنُ للدليل، ولكن إذا تقابلت الأدلّة أحتكم إلى أوثقها.
¥