تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ملاحظة: يبدو أني سأغير من منهجيتي معك أخي الكريم، وسأطرح ما عندي عن الآيات والحديث وما أثير حول العلل والإشكالات دفعة واحدة، لأني أقدر أن مدارستنا ستطول جداً إذا بقينا بهذه الطريقة من الشرح لكل جزئية، واستميحك عذراً إن كنت أزعجتك بكلامي هذا أو السابق، لكني أنصحك كأخ بالتأني واتهام الفهم، والسلام. كان هذا طلبي بارك الله فيك أن نناقش متن الحديث، فإذا بك تُدخلنا في مسألة لا تحلّ الإشكالات التي نحن بصددها. ولكنني تواصلتُ معك للاستزادة مِن نبعك العذب، فجزاك الله عنّي خير الجزاء.

لقد بدأتَ حوارَك مفترضاً أن أيام خلق الأرض والجبال وتقدير الأقوات كانت ستة أيام (يومان للأرض + أربعة أيام لتقدير الأقوات)، ولذلك كان كلامُك موجَّهاً لهذا الغرض. فقد قلتَ سابقاً:

((بينما ظاهر النص القرآني أنها ستة، فإن الله قال: "خلق الأرض في يومين"، ثم قال: "وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام"، فهذه ستة أيام لخلق الأرض والأقوات والجبال، وما ذكرت حفظك الله من أنه نص إنما هو مجرد احتمال وليس هو ظاهر سياق القرآن)). اهـ

فلا أدري - أكرمك الله - مَن أولى باتهام الفهم، خصوصاً وأن قول ابن عبّاس الذي تقول إنه أصحّ حديثٍ في الباب يقول غيرَ الذي تقول.

وسبب ذلك أن الحديثَ الذي بين أيدينا جعل الأيام الستة خاصّة بالأرض، بدأت بالسبت وانتهت بالخميس، ثم خلق الله آدم في يوم الجمعة، ولا يوجد ذِكرٌ للسماء! وقد قلتُ لك سابقاً إن الحديث لم يَذكُر خلق السماء، فردَدْتَ بالإيجاب وقلتَ:

((بالنسبة لعدم ذكر خلق السماء في الحديث صدقت في ذلك، وما دام أنك استعجلت في إثارة هذه المسألة فسأوضح لك شيئاً مما أرمي إليه بمسألة التداخل، لو أنك جعلت مسألة الخلق متداخلة، هل سيكون لعدم ذكر خلق السماء في الحديث إشكال؟ وبمعنى آخر ما المانع أن تقنع نفسك بأن خلق الأرض بأقواتها وما فيها كان في ستة أيام، وأن الله خلق السماء أثناء خلق الأرض في يومين منها)). اهـ

فأنا لا أُقنِع نفسي، أنا أُلزِم نفسي بما يقوله القرآن أولاً، وأُخضِع باقي النصوصَ له وليس العكس. إن الذي حَمَلَك على أن تجعل أيام خلق الأرض وما فيها ستة أيام - وليس أربعة كما يقول القرآن - راجعٌ إلى أنّه عزَّ عليك الطعن في الحديث! فقد قلتَ في مشاركة سابقة:

((كلامك عن متن الحديث وسنده فيه عدة إشكالات، وهو في الحقيقة يتناول حديثاً في كتاب من أصح كتب السنة، ولذلك أرجو إن كنت ممن يبحث عن التحقيق أن تحتملني فإني أزعم أنك مخطئ في طريقة طرحك وفي النتيجة التي توصلت إليها)). اهـ

فإذا كنتَ تدافع عن كتابٍ مِن أصحّ كتب السنّة، فأنا أدافع عن أصحّ الكتب على الإطلاق، وقد أوضحتُ آنفاً أنني أتركُ الثقة إلى ما هو أوثق منه.

ونقدك لطرحي ونتيجتي شيء يُسعدني وربّ الكعبة، لأنني أحوج ما أكون إلى التقويم. وكنتُ أنتظر أن تفنّد علل الإسناد نقطةً نقطةً، ثم ننتقل إلى المتن نقطةً نقطةً أيضاً. لكنك آثرتَ البدء بالمتن، وارتكزتَ على قضية تداخل أيام الخلق.

وصدّقني لستُ متعصّباً لرأيي، ولكنّني أختلف معك في تناولك للمسألة. ولا أدري إن كنتَ لاحظتَ ذلك التعارض بين حديث التربة وقول ابن عباس الذي تتمسّك به: فقول ابن عباس صريح في أن أيام الأرض أربعة، غاية ما هنالك أنه جعل اثنين منها قبل خلق السماء، واثنين منها بعد خلق السماء. إلاّ إذا تكلّفتَ هنا وجعلتَ مقصد ابن عباس أن أيام خلق الأرض ستة لا أربعة!

في انتظار ردّك الكريم

ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[15 - 07 - 09, 11:34 م]ـ

أعتذر إليك أخي الكريم عن الإجابة، وكما قلت لك سابقاً سأطرح ما عندي دفعة واحدة لكن بعد السفر فإني ذاهب إلى المملكة العربية السعودية، وبعد طرحي لما عندي سترى إن شاء الله أوجه معنى الحديث والآيات بما لا يجعل بينها تعارضاً، وكوني أدافع عن حديث في مسلم لا يعيبني بل هو المطلوب من أهل العلم قبل إصدار الأحكام جزافاً فإذا لم يكن هناك مساغ مقبول لمعنى الحديث فالمطلوب منه التوقف أو على الأقل أبراز شيئٍ مما توصل إليه من العلة بعبارة مقبولة.

وذلك لأنه ليس ثمة عقل كامل لا يغلط في الفهم، وهناك فرق بين فهم العبد لمراد الله من كلامه وبين مراد الله حقيقة، وقد ذكرت لك مجيء ثم لغير الترتيب وقول غير واحد بها ومع ذلك تأبى إلا أن يكون حملك لها هنا على الترتيب هو مراد الله، أسأل الله لي ولك الهدى والسداد، وألا أكون أو تكون أبا شبر، والسلام.

ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[16 - 07 - 09, 02:50 ص]ـ

أعتذر إليك أخي الكريم عن الإجابة، وكما قلت لك سابقاً سأطرح ما عندي دفعة واحدة لكن بعد السفر فإني ذاهب إلى المملكة العربية السعودية، وبعد طرحي لما عندي سترى إن شاء الله أوجه معنى الحديث والآيات بما لا يجعل بينها تعارضاً، وكوني أدافع عن حديث في مسلم لا يعيبني بل هو المطلوب من أهل العلم قبل إصدار الأحكام جزافاً فإذا لم يكن هناك مساغ مقبول لمعنى الحديث فالمطلوب منه التوقف أو على الأقل أبراز شيئٍ مما توصل إليه من العلة بعبارة مقبولة.

وذلك لأنه ليس ثمة عقل كامل لا يغلط في الفهم، وهناك فرق بين فهم العبد لمراد الله من كلامه وبين مراد الله حقيقة، وقد ذكرت لك مجيء ثم لغير الترتيب وقول غير واحد بها ومع ذلك تأبى إلا أن يكون حملك لها هنا على الترتيب هو مراد الله، أسأل الله لي ولك الهدى والسداد، وألا أكون أو تكون أبا شبر، والسلام. أسأل الله أن يسلّمك من كل سوء، حفظك الله في سفرك وسأنتظر عودتك الكريمة بإذنه تعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير