تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[16 - 06 - 10, 02:50 م]ـ

قلتُ: النظر في الصحيحين قراءةً وتدبُّراً وتفتيشاً ونقداً أولى مِن غيرهما في نظري، وما أستشكله أعرضه حتى يُجاب عنه وأتنبّه إلى ما غاب عني. فتدبُّرُ حديثٍ في الصحيحين والإلمام بما قيل فيه أنفع لي مِمّا في سواهما

يا أرشدك الله: هل كلامك في أحاديث الصحيحين محض إشكال عرض لك وحسب! أم هو طعن وغمز ولمز وتضعييف لها حتى النخاع؟! ولو كانت خطراتك كما تزعم في هذا المقام، ما كان ليقوم عليك من الناقدين أحدُ! لأن لك في هذا الصدد سلفًا صالحًا ممن تكلموا في بعض إشكالات (الصحيحين) لكنك دائمًا تخرج عن طور أهل النقد بالطعن في أصل الصحة فضلا عن الغمز منها! وأين هذا من طرح مجرد ما يعن لك من إشكال يا هداك الله؟

ومع هذا، فإنّني لم أقتصر على أحاديث الصحيحين كما تقول، بل إنّ لي مشاركات سابقة في هذا الملتقى العامر حول علل أحاديث أخرى ليست في الصحيحين، منها:

أقول لك: من أكثر من ترداد شيء عرِفَ به؟ ولست أعلم أحدًا من أئمة الإسلام كان له مثل سعيك الموتور في هذا الصدد البتة! ولعلك تحاول أن تذكر لنا واحدًا من المشهود لهم بالمعرفة في هذا الشان كان مغرمًا بتضعييف جملة من أحاديث الشيخين سندًا ومتنًا كما هو شغلك الشاغل الآن؟ فاجهد جهدك! ثم اجهد جهدك! ولن تجده ولو أنك ركبتَ المجرَّة؟

حديث العماء

حديث تقبيل كشحه صلى الله عليه وسلم

حديث أَمْره صلى الله عليه وسلم بقتل المصلِّيحديث سؤال اليهود عن الرعد

] حديث الوحش

حديث سبب نزول سورة الروم

فلماذا غضضتَ الطرفَ عنها؟

ومن قال لك أني غضضتُ الطرف عنها؟ ولكنك عند العارف أمسيتَ مشهورًا بنقد أحاديث الصحيحين أكثر مما سواهما! ولأحاديث الشيخين من الصحة والتعظيم ما ليس لغيرهما، فلهذا قمنا عليك ولن نقعد حتى تفيء إلى جادة أهل هذا الفن!

وهنا شيء أحب أن ألفت الأنظار إليه: وهو أن غرامك بنقد المتون من حيث مخالفتها للقرآن والسنة والذوق والعقل في نظرك = هو شيء ثابت عنك لا يتغير في جميع تلكم الأحاديث التي قمتَ بطرحها أرضًا! سواء أحاديث الشيخين وغيرها! وهذا يدل على خلل في المنهج لا يخفى؟

وقد صح عندي: أنك إذا استنكرتَ متن حديث قد صححه أساطين أهل الحديث، فإنك تجد من نفسك نشاطًا لا مزيد عليه في نقده! ولذلك لم أرك حتى الآن قد أجهدتَ نفسك في إفراد موضوع بتضعييف حديث ليس لك من الاعتراض عليه سوى ما في سنده من العلل وحسب! هذا ما كان في عالم الإمكان! ولو كان فلا تنخرم به القاعدة إن شاء الله!

إذًا: هناك شيء في حقيقة انتقاداتك لا بد من كشفها لنفسك أولا، ثم لمن يريد معرفة ما وراء الأكمة؟ وسوف أذكر لك تلك الحقيقة بعد قليل. فصبر جميل.

وهل كان عَرْضي لاختلاف متون حديث الجسّاسة، ونقْلي كلام النووي وابن حجر في توهيم رواية عبد الله بن بريدة، ونقلي كلام ابن حجر في أنّ هذا الحديث مرجوحٌ عند البخاريّ، ومعارضة الحديث لحديث رأس المائة سنة المتفق عليه، ومعارضة أوصاف دجَّال الجسّاسة مع الدجّال المذكور في الأحاديث الصحيحة ونقلي كلام الصحابة والتابعين في فاطمة بنت قيس ابتكاراً

لو لم يكن من تهورك إلا تضعييفك لهذا الحديث الصحيح وحده؛ لكفى! فكيف وقد أتيتَ في حق مولاتك فاطمة بنت قيس ما لم أره - بألفاظك - لأحد سواك؟ وليس هناك جراءة في ابتكار المغامز أكثر من هذا؟

ودليل تهورك وتهجمك: أنا لم نر أحدًا من أهل الدنيا قبلك قد فاه بتضعييف هذا الحديث أصلا يا هداك الله؟ وقد صححه من جهابذة النقاد أمثال البخاري ومسلم وغيرهما ممن لو عطس أحدهم لخرج من معطسه مئات من أمثال الجاهلين بمقامهم العالي في النقد والتعليل، والجرح والتعليل؟

وهل كان كلامي في حديث دخول أبوَي النبيّ النار أنه مِمّا تركه البخاري ولم يحتجّ به ابتكاراً وقولي عن يزيد بن كيسان إنّ محلّه الستر يُخطئ ويخالف لا يُحتجّ به وقولي إنّ حماد بن سلمة لما كبر ساء حفظه؟ وقولي إنّ حديثه هذا قد رواه الزهري مرسلاً؟ وقولي إنّ هذا الحديث مخالف لصريح القرآن ابتكاراً

هذا الحديث قد وقع لك فيه مغالطات كثيرة، فضلا عن سوء فهم لكلام أئمة النقد والتعليل! وليس إعراض البخاري عن إخراجه بحجة على تضعييفه إلا عند كل من لا يدري ماذا يخرج من رأسه؟ وتصحيح مسلم بن الحجاج وحده لهذا الحديث مقدم على تضعييف مئة أمثال الجلال ابن الأسيوطي - سلفك الوحيد في الطعن فيه من الحفاظ - له، فكيف بأحمد الأقطش؟!

وكلامك عن حال شيخ الإسلام حماد بن سلمة = دليل على أنك لا تعرفه بعد؟ ولا لك يقظة في الإحاطة بمقامه العالي عامة، وفي ثابت البناني خاصة! ودعوى أنه قد ساء حفظه بآخرة والاتكاء عليها في تضعييف أخباره = فدليل آخر عدم تحرير صحة تلك الدعوى العصبية في هذا الإمام! وقد أجاب عنها الإمام المعلمي اليماني في (التنكيل) بما يشفي أُوام من يريد الشفاء، أما نحن فقد زدنا عليه من البيان في كتابنا (المحارب الكفيل) ما يردع كل من لا يصلح معه سوى المزيد من العناء!

وهل كان قولي عن حديث طواف سليمان على نسائه إنّه اختُلف في رفعه ووقفه "ابتكاراًوقولي إنّ في الروايات اضطراباً في عدد النساء؟ ونقلي قول الكرماني إنّه ليس في الصحيح أكثر اختلافاً في العدد من هذه القصة ابتكاراً؟ وقولي إنّ منافاة القصّة للمعقول والفطرة مِمّا يُستشكل معها الحديث

كلامك في تضعييف هذا الحديث من جهة متنه: هو وصمة عار في جبينك لا تغسلها إلا أنهار التوبة والرجوع عن هذا المسلك الخطير وحسب!

فإن تعليلاتك العليلة لمتنه: هي نفسها تعليلات أهل الهوى من جهلة العقلانيين والعصرانيين وحدهم! وأتحداك أن تذكر لنا واحدًا من أهل العلم قد تكلم في هذا الحديث بمجموع ما تكلمتَ أنت به؟ فضلا عن التهور بالقيام بتضعيفه رأسًا! وهذا نهاية تهجم المرء فيما لا يحسن؟!

وحسبك أن يكون سلفك في الطعن في هذا الحديث: هو ذلك البيطري الجاهل المتجني: (إسماعيل منصور) الذي أقضَّ المحدث أبو إسحاق الحويني مضجعه بما لا قِبل له ولا لك في صدِّ طوفان غضبه للسنة وأهلها!

تابع البقية: ....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير