ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[16 - 06 - 10, 05:42 م]ـ
وهل كان قولي إن حديث موت النبيّ صلى الله عليه وسلّم مسموماً إنما أورده البخاريّ تعليقاً لا احتجاجاً "ابتكاراً"؟ وقولي إنّ يونس بن يزيد وموسى بن عقبة اختلفا عن الزهري في وصل الحديث وإرساله "ابتكاراً"؟ وقولي إنّ الحديث مخالف للأحاديث الصحيحة التي فيها سلامته صلى الله عليه وسلّم مِن هذا السمّ "ابتكاراً"؟ ونقلي قول النووي إنّ في حديث الشاة المسمومة معجزة له صلى الله عليه وسلم في سلامته مِن السمّ المهلك لغيره "ابتكاراً"؟ ونقلي لقول ابن كثير إنّ اليهود لمّا سمّوا الذراع أعلمَ الله نبيَّه به وحماه منه "ابتكاراً"؟
كفى ابتكارًا أن تكون منفردًا بتضعييف هذا الحديث دون أهل الدنيا من المحدثين؟ مع أنه حديث ثابت بشواهده إن شاء الله، وفي كلامك عليه أغلاط شرحها بعض إخواننا على هذا الرابط أدناه:
لايصح حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم مات مسموما ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=340961)
فَدَعْ عنك التهويل أكرمك الله وناقش استشكالاتي وأدلّتي دون تهكُّمٍ أو استهزاءٍ أو سخريةٍ. ولكَ أن تراجع كلّ ردودي ومداخلاتي منذ دخلتُ هذا الملتقى، ولن تجد بفضل الله أيّ تطاولٍ منّي أو لمزٍ في حقّ أحدٍ مِن أهل هذا الملتقى الكريم. ولقد وَرَدَ في تعليقك هذا مِن صنوف الإساءة إليَّ ما أنا في غنى عن التعليق عليه، والله المستعان.
أما التهويل: فإنما حاكمتُك من نصوص ألفاظك الواضحات؟ وأما مناقشة إشكالاتك فليست عندي بإشكالات! بل هي طعون وتهجُّمٌ وتهوّرات!
أما السخرية بك والاستهزاء: فوالله ما تعمدتُ ذلك ابتداءً ولا انتهاءً! وإنما كلامك هو الذي يقتضي الرد عليه بما تشم أنت منه رائحة السخرية! فأصلح من ألفاظك، وانتخب كلامك، حتى لا تجد عليك منا ما تتوجع منه الآن؟
ثم اعلم يا أخي: بأن ثمة للشريعة حدود، من تجاوزها أُقِيمتْ عليه الحدود! وما نراك تسلك في تضعييفك لصحيح الأخبار مسلك عقلاء القوم! وإنما أنت في كل مرة تجيئنا بما لا يجيء به إلا من لم يشتد عود تمكنه من هذا الفن اللطيف بعد؟ مع ترديدك لتلك المغامز بعينها لأقحاح العقلانيين في مجابهة ما ثبت في قلب (الصحيحين) كما ترى مصداق ذلك في كلامك على حديث طواف سليمان على نسائه؟
ألستَ أنت الطاعن في متنه بقولك:
خامساً: منافاة القصة للمعقول!
وهذا جليٌّ في أن إتيان الرجل - يعني به سليمان عليه السلام - لهذا العدد الهائل من النساء في ليلة واحدة يتنافى مع طبيعة الأشياء:
(1) فليلة واحدة فقط غير كفيلة بوطء تسعين بل سبعين بل ستين امرأة، مهما طالت المدة من المغرب إلى الفجر!
(2) أن فطرة الله التي فطر الناس عليها تتعارض مع ما تنسبه هذه القصة لسليمان عليه السلام من فحولية غير معقولة!
أليست تلك المغامز بفصها ونصها هي ما فاه به إسماعيل منصور - ذلك الدكتور البيطري الخاسر - قديما في كتابه المشئوم: ((تبصير الأمة بحقيقة السنة)؟!!
وقد قلنا لك آنفًا:
وقد أقام عليه المحدث الناقد أبو إسحاق الحويني سرادق العزاء! وقيَّد رقبته بسلاسل البراهين القاطعة للأفيكة والتهجُّم بلا امتراء! وما تركه إلا وأداجه تشخب دمًا!
وقد أفرد للإجهاز على عقاربه كتابًا بعنوان: (الجهد الوفير في الرد على البيطري نافخ الكير). ولخَّص مُهِمَّاته في تقريظه (لصلاح الأمة / للعفاني).
ومن لطيف قوله هناك وهو يردُّ على ذلك البيطري نحو ما ردَّده الأخ الأقطش بشأن طواف سليمان - عليه السلام - على نسائه في ليلة واحدة:
قال: (والحق يقال: أن الرجل- يعني البيطري - تعامل مع النص بغباء شديد! فهذا (العِنِّين!) يقيس قدرات نبي من أنبياء الله بقدراته! ويلفت الأنظار إلى الاعتراض الذي أورده! برغم ضحالته وتفاهته!
فأي نكارة أن يكون في مقدور نبي أن يجامع مئة امرأة في ليلة واحدة، إذا كان مُؤيَّدًا من قِبَل الله تعالى ومُعانًا على ذلك! ولا زال العجز في إتيان النساء معرة عند بني آدم، والقدرة على ذلك من تمام الرجولة وكمال الفحولة.
وللأنبياء - عليهم السلام - تمام الكمالات، فلا ينكر على من أمكنه الله تعالى من رقاب الجن والطير = أن يكون له هذا الشئ اليسير الذي هو موجود الآن عند بعض بني آدم؟!).
¥