تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأكتفي بمثال واحد قد لا يخالف فيه وهو ابن جريج فقد نص يحيى القطان وأحمد كما سبق أنه إذا روى ما لم يسمعه فإنه يقول قال ومع ذلك فقد رويت له روايات مدلسة كثيرة بالعنعنة ـ أنظرها في الفصل الرابع.

8 - ومن النظر في الأسانيد واعتبارها يتبين هذا جلياً، وقد اخترت مثالاً واحداً ليقاس عليه

غيره، وخترته غريباً في طبقاته العليا حتى لا يتعسف ويقول رما تعددت صيغ الأداء لاختلاف المجالس.

وهذا الحديث هو حديث (إنما الأعمال بالنيات).

وهو من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي عن عمر بن الخطاب مرفوعاً به.

والصحيح فيه التصريح بالسماع في جميع طبقاته العليا كما رواه:

1 - سفيان بن عيينة كما رواه عنه الحميدي (في مسنده 1/ 16) ومن طريقة أخرجه

البخاري في أول حديث في الصحيح.

(قال حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أن سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات).

2 - ويزيد بن هارون كما في (المسند 1/ 43) (الدار قطني 1/ 50) (ابن ماجة 2/ 141)

(البيهقي 5/ 39):

(أنبأنا يحيى بن سعيد أن محمد بن إبراهيم التيمي أخبره: أنه سمع علقمة بن وقاص أنه سمع عمر بن الخطاب وهو يخطب الناس فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول (إنما الأعمال بالنيات).

3 - الليث بن سعد كما في سنن ابن ماجة 2/ 1416:

(أنبأنا يحيى بن سعيد: أن ممد بن إبراهيم التيمي أخبره: أنه سمع علقمة بن وقاص أنه سمع عمر بن الخطاب وهو يخطب الناس فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات) (1).

4 - عبد الوهاب الثقفي كما (البخاري 6311) (ابن خزيمة 1/ 74) (مسند أبي عوانة

1/ 487):

(قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: أخبرني محمد بن إبراهيم أنه سمع علقمة بن وقاص اللشيثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنية).

ومع ذلك فقد رواه بالعنعنة في جميع طبقات السند:

1 - مالك كما رواه عنه القعني (البخاري 54) و (مسلم 1907)، ويحيى بن قزعة كما في (البخاري 4783) وابن وهب كما في (شرح معاني الآثار 3/ 96) (2).

2 - حماد بن زيد كما في (البخاري 6553).

3 - ابن المبارك كما في (النسائي في الكبرى 1/ 79) (3).

ثم إذا أتينا أيضاً لروايات من صرح فيه بالسماع لوجدنا أن بعض من رواه عنهم عنعن أيضاً:

1 - فعبد الوهاب الثقفي رواه عنه محمد بن المثنى بالعنعنة كما في (الترمذي 1647).

2 - وابن عيينة رواه عنه ابن ابن المقرئ بالعنعنة كما في (المنتقى لابن الجارود 64).

فمن المثال السابق يتضح جلياً أن الرواة قد يتصرفون في صيغ التحديث:

فسفيان بن عيينة رواه بالتصريح بالسماع ولكن رواه ابن المقرئ عنه وهو ثقة بالعنعنة، فسواء كانت العنعنة من تصرف ابن المقرئ أو من تصرف سفيان عند تحديثه له ـ في مجلس آخر ـ فهو تصرف في صيغ أداء الطبقات المتقدمة من أحد الرجلين.

والثقفي كذلك رواه بالتصريح بالسماع ولكن رواه محمد بن المثنى عنه وهو ثقة بالعنعنة ويقال فيها ما قيل في رواية ابن المقرئ عن سفيان.

وكذلك: فإن يحيى الأنصاري رواه عنه ابن عيينة والثقفي ويزيد بن هارون وغيرهم بالتصريح بالسماع في الطبقات المتقدمة، بينما رواه نالك وحماد بن زيد وابن المبارك وغيرهم بالعنعنة في جميع الطبقات، فيظهر من ذلك أن العنعنة من تصرف من رواة عن الأنصار، وإن قيل إن الأنصاري ربما حدث به في أكثر من مجلس فصرح بالسماع تارة وبالعنعنة تارة قالاستدلال به قائم أيضاً لأن في هذا تصرف من الأنصاري في صيغ أداء محمد بن إبراهيم وشيخه علقمة بن وقاص وشيخه عمر رضي الله عنه.

وهذا مثال لبيان هذا الأمر عملياً، والقول في صيغ المدلسين كالقول في صيغ غيرهم ـ يعني في تغيير الرواة عنهم لها ـ وسيأتي إن شاء الله تعالى مزيد من التوضيح في الفصل الرابع.

*******************

القسم الثاني

من أقسام تغيير الرواة للصيغة، التصريح بالتحديث أو السماع في

موضع لم يصرح فيه المحدث بذلك

وهذا على قسمين أيضاً:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير