تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التحقيق الحسن]

ـ[محمد البيلى]ــــــــ[04 - 04 - 09, 06:42 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذى نزه محمدا عن كل شبهة فقال: " وإنك لعلى خلق عظيم" و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله الصادق الطاهر الأمين وعلى آله وصحبه الطيبين. وبعد ...

فقد من الله علىّ بقراءة بحث شيخى الفاضل الدكتور أحمد سعدية عضو هيئة تدريس علم الحديث بجامعة الأزهر الشريف المختص بحديث تقبيل النبى صلى الله عليه وسلم زبيبة الحسن، وقد سألته نشر البحث على الشبكة المعلوماتية وقتها إلا أنه أبى وتمنع خشية أن يكون سببا فى نشر شبهة لم تشتهر وهو إنما أراد ردها ودحضها لا نشرها، خصوصا ودافع الشيخ للشروع فى بحثه ذلك هو قراءته للحديث ضمن قراءاته فى كتب أهل العلم لا أن الشبهة عرضت عليه من قبل بعض المشتبهين، فعرف الحديث ابتداءا حديثا لا شبهة مشهورة، وذلك دافع قوى لعدم نشر بحثه.

إلا أنى وجدت أحد الإخوة قد نقل الشبهة فى منتدى الجامع لحوار النصارى وذكر أن النصارى يتداولونها، فطلبت من شيخى نشر البحث نظرا لأن المانع قد امتنع والداعى قد وُجد، فوافق ولله الحمد.

وهاكم البحث دونكم فانظروه.

قال الشيخ أبو عمر أحمد سعدية:

[التحقيق الحسن]

لما رُوي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل زبيبة الحسن

قال الذهبي - رحمه الله – تحت ترجمة رقم (8077) من كتاب ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج6/ص331:

محمد بن مزيد بن أبي الأزهر، يروي عن الزبير بن بكار، فيه ضعف وقد ترك واتهم في لقائه أبا كريب. وقيل: بل هو متهم بالكذب، فقد قال: حدثنا علي بن مسلم الطوسي حدثنا سعيد بن عامر عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن جده عبد الله، وقال مرة عن أبيه عن جابر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يفحج ما بين فخذي الحسين ويقبل زبيبته، ويقول: لعن الله قاتلك. قلت: ومن هو؟ قال: رجل من أمتي يبغض عترتي لا تناله شفاعتي، كأني به بين أطباق النيران.

قال الخطيب: هذا الحديث موضوع إسناداً ومتناً، ولا أبعد أن يكون ابن أبى الأزهر وضعه، ورواه عن قابوس عن أبيه عن جده عن جابر، ثم عرف استحالة هذه الرواية فرواه بعد ونقص عنه عن جده، وذلك أن أبا ظبيان رأى سلمان الفارسي وسمع منه وسمع من على بن أبى طالب أيضا، واسم أبى ظبيان حصين بن جندب وجندب أبوه لا يعرف أكان مسلما أو كافرا فضلا عن أن يكون روى شيئاً. ولكن في الحديث الذي ذكرناه عنه فساد آخر لم يقف واضعه عليه فيغيره، وهو استحالة رواية سعيد بن عامر عن قابوس، وذلك أن سعيدا بصرى وقابوسا كوفى ولم يجتمعا قط بل لم يدرك سعيد قابوسا وكان قابوس قديما، روى عنه سفيان الثوري وكبراء الكوفيين ومن آخر من أدركه جرير بن عبد الحميد، وليس لسعيد بن عامر رواية إلا عن البصريين خاصة والله اعلم. تاريخ بغداد ج3/ص291

وقال ابن حجر: وهذا حديث غريب. الإصابة في تمييز الصحابة ج1/ص506

قلت: وذكر هذا الحديث السيوطي في اللالئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة1/ 358، و الكناني في تنزيه الشريعة المرفوعة 1/ 408، والشوكاني في الفوائد المجموعة 1/ 388، ونقلوا كلام الخطيب السابق.

* والحديث أخرجه أيضاً: الطبراني في المعجم الكبير ج3/ص51 (2658) من طريق خالد بن يزيد العرني ثنا جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فرج ما بين فخذي الحسين وقبل زبيبته.

قلت: تفرد به أيضاً قابوس بن أبي ظبيان الكوفي - السابق في رواية جابر - وقابوس هذا ضعيف. قال فيه يحيى: ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ يتفرد عن أبيه بما لا أصل له، وربما رفع المرسل وأسند الموقوف وأبوه ثقة، وكان يحيى بن معين شديد الحمل على قابوس. انظر: الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3/ص12

قلت: ولذا أخشى أن يكون إسناد الطبراني السابق موضوعاً على ابن عباس، كما هي عادة الوضاعين، لاسيما وقد تفرد به قابوس، لكن ما يهمنا أنه لم يثبت.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير