تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وجهة نظر في كثير من المخرجين]

ـ[المقرئ]ــــــــ[17 - 07 - 04, 01:25 م]ـ

هذا موضوع كنت أود أن أكتبه من قديم وما أكثر ما ألحظه على بعض الباحثين

وكنت أناقش كثيرا من أهل الشأن حوله لأنني أراه من مهمات طالب العلم

الموضوع هو:

ثبات المنهج في التصحيح والتضعيف والحكم على الأحاديث

أعجب كثيرا عندما أقرأ بحثا في بعض أحكام الحج فيتكلم على بعض الأحاديث بطريقة معينة ثم أقرأ له في كتاب الحدود فإذا هو يتكلم بلغة أخرى

أضرب مثالا:

1 - في هذا البحث يقبل رواية من وثقه ابن حبان ويقول هو ممن يعتمد عليه

وفي البحث الآخر يقول ابن حبان يتساهل في توثيق المجاهيل

2 - في هذا البحث يقول لم يصرح فلان بالتحديث وهو مدلس فهو حديث ضعيف

وفي البحث الآخر يقول وإن كان فلان مدلسا ولم يصرح بالتحديث لكن لم يقل أحد الأئمة أن فلانا قد دلس في هذا الحديث

3 - في هذا البحث يقول فلان لم يسمع من فلان فهو منقطع والمنقطع ضعيف

وفي هذا البحث يقول وإن كان فلان لم يسمع من فلان لكن الأئمة قالوا ما أرسله فلان عن فلان فهو صحيح

4 - في هذا الحديث يقول: وهذه زيادة من ثقة وهي مقبولة

وفي هذا البحث يقول وهذه شاذة لأنه خالف فلان الجماعة

لا أريد الإطالة وفي النفس أمثلة كثيرة ولكن أردت التمثيل لهذا الاضطراب في المنهج

قد يقول قائل إن بعض الأئمة أحيانا قد يخرج عن منهجه

فأقول وأرجو الانتباه لهذا:

مثلا الإمام أحمد كم عدد الأحاديث التي تكلم عليها وكم هي الأحاديث التي خالف فيها المنهج الذي رسموه

الإمام البخاري كم الأحاديث التي تكلم عليها وحكم عليها وكم هي الأحاديث التي خالف فيها المنهج

ولحصر الكلام وتقييده @ إذا الأئمة قد اختلفوا فيما بينهم فبإمكاننا أن نتمشى مع من مشى على المنهج ونترك قول من ترك منهجه

لكن إذا لم يتكلم غيره من الأئمة على هذا الحديث كم هي الأحاديث التي خالف فيها هذا الإمام الواحد هذا المنهج

إن من الخطأ أن تجمع ما خرم هذا المنهج بالنظر إلى كل الأئمة

بل اجمع قول كل إمام على حدة وانظر كم هي الأحاديث

لا أتكلم عن غير تجربة الأحاديث التي يظن الباحث أن هذا الإمام قد خالف المنهج ولم يخالفه أحد من الأئمة أحاديث يسيرة لها عدة محامل

لكن إذا نظرنا إلى كثير من باحثي هذا الزمان تجد فوضوية في الحكم على هذا الأحاديث فمرة بخاري ومرة فلاني ومرة فلاني

هذا لا يستقيم

قد يقول قائل: ما السبب؟

السبب في نظري ثلاثة أمور:

الأول: أن هذا الشخص يريد أن يصل إلى حكم معين سواء الصحة أو الضعف فيبحث عن القواعد التي تؤيده فيما ذهب إليه

وأنا أقول غير متردد كل حديث تريد أن تصححه فلك ألف طريق وقاعدة تؤيدك على حكمك من كلام الأئمة ومن كلام المتأخرين حتى ولو كان الحديث باطلا وليس هذا بمعجز لمن جرب

الثاني: عدم التحري في تتبع الطرق والعجلة في إصدار الحكم دون تأمل

الثالث وهو الأهم: نسأل هذا الباحث كم حديث خرجت تخريجا علميا ومدققا وموسعا لا أعتقد أنه سيتجاوز في إجابته الألف حديث

ألف حديث!!! تهيئك لنقد كلام الأئمة ومعرفة نظرهم وسبرهم إن من يخرج آلاف الأحاديث قطعا سيتبين له منهجا يمشي عليه لن يخرمه في الغالب

لكن صاحب الأحاديث العشرة أو المئة أو الألف سيظل يهيم في منهجه حتى يجده

وأما منهج المتقدمين فهو منهج متوازن القواعد فيه منضبطة إلا في النادر

كتبت هذا على عجل ولعل الإخوة يفيدون ويردون بما يفيد كاتبه وقارئه ورحم الله امرءا رد بحلم وعلم

المقرئ

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[17 - 07 - 04, 06:14 م]ـ

علمني شيخي أبو عمر الفقيه وفقه الله مقولة جميلة عندما أحببت علم الحديث وبدأت أطلبه على يديه وهي قوله:

((لو بقيتَ شهرا تبحث في حديث وتجمع طرقه ثم خرجت بنتيجة صحيحة، فهو خير لك من أن تخرِّج كل يوم عشرة أحاديث دون تتبع طرقها، والنظر في أحكام الأئمة عليها))

وهذه المقولة أعرف قيمتها عندما أرى الحشو الذي تمتلىء به الكتب المطبوعة ممن يزعمون التحقيق.

ـ[المقرئ]ــــــــ[19 - 07 - 04, 07:09 م]ـ

أحسنتم يا شيخ خالد وهي وصية نافعة

قد يقول قائل: إذا ما هي الطريقة لثبات المنهج؟

الطريقة في نظري: أن يديم الباحث النظر في كلام الأئمة وأحكامهم على الأحاديث

والوصول إلى فهم كلامهم حق الفهم وهذا هو محك المسألة وعينها

من المفارقات العجيبة: إذا نظرنا إلى كلام أبي حاتم في العلل مثلا:

إذا سئل عن حديث فجوابه في الغالب لا يتجاوز العدة أسطر

بينما البعض إذا أراد أن يجيب على حديث سود الكراريس بتلك الطرق الواهية والضعيفة فإذا جمعها قال وهذه الأحاديث بمجموعها يصح الحديث بها وهذا من المفارقات

وقد حاولت جاهدا منذ سنين أن أجمع الأحاديث التي صحح الإمام أحمد الحديث لكثرة طرقها مع أن في كل طريق علة قادحة [قيد] @ فما تجاوزت الأحاديث أصابع اليد الواحدة

كذلك إن من الخطأ البين أن نفهم كلمات الأئمة بمحض أفهامنا وعقولنا دون أن ننظر كيف طبقوا هذه المقولة فإن أفضل من يفسر المقولة هو صاحبها

فإذا وجدت قاعدة أو قولا لأحد الأئمة فانظر كيف طبقها ولا تذهب تطبقها مباشرة دون أن تعرف كيفية الاستفادة منها

خذ مثالا على ذلك: مسألة زيادة الثقة هناك كلمات لبعض الأئمة عامة في قبولها مطلقا فإن أخذنا على عمومها أخطأنا والدليل على ذلك انظر كيف طبق صاحب المقولة هذه القاعدة ستجد أنك أخطأت فهم القاعدة وهكذا

ولهذا بعض المحققين أحيانا يستدل بقاعدة في حديث ثم يخالفها في الحديث الذي بعده دون أي سبب وذلك بسبب عدم ثبات المنهج

المقرئ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير