تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تخريج حديث في أسباب النزول للأهمية.]

ـ[أبو نور السعداوي سعيد]ــــــــ[06 - 04 - 09, 04:41 م]ـ

ذكر الطبري عند تفسيره لسورة النبأ:

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع بن الجراح، عن مِسعر، عن محمد بن جحادة، عن الحسن، قال: لما بُعِث النبيّ صلى الله عليه وسلم جعلوا يتساءلون بينهم، فأنزل الله: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) يعني: الخبر العظيم.

هل أعتبر ذلك من أسباب النزول.

وهل هذا الأثر صحيح أم ضعيف.

أرجو تخريج هذا الحديث وبيان اعتباره في أسباب النزول.

فأنا أقوم بتجميع أسباب النزول الصحيحة.

ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[07 - 04 - 09, 01:40 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

أمَّا بعد:

نعم أخي الحبيب يدخل هذا الخبر في أسباب النزول، وأمَّا بالنسبة إلى تخريجه فإني لم أظفر به إلا عند الطبري رحمه الله في تفسيره: (24/ 149) 0بهذا الإسناد الذي ذكرته0

وقد وجدته في تفسير ابن أبي حاتم في تفسيره بدون إسناد والراجح أنَّه من نفس الطريق الذي أخرجه الطبري، لأنَّه في الغالب يشترك مع الطبري في سوق الروايات من نفس الطريق الذي يخرجها الطبري0

أمَّا بالنسبة إلى درجة صحته، فهو مرسل صحيح الإسناد إلى الحسن البصري رحمه الله تعالى، وإليك أخي بيان ذلك بشيء من الاختصار:

فأبو كريب – شيخ الطبري – هو محمد بن العلاء بن كريب الكوفي الهمداني ثقة حافظ أخرج له الجماعة في كتبهم0انظر التقريب: (2/ 121) 0

ووكيع بن الجراح أشهر من نار على علم في الثقة الحفظ والضبط رحمه الله تعالى0

وأمَّا مسعر هو بن كدام بن ظهير الهلالي أبو سلمة الكوفي ثقة ثبت فاضل أخرد حديثه الجماعة في كتبهم0انظر التقريب: (2/ 176) 0

و محمد بن جحادة هو ثقة فاضل أيضاً وحديثه مخرج عند الجماعة0انظر التقريب: (2/ 62) 0

والحسن هو البصري التابعي المشهور0

وللعلماء كلام كبير حول مراسيل الحسن البصري رحمه الله تعالى بين القبول والرد، فمنهم من يجعل مراسيله من أضعف المراسيل، ومنهم من يقبلها بحجة أنَّه لقي عدد كبير من الصحابة، لذلك أخي حبذا لو تقف على كلام أهل العلم في مراسيل الحسن البصري0

ولعلَّ الله ييسر لي تتبع أقوال أهل العلم في مراسليه فيكون بحثاً مستقلاً انشره في هذا الملتقى الطيب المبارك، بإذن الله تعالى0

وقبل أن اختم أحب أن أقول لك أخي في الله:" أبي النور "0بأنَّ للشيخ العلامة مقبل الوادعي رحمه الله تعالى كتاب في هذا الموضوع واسمه:" الصحيح المسند من أسباب النزول "0

وللشيخ إبراهيم العلي كتاباً في هذا الموضوع واسمه:" الصحيح في أسباب النزول "0وكتب أخرى كثيرة في هذا الشأن0

وللعبد الفقير كاتب هذه السطور بحث أعده واسع جداً في هذا الشأن واسمه:" الصحيح والمعلول في مرويات أسباب النزول "0وقد قطعتُ فيه شوطاً كبير - أسأل الله أن ييسر إتمامه - وقد حاولتُ فيه أن أستوعب روايات أسباب النزول وجمعها من جميع المصادر المتاحة – وهي كثيرة ولله الحمد – ثم أحاول أن استوعب الكلام على كل راية من هذه الروايات تجريحاً وتضعيفاً وفق منهج أهل العلم في نقد الروايات الحديثية، وقد نشرت منذ يومين – هنا في هذا الملتقى – نموذجاً لما أقوم به، وقد جعلتُ عنوان مشاركتي:" تخريج موسع لسبب نزول قوله تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم "0

أخوكم من بلاد الشام

أبو محمد السوري

ـ[أبو نور السعداوي سعيد]ــــــــ[07 - 04 - 09, 11:33 ص]ـ

الشيخ أبو محمد السوري جزاك الله خيرا

وفي انتظار بحثك الممتع.

عندما فتحت كتاب الواحدي وأيضا كتاب الشيخ الوادعي، لم أجد للسورة سببا للنزول فما تفسير ذلك في رأيك؟

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[07 - 04 - 09, 05:23 م]ـ

الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

أمَّا بعد:

فإنَّ السبب في عدم وجود هذا الخبر في كتاب الواحدي، هو أنَّه رحمه الله تعالى لم يستوعب جميع روايات أسباب النزول، بل فاته الكثير من هذه الروايات، يقف على هذه الحقيقة كل من يتتبع الروايات التي أخرجها في كتابه، وقارنها مع روايات أسباب النزول التي أخرجها أصحاب كتب الحديث والتفاسير المختلفة0

وقد تنبه إلى هذه الحقيقة كل من الحافظين الكبيرين، الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، عندما في مقدمة كتابه العجاب في بيان الأسباب - وهو في روايات أسباب النزول بيد أنَّه لم يكمله - ما نصه:" ثم إن ظاهر كلامه أنه استوعب ما تصدى له و قد فاته – أي فات الواحدي روايات في أسباب النزول - منه شيء كثير فلما رأيت الناس عكفوا على كتابه وسلموا له الاستبداد بهذا الفن من فحوى خطابه تتبعت مع تلخيص كلامه ما فاته محذوف الأسانيد غالبا لكن مع بيان حال ذلك الحديث من الصحة والحسن والضعف والوهاء قصد النصح للمسلمين وذبا عن حديث سيد المرسلين ولا سيما فيما يتعلق بالكتاب المبين "0

وفي ذلك يقول الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه:" لباب النقول في أسباب النزول"- وهو يتحدث عن ميزات كتابه هذا - مانصه:" أشهر كتاب في هذا الفن، كتاب الواحدي:" أسباب النزول"0وكتابي هذا - أي كتاب السيوطي لباب النقول - يتميز عليه بأمور:

أحدها الإختصار0

ثانيها: الجمع الكثير، فقد حوى زيادات كثيرة على ما ذكر الواحدي00"0

وأمَّا لماذا لم يذكره العلامة الوادعي رحمه الله تعالى في كتابه:" الصحيح المسند من أسباب النزول " فهو ببساطة: أنَّ هذا الخبر ليس على شرطه، إذ أنَّه مرسل، وهو قد اشترط أن لا يخرج في كتابه إلاَّ الصحيح المسند، أمَّا إذا كان الخبر مرسلاً - كما هو الحال هنا - فإنَّه لا يورده في كتابه لأنَّه قد اشترط في أن يورد فيه الخبر الصحيح المسند، أمَّا المرسل والمنقطع والضعيف، فهي ليست على شرطه كما واضح من عوان كتابه، والله أعلم

أخوكم من بلاد الشام

أبو محمد السوري

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير