[ما صحة حديث قيلوا فإن الشياطين لاتقيل]
ـ[أم عبد الباري]ــــــــ[17 - 04 - 09, 04:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث:
(قيلوا فإن الشياطين لاتقيل)
قرأت مؤخرا أنه لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم
وبارك الله في علمكم
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 05:07 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،
هذا الحديث حسنه شيخنا الألباني رحمه الله في السلسة الصحيحة و صحيح الجامع.
قال العلامة الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4/ 202:
أخرجه أبو نعيم في " الطب " (12/ 1 نسخة السفرجلاني) و في " أخبار أصبهان " (1/ 195 و 353 و 2/ 69) من طرق عن أبي داود الطيالسي حدثنا عمران القطان عن قتادة عن # أنس # قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال مسلم غير عمران القطان و هو كما قال الحافظ: صدوق يهم. و له طريق أخرى يرويه الطبراني في " الأوسط " (رقم - 2725 ج 1/ 3 / 1) عن كثير بن مروان عن يزيد أبي خالد الدالاني عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس به. و قال: " لم يروه عن أبي خالد إلا كثير بن مروان ".
قلت: قال الحافظ في " الفتح " (11/ 58): " و هو متروك ".
قلت: و شيخه الدالاني ضعيف. لكن قد توبع , فأخرجه أبو نعيم في " الطب " (12/ 1 - 2) و الخطيب في " الموضح " (2/ 81 - 82) من طريق عباد بن كثير عن سيار الواسطي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة به , و زاد في أوله: " لا تصبحوا ".
قلت: لكن سيار الواسطي لم أعرفه. و عباد بن كثير إن كان الرملي فضعيف , و إن كان البصري فمتروك. و له شاهد موقوف أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " (ص 40) عن مجاهد: " بلغ عمر رضي الله عنه أن عاملا له لا يقيل , فكتب إليه: أما بعد فقل , فإن الشيطان لا يقيل ". و لم يذكر مختصره المقريزي إسناده لننظر في رجاله , و هو منقطع بين مجاهد و عمر , و قد سكت عنه السخاوي في " المقاصد الحسنة " (ص 56).
(تنبيه) لقد ظلم هذا الحديث من قبل من خرجه من العلماء قبلي , ممن وقفت على كلامهم فيه كالحافظ بن حجر في " الفتح " , و تلميذه السخاوي في " المقاصد " , و مقلده العجلوني في " كشف الخفاء " (1/ 120) , فإنهم جميعا عزوه للطبراني فقط و أعله الأولان منهم بكثير بن مروان , و تبعهم على ذلك المناوي فقال في " فيض القدير ": رمز المصنف لحسنه , و ليس كما ذكر , فقد قال الهيثمي: فيه كثير بن مروان و هو كذاب. اهـ , و قال في " الفتح ": في سنده كثير بن مروان متروك " قلت: و المناوي أكثرهم جميعا بعدا عن الصواب , فإن كلامه هذا الذي يرد به على السيوطي. تحسينه إياه صريح أو كالصريح في أن هذا المتروك في إسناد أبي نعيم أيضا , و ليس كذلك كما عرفت من هذا التخريج , و لذلك فالمناوي مخطئ أشد خطأ , و الصواب هنا في هذه المرة مع السيوطي لأن الإسناد الأول حسن إما لذاته كما نذهب إليه , و إما لغيره و هذا أقل ما يقال فيه , و شاهده الذي يصلح للاستشهاد إنما هو حديث عمر , و هو و إن كان موقوفا فمثله لا يقال من قبل الرأي , بل فيه إشعار بأن هذا الحديث كان معروفا عندهم , و لذلك لم يجد عمر رضي الله عنه ضرورة للتصريح برفعه.
و الله أعلم. إه.
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 05:29 ص]ـ
قال الخلال في علله (المنتخب): "سألتُ أبا عبد الله_يعني أحمد بن حنبل _: أتعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "قيلوا فإن الشياطين لا تقيل"؟ فقال: لا أعرفه، إنما هذا عن منصور، عن مجاهد، عن عمر".
قال الإمام أحمد في هذا الحديث: لا أعرفه، وهذا يدل نفي الحديث كما قال الحافظ ابن حجر:
"إذا قال الحافظ المطلع الناقد في حديث: لا أعرفه اعتمد ذلك في نفيه"
وقال الإمام أحمد: "كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس هو بحديث". فالمعروف في متن هذا الحديث عند الإمام أحمد ما ذكره عن عمر، وأما عن النبي صلى الله عليه وسلم فليس بمعروف.
و قال ابن مفلح في الآداب الشرعية [3/ 161]:
فَصْلٌ (فِي اسْتِحْبَابِ الْقَيْلُولَةِ وَالْكَلَامِ فِي سَائِرِ نَوْمِ النَّهَارِ
((قَالَ الْخَلَّالُ اسْتِحْبَابُ الْقَائِلَةِ نِصْفَ النَّهَارِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ كَانَ أَبِي يَنَامُ نِصْفَ النَّهَارِ شِتَاءً كَانَ أَوْ صَيْفًا لَا يَدَعُهَا وَيَأْخُذُنِي بِهَا وَيَقُولُ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قِيلُوا فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَا تَقِيلُ).
أما الإمام أحمد فذكر أن المعروف من هذا المتن قول عمر. وقد رواه ابن أبي شيبة في المصنف قال: حدثنا أبو أسامة، عن زائدة، عن منصور، عن مجاهد قال بلغ عمر أن عاملا له لم يَقِل فكتب إليه عمر: [قِلْ فإني حُدِّثت أن الشيطان لا يقيل]
فيفهم من صنيع الإمام أحمد إعلال الرواية المرفوعة بهذا المروي عن عمر، أي إن أصل الكلام لعمر فأضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم غلطاً
وقول عمر رضي الله عنه حدثت يحتمل أن يكون عن أهل الكتاب أو غيرهم
و الله أعلم
¥