[تخريج أثر توصية علي بن أبي طالب عماله على الخراج]
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 12:57 م]ـ
كان سيدنا علي رضي الله عنه يوصي عماله على الخراج فيقول:
(إذا قدمت عليهم فلا تبيعن لهم كسوة شتاء ولا صيفا, ولا رزقا يأكلونه, ولا دابة يعملون عليها, ولا تضربن أحدا منهم سوطا واحدا في درهم, ولا تقمه على رجله في طلب درهم, ولا تبع لأحد منهم عرضا في شيء من الخراج, فإنا إنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو. فإن أنت خالفت ما أمرتك به يأخذك الله به دوني وإن بلغني عنك خلاف ذلك عزلتك. قال قلت إذن أرجع إليك كما خرجت من عندك. قال: وإن رجعت كما خرجت. قال فانطلقت فعملت بالذي أمرني به, فرجعت ولم أنتقص من الخراج شيئا)
التخريج
ضعيف،
رواه أبو يوسف في الخراج ص16، عن إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر البجلي عن عبد الملك بن عمير، ثني رجل من ثقيف, عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه،
وإسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر البجلي الكوفي ضعيف،
قال ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين1/ 109: قال البخاري منكر الحديث وقال يحيى والنسائي: ضعيف، وقال يحيى مرة: لا شيء، وقال ابن حبان كان فاحش الخطأ. اهـ
قال البخاري في الضعفاء الصغير 18: ص فيه نظر،
وقال في التاريخ الصغير (الأوسط) ص 2/ 138: عنده عجائب. اهـ،
قال الذهبي في ميزان الاعتدال 1/ 233: ضعفه غير واحد. اهـ وهذا يكفي فيه.
وأما عبد الملك بن عمير،
وذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 5/ 425 - 427: قال أحمد: سماك بن حرب أصلح حديثا من عبد الملك بن عمير، وذلك أن عبد الملك يختلف عليه الحفاظ. وقال: عبد الملك بن عمير مضطرب الحديث جدا مع قلة حديثه، ما أرى له خمسمائة حديث، وقد غلط في كثير منها، وقال يحيى بن معين: عبد الملك بن عمير مخلط. وقال أبو حاتم: ليس بحافظ هو صالح، تغير حفظه قبل موته. اهـ
إذن فالحديث فيه علتان: علة الإرسال،
وعلة ضعف إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر،
أما عبد الملك بن عمير فلا يمكن أن نحكم عليه بالاضطراب في هذا الحديث، فليس له فيه إلا تلميذ واحد.