تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قُلْتُ _ القَائِلُ البُوصِيرِيُّ _: لَمْ يَنْفَرِدْ مُحَمَّدٌ _ هَذَا _ عَنْ أُسَامَةَ، فَقَدْ رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ فِي " مُسْندِهِ " مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ مُحَمَّدِ بنِ أُسَامَةَ، عَنْ جَدِّهِ أُسَامَةَ، بِهِ مَرْفُوعاً، فَذَكَرَهُ، وَسِيَاقُهُ أَتَمَّ كَمَا أَوْرَدْتُهُ في زَوَائِدِ المَسَانِيدِ العَشَرَةِ ".

أَقُولُ: وَهُوَ كَمَا قَالُوا، فَالإِسْنَادُ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، لَكِنْ يُشْكِلُ عَلَى ذَلِكَ أنَّ مُحَمَّدَ بنَ إِبْرَاهِيمَ _ وَهُوَ: ابْنُ الحَارِثِ التَّيْمِيُّ المَدَنِيُّ _ وإنْ كَانَ رَوَى عَنْ أُسَامَةَ بنِ زيدٍ، إِلاَّ أَنَّهُ فِي هَذَا الحَدِيثِ أَتَى بِصِيغَةٍ تُفِيدُ الإِرْسَالَ؛ فَهُوَ لَمْ يُسْنِدْ ذَلِكَ إِلى أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، وَلاَ أَدْرَكَ القِصَّةَ، فَكَانَتْ مُرْسَلَةً، لِذَا حَكَمُوا عَلَيْهِ بالانْقِطَاعِ، عَلاَوَةً عَلَى ذَلِكَ: مُحمَّدُ بنُ إبراهيمَ وإنْ كَانَ ثقةً، إلاَّ أنَّ لَهُ أَفْرَاداً أُنْكِرَتْ عَلَيْهِ، فَالإِمَامُ أَحْمَدُ كَانَ يَقُولُ: " في حَدِيثِهِ شَيْءٌ، يَرْوِي أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ، أَوْ مُنْكَرَةً "، وَهَذَا مِنَ الأَحَادِيثِ الَّتي تَفَرَّدَ بِهَا.

أَمَّا المُتَابَعَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا البُوصِيرِيُّ، وَعَزَاهَا لأَبي يَعْلَى فِي " مُسْنَدِهِ " فَقَدْ وَقَفْتُ عَلَيْهَا في " المَطَالِبِ العَالِيَةِ " لابنِ حَجَرٍ (38/أ _ مخطوط) وَهِيَ مَوْقُوفَةٌ عَلَى أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، وَلَيْسَتْ مَرْفُوعَةً كَمَا ذَكَرَ البُوصِيرِيُّ، وَإِلَيْكَ سِيَاقُهَا:

قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثنا عُقْبَةُ بنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثنا يُونُسُ ابْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ مُحَمَّدِ بنِ أُسَامَةَ، عَنْ جَدِّهِ أُسَامَةَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنَّهُ كَانَ إِذَا أَفْطَرَ أَصْبَحَ مِنَ الغَدِ صَائِماً مِنْ شَوَّالٍ، حَتَّى يُتِمَّ عَلَى آخِرِهِ.

أَقُولُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؛ لثلاثِ عِلَلٍ:

الأُولَى: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ هُوَ: ابنُ يَسَارٍ _ صَاحِبُ المَغَازِي _، وَهُوَ صَدُوقٌ يُدَلِّسُ، وَقَدْ عَنْعَنَ فِيهِ.

الثَّانيةُ: ابنُ محمَّدِ بنِ أُسَامةَ وَاسْمُهُ: مُحَمَّدُ بنُ أُسَامَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، مَجْهُولٌ، لاَ أَعْلَمُ رَوَى عنهُ غَيْرَ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ، وَقَدْ ذَكَرَهُ البُخَاريُّ فِي " التَّارِيخِ الكَبيرِ " (1/ 20)، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ فِي " الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ " (7/ 205) وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ شَيْئاً، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقَاتِ " (7/ 368) حسبَ نَهْجِهِ فِي تَوْثِيقِ المَجَاهِيلِ، وَمُحَمَّدُ بنُ أُسَامَةَ لاَ يُعْتَبرُ مُتَابعاً لِمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ _ كَمَا قَالَ البُوصِيرِيُّ _؛ لأنَّهُ أَدْنَى مِنهُ طَبَقَةً، فَهُوَ يَرْوِي عَنْ جَدِّهِ بوَاسِطَةِ أَبيهِ _ كَمَا سَيَأْتِي في العِلَّةِ الثَّالِثَةِ _، وَإِنْ فَرَضْنَا إنَّهُ مُتَابعٌ لِمُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيمَ فَهُوَ مُتَابعٌ لَهُ فِي الشَّطْرِ الثَّانِي مِنَ الحَدِيثِ وَهُوَ المَوْقُوفُ عَلَى أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، دُونَ الشَّطْرِ الأَوَّلِ مِنهُ وَهُوَ المَرْفُوعُ.

الثَّالثةُ: الانْقِطَاعُ بَيْنَ مُحَمَّدِ بنِ أُسَامةَ وَجَدِّهِ؛ فَهُوَ غَيْرُ مَعْرُوفٍ بالرِّوَايةِ عَنْ جَدِّهِ، إِنَّمَا يَرْوِي عَنْ أَبيهِ عَنْ جَدِّهِ _ كَمَا ذُكِرَ فِي تَرْجَمَتِهِ _.

وَقَدْ وَقَفْتُ لَهُ عَلَى طَرِيقٍ ثَانِيَةٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ _ ذُكِرَ فِيهَا الشَّطْرُ الأَوَّلُ مِنَ الحَدِيثِ، دُونَ الشَّطْرِ الثَّانِي _ أَخْرَجَهَا البُخَارِيُّ فِي " التَّارِيخِ الكَبيرِ " (1/ 20) قَالَ: وَقَالَ سَلَمَةُ: حَدَّثنِي ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ أُسَامَةَ؛ قَالَ: قَالَ لِي النَّبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أَيْنَ أَنْتَ عَنْ صَوْمِ شَوَّالٍ؟ ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير