تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أَقُولُ: وَهَذِهِ طَرِيقٌ ضَعِيفَةٌ _ أَيْضاً _؛ لِثَلاثَةِ أُمُورٍ:

الأَوَّلُ: التَّعْلِيقُ، فَقَدْ أَوْرَدَهَا البُخَارِيُّ مُعَلَّقَةً، وَالمُعَلَّقُ مِنْ أَقْسَامِ الضَّعِيفِ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ.

الثَّانِي: ابْنُ إِسْحَاقَ هُوَ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، وَهُوَ صَدُوقٌ مُدَلِّسٌ _ كَمَا مَرَّ مَعَنَا _، ولَمْ يُصَرِّحْ بسَمَاعِهِ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ.

الثَّالِثُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أُسَامَةَ، لاَ يُوجَدُ فِي الرُّوَاةِ مَنْ يُسَمَّى بهَذَا الاسْمِ، وَيَغْلُبُ عَلَى الظَّنِ أنَّ الإِسْنَادَ اعْتَرَاهُ تَحْرِيفٌ، وَأَنَّ الصَّوَابَ: (مُحَمَّدُ بنُ أُسَامَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أُسَامَةَ)، وَمِمَّا يُقَوِّي هَذَا الاحْتَمَالَ أنَّ البُخَارِيَّ أَوْرَدَ هَذَا الحَدِيثَ فِي تَرْجَمَتِهِ فِي " التَّارِيخِ "، فَإنْ كَانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ، فَهُوَ مَجْهُولٌ _ كَمَا مَرَّ آنِفاً _، ويُحْتَمَلُ _ أَيْضاً _ أنْ يَكُونَ هَكَذَا: (مُحُمَّد بن عبدِ اللَّهِ، عَنْ محمَّدِ بنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبيهِ)، وَأَنَّ (عنْ) حُرِّفَتْ إِلى (بن)، فَاللَّهُ أَعْلَمُ بالصَّوَابِ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُيَسِّرَ لَنَا الاطِّلاَعَ عَلَى نُسْخَةٍ خَطِّيَّةٍ مِنَ " التَّارِيخِ الكَبيرِ " لِلْوُقُوفِ عَلَى حَقِيقَةِ الأَمْرِ.

ثانياً: حَدِيثُ عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ مُسْلِمٍ _ أَوْ مُسْلِمِ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ _ القُرَشِيِّ، عَنْ أَبيهِ

أَخْرَجَهُ الحَارِثُ بنُ أَبي أُسَامَةَ في " المُسْنَدِ " (1/ 422 _ رقم: 336، بغية الباحث)، وَابْنُ أَبي شَيْبَةَ في " المُسْنَدِ " (رقم:686)، وَأَبُو دَاوُدَ في " السُّنَنِ " (رقم:2432) وَاللَّفْظُ لَهُ _ وَمِنْ طَرِيقِهِ: البَيْهَقِيُّ فِي " الشُّعَبِ " (3/ 396 _ رقم:3869) _، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي " السُّنَنِ " (رقم:748)، وَالنَّسَائِيُّ فِي " السُّنَنِ الكُبْرَى " (2/ 147 _ رقم:2779 و 2780)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي " شُعَبِ الإِيمَانِ " (3/ 395 _ رقم: 3868) و " فَضَائِلِ الأَوْقَاتِ " (رقم: 163)، وَابْنُ قَانِعٍ فِي " مُعْجَمِ الصَّحَابَةِ " (رقم: 1030) مِنْ طَرِيقِ هَارُونَ بنِ سَلْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ مُسْلِمٍ القُرَشِيِّ، عَنْ أَبيهِ؛ قَالَ: سَأَلْتُ، أَوْ سُئِلَ النَّبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَنْ صِيَامِ الدَّهْرِ؟، فَقَالَ: " إِنَّ لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقاً، صُمْ رَمضَانَ وَالَّذِي يَلِيهِ، وَكُلَّ أَرْبِعَاءَ وخميسٍ، فَإِذَا أَنْتَ قَدْ صُمْتَ الدَّهْرَ ".

وَجَاءَ عِندَ ابْنِ أَبي شَيْبَةَ، والنَّسَائِيِّ، والبَيْهَقِيِّ، وَابْنِ قَانِعٍ مِنْ طَرِيقِ أَبي نُعَيْمٍ: (مُسْلِمُ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ) بَدَلاً مِنْ: (عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ مُسْلِمٍ)، وَفِي بَعْضِ الطُّرُقِ عَنْ أَبي نُعيمٍ _ عِندَ النَّسَائِيِّ وَالبَيْهَقِيِّ أَيْضاً _: (مُسْلِمُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ).

وَجَاءَ لَفْظُهُ عِندَ البَيْهَقِيِّ _ وَابْنِ أَبي شَيْبَةَ بِنَحْوِهِ _: أنَّهُ سَأَلَ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أَوْ سُئِلَ النَّبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَنِ الصَّوْمِ؛ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ؟، فَسَكَتَ عَنهُ، ثمَّ سَأَلَهُ الثَّانِيَةَ، فَسَكَتَ، ثمَّ سَأَلَهُ الثَّالِثَةَ؛ فَقَالَ: يَا نَبيَّ اللَّهِ، أَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ؟، فَقَالَ النَّبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عِندَ ذَلِكَ: " مَنِ السَّائِلُ عنِ الصَّومِ؟ "، فَقَالَ: ... ، فَذَكَرَ مِثلَهُ.

قَالَ التِّرْمِذِيُّ: " حَدِيثُ مُسْلِمٍ القُرَشِيِّ حَدِيثٌ غَرِيبٌ ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير