تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ «تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ» (9/ 337): «وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ يُونُسَ: رَوَى عَنْهُ ابْنُ وَهْبٍ وَحْدَهُ، وَهُوَ قَرِيبُ السِّنِّ مِنَ ابْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَ بِغَرَائِبَ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ»، وَلَهُ فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» حَدِيثٌ وَاحِدٌ مُتَابَعَةٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَهُ مَنَاكِيْرُ، وَأَوْرَدَ لَهُ حَدِيثَهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: «لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ النَّصْرَانِيَّ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ»، وَاسْتَنْكَرَهُ. قُلْتُ: قَدْ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ مَوْقُوفَاً، وَهُوَ الصَّوَابُ. وَذَكَرَهُ السَّاجِيُّ فِي «الضُّعَفَاءِ»، وَنَقَلَ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قَالَ: غَيْرُهُ أَقْوَى مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ: لَمْ تَثْبُتْ عَدَالَتُهُ».

وَأَمَّا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ الْمَكَّىُّ، فَهُوَ ثِقَةٌ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ فِي ابْنِ جُرَيْجٍ، وَإِنَّمَا نَقَمُوا عَلَيْهِ غُلُوَّهُ فِي الإِرْجَاءِ وَالدَّعْوَةِ إِلَيْهِ. قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قَالَ: ثِقَةٌ كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ يَبْذُلُ نَفْسَهُ لِلْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ ثِقَةٌ، وَكَانَ فِيهِ غُلُوٌّ فِي الإِرْجَاءِ، وَكَانَ يَقُولُ: هَؤُلاءِ الشٌّكَّاكُ، يَعْنِي مَنْ يَقُولُ: أَنَا مُؤْمِنٌ إِنْ شَاءَ اللهُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: كَانَ يَرَى الإِرْجَاءَ، كَانَ الْحُمَيْدِيُّ يَتَكَلَّمُ فِيهِ.

وَلَوْلا أَنَّهُ خُولِفَ عَلَى حَدِيثِهِ ذَا، لَكَانَ أَوْلَى الرُّوَاةِ بِهِ وَأَثْبَتَهُمْ فِيهِ، وَلَكِنْ لَمْ يَسْمَعْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ.

[الثَّانِيَةُ] لَمْ يَسْمَعِ ابْنُ جُرَيْجٍ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ. وَقَدْ أَبَانَ عِلَّتَهُ، وَكَشَفَ عَوْرَتَهُ: هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ الصَّنْعَانِيُّ، وَأَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ الزَّبِيدِيُّ.

قَالَ أَبُو بِشْرٍ الدَّوْلابِيُّ «الذُّرِيَّةُ الطَّاهِرَةُ» (148): حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ وَالْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءٍ قَالا حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: عَقَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ شَاتَيْنِ، وَذَبَحَ عَنْهُمَا يَوْمَ السَّابِعِ، وَسَمَّاهُمَا، وَأَمَرَ أَنْ يُمَاطَ عَنْهُمَا الأَذَى عَنْ رُؤُوسِهِمَا.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ «الْمُصَنَّفُ» (4/ 330/7963): عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدِّثْتُ حَدِيثَاً رُفِعَ إِلَى عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: عَقَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ حَسَنٍ شَاتَيْنِ وَعَنْ حُسَيْنٍ شَاتَيْنِ، ذَبَحَهُمَا يَوْمَ السَّابِعِ، وَمَشَقَهُمَا، وَأَمَرَ أَنْ يُمَاطَ عَنْ رُؤُوسِهِمَا الأَذَى، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اذْبَحُوا عَلَى اسْمِهِ، وَقُولُوا بِسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ لَكَ وَإِلَيْكَ، هَذِهِ عَقِيقَةُ فُلانٍ».

وَأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (9/ 303) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الزبيدى حَدَّثَنَا أَبُو قُرَّةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدِيثَاً ذَكَرَهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد بِنَحْوِ لَفْظِ حَدِيثِ عَبْدِ الْمَجِيدِ إِلاَّ أنَّهُ قَالَ «عَنِ الْحَسَنِ شَاتَيْنِ، وَعَنْ حُسَيْنٍ شَاتَيْنِ».

قُلْتُ: فَهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ يَرْوُونَهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَلَيْسَ فِيهِ سَمَاعُهُ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَهُوَ الأَصَحُّ. وَعَلَيْهِ فَإِنَّ مَنْ صَحَّحَهُ وَلَمْ يَقِفْ عَلَى عِلِّتِهِ، فَإِنَّمَا اقْتَصَرَ عَلَى ظَاهِرٍ الإِسْنَادِ، وَتَغَاضَى عَنْ عَنْعَنَةِ ابْنِ جُرَيْجٍ، مَعَ اشْتِهَارِهِ بِالتَّدْلِيسِ!.

وَلِهَذَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ: هَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ.

ـ[أبوالحسين الدوسري]ــــــــ[11 - 05 - 09, 12:58 م]ـ

شيخنا الفاضل جزاكم الله خيرا الجزاء على ماتقومون به من خدمة للسنة النبوية، وأود أن أوضح ياشيخناأن طلبة العلم في حاجة للإستفادة من علمكم ببعض المسائل المهمة في هذا العلم الشربف ولم يتطرق لها الا القلة من أهل العلم فيما أعلم ومن أهمها الطريقة المثلى لحفظ الأحاديث بالأسانيد وفضيلتكم أهل لذلك.فهل نرى إجابة لطلبنا الذي أظن أنه يشاركني فيه جمع من طلبة العلم.

محبكم ابي الحسين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير