تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثُمَّ يَدْعُو لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: فَأَغَاظَنِي ذَلِكَ مِنْهُ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ أَنْتَ عَنْ صَاحِبِهِ تُفَضِّلُهُ عَلَيْهِ؟، قَالَ: فَصَنَعَ ذَلِكَ ثَلاثَ جُمُعٍ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَشْكُونِي، وَيَقُولُ: إنَّ ضَبَّةَ بْنَ مِحْصَنٍ الْعَنَزِيَّ يَتَعَرَّضُ لِي فِي خُطْبَتِي، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ أَنْ أَشْخِصُهُ إِلَيَّ، قَالَ: فَأَشْخَصَنِي إِلَيْهِ، فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ، فَضَرَبْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ، فَخَرَجَ إِلَيَّ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟، قَالَ: أَنَا ضَبَّةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْعَنَزِيُّ، قَالَ: فَلا مَرْحَبَاً وَلا أَهْلاً، قَالَ: قُلْتُ: أَمَّا الْمَرْحَبُ فَمِنَ اللهِ تَعَالَى، وَأَمَّا الأَهْلُ فَلا أَهْلَ لِي وَلا مَالَ، فِيمَ اسْتَحْلَلْتَ يَا عُمَرُ إِشْخَاصِي مِنْ مِصْرِي بِلا ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ؟، قَالَ: وَمَا الَّذِي شَجَرَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ عَامِلِكَ؟، قَالَ: قُلْتُ: الآنَ أُخْبِرُكَ يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِينَ، كَانَ إِذَا خَطَبَنَا، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ يَدْعُو لَكَ، فَأَغَاظَنِي ذَلِكَ مِنْهُ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، وَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ أَنْتَ عَنْ صَاحِبِهِ تُفَضِّلُهُ عَلَيْهِ؟، فَصَنَعَ ذَلِكَ ثَلاثَ جُمُعٍ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْكَ يَشْكُونِي، قَالَ: فَانْدَفَعَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَاكِيَاً، فَجَعَلْتُ أَرْثَي لَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ وَاللهِ أَوْثَقُ مِنْهُ وَأَرْشَدُ، فَهَلْ أَنْتَ غَافِرٌ لِي ذَنْبِي يَغْفِرُ اللهُ لَكَ؟، قَالَ: قُلْتُ: غَفَر اللهُ لَكَ يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ انْدَفَعَ بَاكِيَاً وَهُوَ يَقُولُ: وَاللهِ لَلَيْلَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَيَوْمٌ خَيْرٌ مِنْ عُمُرِ عُمَرَ؛ هَلْ لَكَ بِأَنْ أُحَدِّثَكَ بِلَيْلَتِهِ وَيَوْمِهِ!، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: أَمَّا لَيْلَتُهُ؛ فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَارِبَاً مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، خَرَجَ لَيْلاً، فَتَبِعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَجَعَلَ يَمْشِي مَرَّةً أَمَامَهُ، وَمَرَّةً خَلْفَهُ، وَمَرَّةً عَنْ يَمِينِهِ، وَمَرَّةً عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا هَذَا يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا أَعْرِفُ هَذَا مِنْ فِعْلِكَ!»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَذْكُرُ الرَّصَدَ فَأَكُونُ أَمَامَكَ، وَأَذْكُرُ الطَّلَبَ فَأَكُونُ خَلْفَكَ، وَمَرَّةً عَنْ يَمِينِكَ، وَمَرَّةً عَنْ يَسَارِكَ، لا آمَنُ عَلَيْكَ، قَالَ: فَمَشَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَتَهُ عَلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ حَتَّى حَفِيَتْ رِجْلاهُ، فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ أَنَّهَا قَدْ حَفِيَتْ حَمَلَهُ عَلَى كَاهِلِهِ، وَجَعَلَ يَشْتَدُّ بِهِ حَتَّى أَتَى بِهِ الْغَارَ، فَأَنْزَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا تَدْخُلُهُ حَتَّى أَدْخُلَهُ، فَإِنْ كَانَ فِيهِ شَيْءٌ نَزَلَ بِي قَبْلَكَ، فَدَخَلَ فَلَمْ يَرَ شَيْئَاً، فَحَمَلَهُ وَأَدْخَلَهُ، وَكَانَ فِي الْغَارِ خَرْقٌ فِيهِ حَيَّاتٌ وَأَفَاعٍ، فَخَشِيَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهُمْ شَيْءٌ يُؤْذِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَلْقَمَهُ قَدَمَهُ، فَجَعَلْنَ تَضْرِبْنَهُ أَوْ تَلْسَعْنَهُ الْحَيَّاتُ وَالْأَفَاعِي، وَجَعَلَتْ دُمُوعُهُ تَنْحَدِرُ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَا أَبَا بَكْرٍ لا تَحْزَنْ، إِنَّ اللهَ مَعَنَا»، فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ أَيْ: طُمَأْنِينَتَهُ لأَبِي بَكْرٍ، فَهَذِهِ لَيْلَتُهُ، وَأَمَّا يَوْمُهُ؛ فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَارْتَدَّتِ الْعَرَبُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نُصَلِّي، وَلا نُزَكِّي , وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير