تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الْقَوْلُ الأَوَّلُ] تَوْثِيقُهُ مُطْلَقَاً. فَقَدْ عَدَّهُ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ مِنْ ثِقَاتِ شُيُوخِهِ وَصَالِحِيهِمْ، فَقَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ فَاضِلاً، كُنَّا نَعُدُّهُ مِنَ الأَبْدَالِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ «الطَّبَقَاتِ» (5/ 500): «ثِقَةٌ كَثِيْرُ الْحَدِيثِ».

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ «الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ» (9/ 156): «قُرِئَ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيِّ، فَقَالَ: ثِقَةٌ».

وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ «الْكَامِلُ» (7/ 219): «حدَّثَنَا ابْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَدْ أَتْقَنَ حَدِيثَ ابْنِ خُثَيْمٍ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ فِي كِتَابٍ، فَقُلْنَا لَهُ: أَعْطِنَا كِتَابَكَ، فَقَالَ: أَعْطُونِي مُصْحَفَاً رَهْنَاً، فَقُلْنَا: نَحْنُ غُرَبَاءُ مِنْ أَيْنَ لَنَا مُصْحَفٌ!!. ثَنَا ابْنُ أَبِى عِصْمَةَ ثَنَا ابْنُ أَبِي بَكْرٍ ثَنَا يَحْيَى سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ثِقَةٌ، وَسَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. ثَنَا عَلاَّنُ ثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ يُكْتَبُ حَدِيثُه. ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيِّ، فَقَالَ: ثِقَةٌ. ثَنَا ابْنُ أَبِى عِصْمَةَ ثَنَا ابْنُ أَبِي بَكْرٍ ثَنَا عَبَّاسٌ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطائفي، فَقَالَ: ثِقَةٌ».

وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: «وليَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ: إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، وعُبِيدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وَسَائِرِ مَشَايِخِهِ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ، وَأَفْرَادٌ وَغَرَائِبُ، يَتَفَرَّدُ بِهَا عَنْهُمْ، وَأَحَادِيثُهُ مُتَقَارِبَةٌ، وَهُوَ صَدُوقٌ لا بَأْسَ بِهِ».

وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْعِجْلِيُّ «مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ» (2/ 353/1980): «يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الْقُرَشِيُّ ثِقَةٌ».

وَقَالَ أَبُو حَفْصِ ابْنُ شَاهِينَ «تَارِيْخُ أَسْمَاءِ الثِّقَاتِ» (1/ 259/1591): «ثِقَةٌ. قَالَهُ يَحْيَى».

وَالْخُلاصَةُ، فَهَؤُلاءِ جَمَاعَةٌ مِنْ كُبَرَاءِ أَئِمَّةِ التَّزْكِيَةِ وَالتَّعْدِيلِ قَدْ وَثَّقُوا يَحْيَى بْنَ سُلَيْمٍ بِإِطْلاقٍ: الشَّافِعِيُّ، وَالزَّعْفَرَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي رِوَايَتَيْنِ عَنْهُ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَالْعِجْلِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَابْنُ عَدِيٍّ، وَابْنُ شَاهِينَ.

وَلا يَذْهَبَنَّ عَنْكَ تَوْثِيقُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ لَهُ فِي رِوَايَةِ ابْنِهِ عَبْدِ اللهِ عَنْهُ، وَقَوْلُهُ: «كَانَ قَدْ أَتْقَنَ حَدِيثَ ابْنِ خُثَيْمٍ»، إِذْ يُفِيدُكَ هَذَا الْمَقَالُ لإِمَامِ الأَئِمَّةِ ثَلاثَ فَوَائِدَ عَزِيزَةٍ:

(الأُولَى) وَصْفُهُ بِالإِتْقَانِ وَالضَّبْطِ لأَحَادِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ الْمَكِّيِّ، وَفِيهِ دِلالَةٌ عَلَى إِتْقَانِهِ لأَحَادِيثِ أَهْلِ بَلَدِهِ.

(الثَّانِيَةُ) تَبْرِئَتُهُ مِنَ الْوَصْفِ بِسُوءِ الْحِفْظِ بِإِطْلاقٍ، وَفِيهِ رَدٌّ عَلَى قَوْلِ الدَّارَقُطْنِيِّ وَالْحَاكِمِ: كَانَ سَيْئَ الْحِفْظِ، وَلا يَشُكُّ الْعَارِفُ الْمُدَقِّقُ أَنَّ الإِمَامَ أَحْمَدَ أَعْرَفَ مِنْهُمَا وَمِمَّنْ أَتَى بَعْدَهُمَا بِحَالِهِ، سِيَّمَا وَقَدْ الْتَقَى بِهِ، وَحَمَلَ عَنْهُ حَدِيثَاً وَاحِدَاً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير