تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(الثَّالِثَةُ) تَوْثِيقُ الإِمَامِ أَحْمَدَ لَهُ فِي رِوَايَتَيْنِ عَنْهُ، خِلافَاً لِمَنْ زَعَمَ أَنَّ الإِمَامَ أَحْمَدَ لَمْ يُوَثِّقْهُ.

وَهَذِهِ الْفَوَائِدُ قَدْ كَانَتْ تَكْفِي لِبَيَانِ حَالِ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، وَالرَّدِّ عَلَى مَنْ ضَعَّفَهُ، وَلَكِنَّنَا:

نَزِيدُكَ إِيْضَاحَاً وَتَبْصِيْرَاً بِمَعَانِي هَذِهِ الْفَوَائِدِ الثَّلاثِ، بِذِكْرِ خَمْسَةِ أَحَادِيثَ مِنْ صِحَاحِ أَحَادِيثِهِ عَنْ بَلَدَيْهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ الْمَكَّى:

[الْحَدِيثُ الأَوَّلُ] قَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ «الأُمُّ» (1/ 162) و «الْمُسْنَدُ» (ص279): أخبرنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رِفَاعَةَ أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نادى: «أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِنَّ قُرَيْشًا أَهْلُ أَمَانَةٍ، فَمَنْ بَغَى لَهَا الْعَوَاثِرَ أَكَبَّهُ اللهُ لِمِنْخَرَيْهِ فِي النَّارِ»، يَقُولُهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ.

قُلْتُ: هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ عُيُونِ أَحَادِيثِ الطَّائِفِيِّ وَصِحَاحُ رِوَايَاتِهِ، وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الرُّفَعَاءِ الْكُبَرَاءِ: الثَّوْرِيُّ، وَمَعْمَرٌ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ. وَلِنَقْتَصِرُ مِنْهَا - لِلإِيْجَازِ وَالتَّيْسِيْرِ - عَلَى مُتَابَعَةِ الثَّبْتِ الْحُجَّةِ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ:

قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (4/ 340): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْشًا، فَقَالَ: «هَلْ فِيكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ»، قَالُوا: لا إِلا ابْنُ أُخْتِنَا وَحَلِيفُنَا وَمَوْلانَا، فَقَالَ: «ابْنُ أُخْتِكُمْ مِنْكُمْ، وَحَلِيفُكُمْ مِنْكُمْ، وَمَوْلاكُمْ مِنْكُمْ، إِنَّ قُرَيْشًا أَهْلُ صِدْقٍ وَأَمَانَةٍ، فَمَنْ بَغَى لَهَا الْعَوَاثِرَ أَكَبَّهُ اللهُ فِي النَّارِ لِوَجْهِهِ».

[الْحَدِيثُ الثَّانِي] قَالَ ابْنُ مَاجَهْ (2137): حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رِفَاعَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ بُكْرَةً، فَنَادَاهُمْ: «يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ!»، فَلَمَّا رَفَعُوا أَبْصَارَهُمْ، وَمَدُّوا أَعْنَاقَهُمْ، قَالَ: «إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إلا مَنِ اتَّقَى اللهَ، وَبَرَّ، وَصَدَقَ».

قُلْتُ: هَذَا الْحَدِيثُ كَذَلِكَ مِنْ صِحَاحِ أَحَادِيثِ الطَّائِفِيِّ وَجِيَادِهَا، وَلا يَضُرُّهُ رِوَايَةُ ابْنِ كَاسِبٍ عَنْهُ، فَقَدْ تَابَعَهُ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَثْبَاتِ الرُّفَعَاءِ: الثَّوْرِيُّ، وَمَعْمَرٌ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ. وَلِنَقْتَصِرُ مِنْهَا - لِلإِيْجَازِ وَالتَّيْسِيْرِ - عَلَى مُتَابَعَةِ الثَّبْتِ الْحُجَّةِ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ:

قَالَ الدَّارِمِيُّ (2538): أَخْبَرَنَا أبُو نُعِيمٍ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قال: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْبَقِيعِ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ»، حَتَّى إِذَا اشْرَأَبُّوا، قَالَ: «التُّجَّارُ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إلا مَنِ اتَّقَى، وَبَرَّ، وَصَدَقَ».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير