تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَقَدْ رُوِي الْحَدِيثُ مَرْفُوعَاً مِنْ وُجُوهٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ لا يُحْتَجُّ بِمِثْلِهَا، نَجْتَزِئُ مِنْهَا مَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ «الْعِلَلُ» (2/ 46/1620): «سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ وَنُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا حَسَرَ عَنْهُ الْبَحْرُ فَكُلْ، وَمَا أَلْقَى الْبَحْرُ فَكُلْ، وَمَا طَفَا عَنْ الْمَاءِ فَلا تَأْكُلْ». قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خَطَأٌ، إِنَّمَا هُوَ مَوْقُوفٌ عَنْ جَابِرٍ فَقَطْ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَاهِي الْحَدِيثِ» اهـ.

وَأَمَّا صِحَاحُ أَحَادِيثِهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيِّ، فَنَذْكُرُ مِنْهَا حَدِيثَيْنِ:

[الْحَدِيثُ الأَوَّلُ] قَالَ أَبُو يَعْلَى (4/ 96/2127): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي عَمَّارٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ: أَيُؤْكَلُ الضَّبُعُ؟، قَالَ: نَعَمْ، قلت: أَصَيْدٌ هِيَ؟، قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قَالَ: نَعَمْ.

قُلْتُ: وَهَذَا مِنْ عُيُونِ أَحَادِيثِ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ وَصِحَاحِهَا، وَقَدْ تَابَعَهُ: الثَّوْرِىُّ، ويَحْيَى بْنُ أَيُوبَ، وسَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ. وَلِنَقْتَصِرُ مِنْهَا - لِلإِيْجَازِ وَالتَّيْسِيْرِ - عَلَى مُتَابَعَةِ الثَّبْتِ الْحُجَّةِ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ:

قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ (2/ 246/46): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا نَا أبُو كُرَيْبٍ نَا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ قال: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ عَنْ الضَّبُعِ، فَقُلْتُ: صَيْدٌ هِيَ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: آكُلُهَا؟، قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قَالَ: نَعَمْ.

قُلْتُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ مُسْتَفِيضُ مَشْهُورٌ يَرْوِيهِ «عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْمِكَّىِّ»: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، وابْنُ جُرَيْجٍ، وجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَهُوَ أَشْهَرُ وَأَشْيَعُ بِرِوَايَةِ ابْنِ جُرَيْجٍ.

قَالَ التِّرْمِذِيُّ (1791): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرٍ: الضَّبُعُ صَيْدٌ هِيَ؟، قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: آكُلُهَا؟، قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ لَهُ: أَقَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قَالَ: نَعَمْ.

قَالَ أَبُو عِيسَى: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا، وَلَمْ يَرَوْا بِأَكْلِ الضَّبُعِ بَأْسًا، وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثٌ فِي كَرَاهِيَةِ أَكْلِ الضَّبُعِ، وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالْقَوِيِّ».

[الْحَدِيثُ الثَّانِي] أَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ «التَّارِيْخُ» (7/ 144) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلادٍ الْبَاهِلِيِّ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَقُلْ: سُبْحَانَكَ اللَّهْمَّ وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، فإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ».

قُلْتُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ صِحَاحِ أَحَادِيثِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْوِيهِ عَنْهُ كَذَلِكَ: مَالِكٌ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَجْلانَ. وَتَفَرُّدُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ لَيْسَ بِمُؤَثِّرٍ مَعَ ثُبُوتِ صِحَّتِهِ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وَالْخُلاصَةُ، فَإِنَّ تَوْثِيقَ يَحْيَى بْنَ سُلَيْمٍ فِي رِوَايَاتِهِ عَنْ أَهْلِ بَلَدِهِ خَاصَّةً: عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وإِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ مِمَّا لا يَرْتَابُ فِيهِ أَهْلُ التَّحْقِيقِ. وَلِهَذَا اقْتَصَرَ عَلَيْهِمَا مُسْلِمٌ لَمَّا تَرْجَمَ لَهُ فِي «الْكُنَى وَالأَسْمَاءِ» (1/ 336) فَقَالَ: «أبُو زَكَرِيَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ. سَمِعَ: إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ، وابْنَ خُثَيْمٍ»، وَاحْتَجَّ وَخَرَّجَ فِي «صَحِيحِهِ» رِوَايَتَهُ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، وَأَمَّا الْبُخَارِيُّ فَقَدْ احْتَجَّ بِرِوَايَتِهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ.

&&&&

http://img232.imageshack.us/img232/7809/alalfi.gif

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير