وقد قال الإمام في الصحيحة [رقم/621] بعد أن ساق كلام النقاد في «حجاج» قال: «و يتلخص منه: أن حجاجا هذا ثقة بلا خلاف، و أن الذهبي توهم أنه غيره فلم يعرفه؟ و لذلك استنكر حديثه! و يبدو أنه عرفه فيما بعد، فقد أخرج له الحاكم في " المستدرك " (4/ 332) حديثا آخر، فقال الذهبي في " تلخيصه ": " قلت: «حجاج ثقة» و كأنه لذلك لم يورده – يعني الذهبي- في كتابه " الضعفاء " و لا في ذيله، و الله أعلم.»
قلتُ: وقد وجدتُ الذهبي نفسه قد ترجمه في سير النبلاء [76/ 7]، وقال: «بصْريٌ صدوق ....... وكان من الصلحاء» فلله الحمد.
.وقد توبع: «الأزرق بن علي» عن يحيى بن أبي بكير: تابعه عبد اللَّه بن محمد بن يحيي بن أبي بكير عن جده يحيي بن أبي بكير بإسناده به ..... أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان [83/ 2]، قال: حدثنا علي بن محمود ثنا عبد اللَّه بن إبراهيم بن الصباح ثنا عبد اللَّه بن محمد بن يحيي به ....
قال الإمام في الصحيحة [رقم/ 621] بعد أن ساق هذا الطريق: «هذه متابعة قوية للأزرق، تدل على أنه قد حفظ و لم يغرب ... »!
قلتُ: بل هي متابعة مخدوشة! وعبد اللَّه بن محمد هذا: وثقه الخطيب في تاريخه [80/ 10]، وذكره ابن حبان في الثقات [365/ 8]، وقال: (مستقيم الحديث) وقال أبو الشيخ في الطبقات [350/ 2]،: (وكان صدوقًا) وإنما الشأن في تلميذه وتلميذ تلميذه!! أما شيخ أبي نعيم: (علي بن محمود) فما استطعت أن أهتدي إليه!! وما بهو بعلي بن محمود بن إبراهيم الصوفي أحد مشايخ الخطيب البغدادي؛ فإنه متأخر الطبقة عن صاحبنا!! أما عبد اللَّه بن إبراهيم بن الصباح فلم أقف له علي ترجمة إلا عند أبي نعيم في (أخبار أصبهان!!) ولم يذكره بشيئ سوي أن ساق له هذا الحديث في ترجمته!! وهو من مشيخة الحافظ أبي عبد اللَّه ابن منده الأصبهاني.
وعلي كل حال: فهذه المتابعة مما يستأنس بها في هذا المقام؛ والإسناد قوي بدونها كما عرفت.
ثم وقفتُ على متابعة أخرى عزيزة الوجود! ولا أعرف أحدا سبقني إلى ذكرها في هذا المقام! وهذه المتابعة: أخرجها الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي في كتابه «إيضاح الإشكال» كما في «سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد،» [12/ 356/الطبعة العلمية] قال: «حدثنا إبرهيم بن علي الحنائي [وكان بالأصل: «الجبائي!!» وهو تصحيف!!]، حدثنا يحيي بن محمد بن صاعد [وكان بالأصل: «ساعدة!!» وهو تصحيف أيضًا!!] حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن يحيي بن أبي بكير ثنا يحيي بن أبي بكير به ... ).
قلتُ: وهذه متابعة نظيفة إن شاء الله، فعبد الغني بن سعيد حافظ حجة؛ وابن صاعد إمام جليل كبير الشأن؛ أما إبراهيم بن علي الحنائي فهو صاحب أبي مسلم الكجي، روي عنه جماعة من الكبار؛ وهو مترجم في تاريخ ابن عساكر [56/ 7 - 59]، وتاريخ الذهبي [وفيات 350هـ]، وأنساب السمعاني [276/ 2]، ولم أجد فيه جرحًا ولا تعديلاً!! إلا أن مثله في رتبة الصدوق. والحمد للَّه علي كل حال.
وقد توبع يحيي بن أبي بكير عى هذا الحديث عن المستلم بن سعيد بإسناده به ... : تابعه الحسن بن قتيبة: عند تمام في فوائده [1/رقم 58/طبعة مكتبة الرشد]، وابن عدي في الكامل [327/ 2]، وعنه البيهقي في حياة الأنبياء في قبورهم [ص /23 طبعة مكتبة الإيمان]، وعنه: ابن النجار في التاريخ المجدد لمدينة السلام [/157/ 5 الطبعة العلمية]، والبزار في مسنده [3/ رقم /2340 كشف الأستار]، وغيرهم من طرق عن الحسن بن قتيبة به ....
قال البيهقي: «هذا يُعد من أفراد الحسن بن قتيبة!!»
قلتُ: ونقل ابن النجار عقب روايته من طريق البيهقي عنه أنه قال: «هذا حديث صحيح» وهكذا نقل الحافظ في الفتح [487/ 6]، تصحيح البيهقي له!! وهذا لم أجده في مطبوعة كتابه: (حياة الأنبياء في قبورهم!!) فلعله سقط منه!! أو هو مثبت في بعض نسخه المخطوطة دون بعض!!
لكن جزم ابن الملقن في «البدر المنير» [5/ 285] بكون البيهقي قد صحح سنده في غير كتابه المشار إليه! فالله أعلم بحقيقة الحال.
وقد قال البزار عقب روايته: «لا نعلم رواه عن ثابت عن أنس إلا الحجاج، ولا عن الحجاج إلا المستلم، ولا نعلم روي الحجاج عن ثابت إلا هذا».
¥