[جني الثمر في تخريج قصة إسلام عمر]
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[13 - 05 - 09, 08:29 م]ـ
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[13 - 05 - 09, 08:33 م]ـ
المرحلة الثالثة: قصة ما بعد إسلامه
ومما جاء من أحاديث وآثار فيما بعد إسلام عمر ..
1 - ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم صدر عمر
روى الحاكم والطبراني وابن عساكر بسندهم إلى خالد بن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن سالم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب صدر عمر حين أسلم وقال: اللهم أخرج ما في صدره من غل وداء وأبدله إيمانا .. يقول ذلك ثلاثا.
أخرجه الحاكم (3/ 91) والطبرانى في الكبير (12/ 305) وفى الأوسط (2/ 20) وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 38) وأبو نعيم في دلائل النبوة (1/ 73) وابن المقرئ في معجمه (3/ 297) كلهم من طريق أبو جعفر النفيلي عن خالد بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن سالم عن أبيه.
وقال الهيثمى في مجمع الزوائد (9/ 65): رجاله ثقات. وحسنه السيوطي في الخصائص الكبرى (2/ 246) وفي تعليق الذهبي في تلخيص مستدرك الحاكم: قال البخاري: خالد بن أبي بكر العمري له مناكير.
وقال ابن حجر: فيه لين .. وقال أبو حاتم كما في الجرح والتعديل (3/ 323): يكتب حديثه .. وذكره ابن حبان في الثقات (6/ 254) وقال: يخطىء.
وقول البخاري يروي المناكير، ليس من التضعيف المطلق كما حققه اللكنوي في الرفع والتكميل (ص210) فراجعه فانه مبحث هام جدا.
2 - خوف عمر من قريش
قال ابن عمر رضي الله عنه: بينما عمر رضي الله عنه في الدار خائفاً، إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو عليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحرير، وهو من بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية، فقال: ما بالك؟ قال: زعم قومك أنهم سيقتلوني إن أسلمت، قال: لا سبيل إليك، وبعد أن قالها أمنت ..
فخرج العاص فلقي الناس قد سال بهم الوادي، فقال: أين تريدون؟
فقالوا: نريد هذا ابن الخطاب الذي صبأ، قال: لا سبيل إليه، فكَّر الناس.
والحديث صحيح: رواه البخاري رقم 3864 وهو من أفراده.
3 - إعلان عمر لإسلامه على الملأ وما جرى له
منها ما رواه ابن إسحاق فقال: وحدثني نافع مولى عبد الله بن عمر، عن ابن عمر قال: لما أسلم أبي عمر قال: أي قريش أنقل للحديث؟ فقيل له: جميل بن معمر الجمحي قال: فغدا عليه.
قال عبد الله بن عمر: فغدوت أتبع أثره، وأنظر ما يفعل، وأنا غلام أعقل كل ما رأيت، حتى جاءه، فقال له: أعلمت يا جميل أني قد أسلمت ودخلت في دين محمد؟ فوالله ما راجعه حتى قام يجر رداءه واتبعه عمر، واتبعت أبي، حتى إذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش ـ وهم في أنديتهم حول الكعبة ـ ألا إن عمر بن الخطاب قد صبأ.
قال ويقول عمر من خلفه: كذب، ولكنى قد أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وثاروا إليه فما برح يقاتلهم ويقاتلونه، حتى قامت الشمس على رؤوسهم. قال وطلع، فقعد وقاموا على رأسه وهو يقول افعلوا ما بدا لكم، فأحلف بالله أن لو قد كنا ثلاث مئة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا، قال: فبينما هم على ذلك إذ أقبل شيخ من قريش، عليه حلة حبرة وقميص موشى حتى وقف عليهم فقال: ما شأنكم؟ قالوا: صبأ عمر، فقال: فمه؟ رجل اختار لنفسه أمراً فماذا تريدون؟ أترون بني عدي بن كعب يسلمون لكم صاحبهم هكذا! خلوا عن الرجل. قال: فوالله لكأنما كانوا ثوباً كشط عنه.
قال: فقلت لأبي بعد أن هاجر إلى المدينة: يا أبت، من الرجل الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت، وهم يقاتلونك؟ فقال: أي بني، العاص بن وائل السهمى.
أخرجه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (1/ 233) وابن حبان كما في موارد الظمآن (2/ 218) والحاكم في المستدرك (3/ 85) مختصرا. وقال ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 39): وهذا إسناد جيد قوي. اهـ
وحسن إسنادها الإمام الألباني في صحيح موارد الظمآن (2181) وحسنها أيضا الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من فضائل الصحابة (82 - 83).
وآخره عند البخاري في قصة إسلام عمر رقم 3865.
4 - قصة خروجه وتسميته بالفاروق
¥