رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (30/ 48) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (7274) مختصرا وفي سنده عثمان بن عبد الله ابن الأرقم ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 155) والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 232) ولم يذكرا فيه جرحاً وتعديلاً وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 198) فهو مستور.
ورواه خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي في حديثه (1/ 126) عن شيخه عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز العُمَري وقد رماه النسائي بالكذب، وذكره عن خيثمة ابن كثير في البداية ورده فقال: والصحيح أن عمر إنما أسلم بعد خروج المهاجرين إلى أرض الحبشة، وذلك في السنة السادسة من البعثة. اهـ
ورواه قوام السنة أبو القاسم التيمي في الحجة في بيان المحجة (2/ 340) وفيه عمران بن موسى بن طلحة ذكره البخاري في التاريخ الكبير (6/ 422) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 242) وقد يكون مستور الحال لكن في إسناده من لم أجد له ترجمة، فأرجو أن هذا الحديث يحتمل التحسين بإذن الله.
7 - هل نزل قرآن في إسلام عمر
جاء في رواية أن عمر أسلم بعد تسعة وثلاثين رجلاً فصاروا أربعين فنزل جبريل بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال-64]
فروى الواحدي في أسباب النزول عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة وثلاثون رجلا، ثم إن عمر أسلم فصاروا أربعين، فنزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.
وذكره السيوطي في لباب النزول (1/ 100) من رواية البزار والطبراني بسند ضعيف من طريق عكرمة وسعيد بن جبير عن ابن عباس وقال: وأخرج ابن أبي حاتم بسند صحيح عن سعيد بن جبير فذكره. وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن المسيب مرسلا. اهـ
قلت: رواه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 60) والواحدي في أسباب النزول (1/ 160) وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 39) وابن الأثير في أسد الغابة (2/ 314) كلهم من طريق إسحاق بن بشر الكاهلي وهو متهم بالكذب والوضع كما في الجرح والتعديل وميزان الاعتدال وفيه أيضاً خلف بن خليفة صدوق اختلط.
وأخرج البزار والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أسلم عمر قال المشركون: قد انتصف القوم اليوم منا وأنزل الله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 61): وفيه النضر أبو عمر وهو متروك.
والحديث أيضا منكر كما قال ابن كثير رحمه الله عند تفسيرها: وقد روى سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير أن هذه الآية {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} أنزلت حين أسلم عمر، وفي هذا نظر، لأن الآية مدنية وإسلام عمر كان بمكة بعد الهجرة إلى أرض الحبشة وقبل الهجرة إلى المدينة.
خاتمة:
ظهر لي من روايات قصة إسلام عمر على كثرتها .. قضايا مهمة:
الأولى: ما وقر في قلبه قبل إسلامه ففيه الصحيح والمقبول، ولدخول الإسلام قلبه أسباب شتى، ولعل أصلها دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له.
الثانية: ذهابه إلى بيت أخته وإيذائها وزوجها سعيد بن زيد .. وهذا نقله أكثر من روى قصة إسلامه على ضعف رواياتها، ولكن مجموعها يثبت أنه جرى بأي صورة كان، فإنهم وإن كانوا ضعفاء فبعيد أن يتواطأوا على مثل هذا، وإن كان من الاختلاف الظاهر فيما وجده وقرأه من قرآن (طه – الحديد – العلق).
الثالثة: ذهابه إلى بيت الأرقم بن أبي الأرقم وإعلان إسلامه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما قصة ذهابه للحجر وسماعه لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس فيها ما يعضده. وقد جاءت باختلاف كثير وطرق مختلفة ..
الرابعة: قد صح أيضا قصص لما حدث بعد إسلامه كما ذكرنا أعلاه ..
ويكفينا ما جاء عن ابن مسعود في الصحيح قوله رضي الله عنه وأرضاه: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر ..
ولا داعي أن أكتب عن فضائله وشمائله فهي كثيرة معروفة .. وإنما فقط أحببت أن أذكر أهم وأشهر الروايات في قصة إسلام أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وأرضاه ..
وهذا جهد المقل ودلوه الضعيف ..
وأسأل الله أن يغفر لي الخطأ والزلل ..
وأرجو ممن مر على هذا الممر أن يصحح ما فيه من خطأ، أو يبين لنا فائدة، وأن يدعو لأخيه بظاهر الغيب ليقول الملك له ولك بمثل كما صح في الحديث ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.