[تضعييف حديث: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)]
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[17 - 05 - 09, 06:48 م]ـ
2922]- قال أبو يعلى الموصلي: (حدثنا أبو بكر حدثنا زيد بن الحباب عن علي بن مسعدة حدثنا قتادة عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
[2922]-[منكر]: أخرجه الترمذي [2499]، وابن ماجه [4251]، وأحمد [198/ 3]،وعنه المزي في تهذيبه [131/ 21]،والحربي في غريب الحديث [719/ 2]، وابن أبي شيبة [34216]، وعبد بن حميد في المنتخب [رقم 1197]، وابن حبان في المجروحين [111/ 2]، والحاكم [272/ 4]،وابن عساكر في التوبة [رقم 01]، والكلاباذي في بحر الفوائد [رقم 326]، وغيرهم من طرق عن زيد بن الحباب عن علي بن مسعدة عن قتادة عن أنس به ... وزاد أحمد وحده: (ولو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى لهما ثالثًا، و لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب).
قال الترمذي: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن مسعدة عن قتادة).
قلت: وقد تُوبع عليه زيد بن الحباب عن علي بن مسعدة: تابعه مسلم بن إبراهيم الفراهيدي عند الدرامي [2727]، والبيهقي في الشعب [5/ رقم 7127]، وابن مردويه في جزء من أحاديث ابن حيان [رقم 133]، وابن عدي في الكامل [207/ 5]، وابن الشجري في الأمالي [1/ 198/طبعة عالم الكتب]، والروياني في مسنده [2/رقم/1366/طبعة مؤسسة قرطبة]، وغيرهم.
والحديث: قال عنه الحافظ في بلوغ المرام [8/ 265/مع سبل السلام / طبعة دار ابن الجوزي]: (سنده قوي!!) ومثله قال ابن الديبع الشيباني في مكفرات الذنوب [ص3]، وفي (تمييز الطيب من الخبيث) كما في كشف الخفاء [964/ 2]، وتابعهما الشيخ الحوت في أسني المطالب [ص 217]، وكذا حسن سنده الإمام الألباني وجماعة من المتأخرين!!
وقبلهم قد سبقهم الحاكم وقال عقب روايته: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)! كذا قال! وتعقبه الذهبي قائلاً: (علي بن مسعدة لين).
قلت: وبه أعل العراقي هذا الحديث في المغني [16/ 4]، فقال: (قلت: فيه علي بن مسعدة ضعفه البخاري).
وقال الشرف المناوي في (أماليه): (حديث فيه ضعف!!) كما في فيض القدير [16/ 5].
قلتُ: ومداره علي علي بن مسعدة الباهلي، وقد وثقه أبو دواد الطيالسي، وقال ابن معين: (صالح) وفي رواية قال: (ليس به بأس في البصريين) وكذا مشَّاه أبو حاتم الرازي، لكن قال عنه البخاري في تاريخه [294/ 6]: (فيه نظر!!) وهذا جرح شديد عنده غالبًا!! بل قال الحافظ الذهبي: (وقل أن يكون عند البخاري رجل (فيه نظر) إلا وهو متهم!!) راجع ترجمة عثمان بن فائد من ميزان الاعتدال [52/ 3]، وضعفه أبو داود والنسائي وغيرهما!!
وقد ساق له ابن عدي هذا الحديث في ترجمته من الكامل [207/ 5]، ثم قال: (ولعلي بن مسعدة غير ما ذكرت عن قتادة، وكلها غير محفوظة!!).
وذكره ابن حبان في المجروحين [111/ 2]، وقال: (كان ممن يخطئ علي قلة روايته؛ وينفرد بما لا يتابع عليه؛ فاستحق ترك الاحتجاج به بما لا يوافق الثقات من الأخبار
... ) ثم ساق له هذا الحديث مع آخر!!
وأقول: الرجل إلى الضعف أقرب، ومثله لا يحتمل تفرده عن مثل قتادة أصلاً!! وإلي هذا أشار الترمذي بقوله عقب روايته: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن مسعدة عن قتادة) وقال البيهقي عقب روايته: (تفرد به علي بن مسعدة).
وقتادة حافظ كبير، وهو مُكثرٌ حديثًا وأصحابا؛ فإذا انفرد عنه مثل علي بن مسعدة برواية لم يتابعه عليها أحد من أصحاب قتادة، ولا تُعرف إلا من طريقه!! لا تكون إلا مردودة عليه؛ ومنبوذة إليه! وأين كان أصحاب قتادة أو بعضهم عن مثل تلك الطريق الفائدة؟!
وقد رأيتُ: أبا أحمد الحاكم قد أخرج هذا الحديث في الأسامي والكنى (4/ 81) ثم قال: (هذا حديث منكر لا يتابع عليه علي بن مسعدة، وله من هذا الضرب أحاديث عن قتادة رواها عنه الثقات).
¥