قَالَ ابْنُ سَعْدٍ «الطَّبَقَاتُ» (6/ 128): أَبُو خَالِدٍ الْوَالِبِيُّ وَوَالِبَةُ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ. رَوَى عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ وَافِدَاً إِلَى عُمَرَ وَمَعَي أَهْلِي، فَنَزَلْتُ مَنْزِلاً فَرَفَعْتُ صَوْتِي بِالْقُرْآنِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ فِطْرٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَنَحْنُ قِيَامٌ نَنْتَظِرُهُ لِيَتَقَدَّمَ، فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكُمْ سَامِدِينَ.
وَقَالَ (6/ 9): أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ قال حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي خَالِدٍ مِنْ أَصْحَابِ عُمَرَ قَالَ: وَفَدْنَا إِلَى عُمَرَ، فَأَجَازَنَا، فَفَضَّلَ أَهْلَ الشَّامِ عَلَيْنَا فِي الْجَائِزَةِ، فَقُلْنَا: يَا أَمِيْرَ الْمؤْمِنِينَ؛ أَتُفَضِّلُ أَهْلَ الشَّامِ عَلَيْنَا!، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَجَزِعْتُمْ أَنْ فَضَّلْتُ أَهْلَ الشَّامِ عَلَيْكُمْ لِبُعْدِ شُقَّتِهِمْ، لَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ.
قُلْتُ: وَفِيمَا أَوْرَدْنَاهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ رِوَايَتَهُ عَنْ عُمَرَ مُرْسَلَةٌ.
وَرَوَى كَذَلِكَ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ فَأَكْثَرَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُقَرِّنٍ.
رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَزَائِدَةُ بْنُ نَشِيطٍ، وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، ومَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ، وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ. قَالَ أبُو حَاتِم: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَاحْتَجَّ بِحَدِيثِهِ.
قُلْتُ: وَخَالَفَ الْجَمَاعَةَ: أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، فَجَعَلَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفَاً، وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (7/ 126/34699): حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ زَائِدَةَ بْنِ نَشِيطٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: إنَّ اللهَ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي، فَذَكَرَهُ.
قٌلْتُ: وَهَذَا لا يُعِلُّ الْمَرْفُوعَ لِوَجْهَيْنِ:
[الأَوَّلُ] اتِّفَاقُ ثَلاثَةٍ مِنَ الثِّقَاتِ الأَثْبَاتِ عَلَى رَفْعِهِ.
[الثَّانِي] أنَّهُ إِذَا ثَبَتَ سَمَاعُ أَبِي هُرَيْرَةَ لَهُ مِنَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلا يَضُرُّهُ رِوَايَتُهُ إِيَّاهُ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ.
وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ.
قَالَ الْحَاكِمُ (4/ 362): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ ثَنَا سَلاَّمُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ رَبُّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأْ قَلْبَكَ غِنًى وَأَمْلأْ يَدَيْكَ رِزْقَاً، يَا ابْنَ آدَمَ لا تَبَاعَدْ مِنِّي فَأَمْلأْ قَلْبَكَ فَقْرَاً، وَأَمْلأْ يَدَيْكَ شُغْلاً».
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ»، وَأَقَرَّهُ الذَّهَبِيُّ وَالأَلْبَانِيُّ.
قُلْتُ: بَلْ إِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ مَقْلُوبٌ، فَإِنَّ سَلاَّمَ بْنَ أَبِي مُطِيعٍ لَمْ يُدْرِكْ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ الْمزِّنِيَّ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ، بَيْنَهُمَا رَجُلٌ لا مَحَالَةَ. وَثَانِيَةٌ أَغْرَبُ مِنْ سَابِقَتِهَا: أَنَّهُمْ لَمْ يَذْكُرُوا لِحَفْصِ بْنِ عُمَرَ الْحَوْضِيِّ رِوَايَةً عَنْ سَلاَّمِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ!.
وَقَدْ أَبَانَ عِلَّةَ الْحَدِيثِ، وَكَشَفَ عَوْرَتَهُ مَا:
¥