تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

، إعلام بأن تسميته المملوكة: أمة غير محرمة تحريم الأشياء التي من تقدم عليها كان لربه عاصيا، وبتقدمه آثما، صح ما قلنا في ذلك، وكان ذلك نظير نهيه عليه السلام، عن أكل لحم الضب وتركه آكليه إذ أكلوه بمحضر منه على مائدته، على ما قد تقدم بياننا قبل

وظهر ان الحديث صحيح جاء موقوفا ومرفوعا

وقال العلامة الالباني في السلسلة الصحيحة

" لا يقولن أحدكم عبدي، فكلكم عبيد الله و لكن ليقل: فتاي و لا يقل العبد ربي و لكن ليقل: سيدي ".

أخرجه مسلم (7/ 46 - 47) عن جرير و أحمد (2/ 496) حدثنا ابن نمير حدثنا الأعمش و يعلى - ثلاثتهم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا به.

ثم ساقه مسلم من طريق أبي معاوية الحديث. و حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا وكيع كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد و في حديثهما زيادة بلفظ: " و لا يقل العبد لسيده مولاي ". و زاد أبو معاوية على وكيع: " فإن مولاكم الله عز وجل ". و في ثبوت هذه الزيادة و ما قبلها نظر بينه الحافظ في " الفتح " بقوله: " بين مسلم الاختلاف في ذلك على الأعمش و أن منهم من ذكر هذه الزيادة و منهم من حذفها. و قال عياض: حذفها أصح. و قال القرطبي: المشهور حذفها. قال: و إنما صرنا إلى الترجيح للتعارض مع تعذر الجمع و عدم العلم بالتاريخ. انتهى

و مقتضى ظاهر هذه الزيادة أن إطلاق السيد أسهل من إطلاق المولى، و هو خلاف المتعارف، فإن المولى يطلق على أوجه متعددة منها الأسفل و الأعلى و السيد لا يطلق إلا على الأعلى، فكان إطلاق " المولى " أسهل و أقرب إلى عدم الكراهية و الله أعلم ".

و أقول: لا مجال للطعن في رواة هذه الزيادة عن الأعمش و هما أبو معاوية @و اسمه محمد بن خازم - و أبو سعيد الأشج، و اسمه عبد الله بن سعيد، فإن كليهما ثقة من رجال الشيخين لا مطعن فيهما، لكن قد خالفهما كما سبق جرير و هو ابن عبد الحميد و ابن نمير و اسمه عبد الله و يعلى و هو ابن عبيد الطنافسي و ثلاثتهم ثقة محتج بهم عند الشيخين أيضا، فيتردد النظر بين ترجيح روايتهم على رواية الثقتين لكونهم أكثر و بين ترجيح روايتهما على روايتهم لأن معهما زيادة و زيادة الثقة مقبولة و كان اللائق بالناظر أن يقف عند هذا دون أي تردد لولا ثلاثة أمور

: الأول: أن الحديث رواه أحمد (2/ 444): أنبأنا وكيع عن الأعمش به دون الزيادة. فقد خالف الإمام أبا سعيد الأشج، و هو أحفظ منه.

الثاني: أن الحديث أخرجه مسلم و البخاري في " الأدب المفرد " (209 و 210) و أحمد (2/ 423 و 444 و 463 و 484 و 491 و 508) و غيرهم من طرق أخرى عن أبي هريرة دون الزيادة و يأتي ذكر بعض ألفاظهم.

الثالث: أن همام بن منبه قال حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يقل أحدكم اسق ربك أطعم ربك وضىء ربك و لا يقل أحدكم ربي و ليقل سيدي، مولاي و لا يقل أحدكم عبدي أمتي و ليقل: فتاي، فتاتي، غلامي ". أخرجه البخاري (3/ 124) و مسلم و أحمد (2/ 316). فزاد في هذه الرواية " مولاي "، و لفظ أحمد: " و مولاي " و هذه الزيادة تخالف الزيادة الأولى مخالفة لا يمكن التوفيق بينهما إلا بالترجيح كما سبق عن القرطبي و هذه أرجح لعدم المعارض.

الرابع: أنه ثبت في الحديث: " السيد الله " و لم يثبت في الحديث المرفوع أن@ " المولى " هو الله، فإذا جاز اطلاق لفظ " السيد " على سيد العبد، فمن باب أولى أن يجوز إطلاق لفظ " المولى " عليه، لاسيما و هو يطلق على الأدنى أيضا كما تقدم في كلام الحافظ، فهذا النظر الصحيح مع الأمور الثلاثة التي قبلها تجعلنا نرجح رواية الثلاثة الثقات على رواية الثقتين اللذين تفردا بهذه الزيادة، فكان لابد من الترجيح و مما لا شك فيه أن اجتماع هذه الأمور الأربعة مما لا يفسح المجال للتردد المذكور بل نقطع بها أن الزيادة التي تفرد بها الثقتان شاذة فلا تثبت. و الله أعلم.

الحمد لله على ما أنعم به علينا

أبي حفص المسندي الأثري

عفا الله عنه وعن والديه

[email protected]

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير