وَمِنْ ذَلِكَ _ أيضاً _ مَا أَخْرَجَهُ الخَطِيبُ البغداديُّ في " تاريخِ بغدادَ " (4/ 108) و (11/ 207)، والبيهقيُّ في " شُعبِ الإِيمانِ " (2/ 368 _ رقم:2074) مِنْ طَرِيقِ بشرِ بنِ موسى، حدَّثنا عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ _ شَيْخٌ لَهُ _؛ قَالَ: سمعتُ بشرَ بنَ الحارثِ يقولُ: حدَّثنا يحيى بنُ اليمانِ، عَنْ سفيانَ، عَنْ حبيبِ بنِ أبي عمرةَ؛ قَالَ: إِذَا خَتَمَ الرَّجُلُ القُرآنَ قَبَّلَ مَلَكٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ. قَالَ بشرُ بنُ مُوسَى: قَالَ لِي عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أحمدَ بنَ حنبلٍ؛ فَقَالَ: لَعَلَّ هَذَا مِنْ مُخَبَّآتِ سفيانَ، وَاسْتَحْسَنَهُ جِدّاً.
أقولُ: مَعْنَى: (اسْتَحْسَنَهُ جِدّاً)، أَيْ: اسْتَغْرَبَهُ جِدّاً.
وَمِنْ ذَلِكَ _ أيضاً _ مَا أَخْرَجَهُ الدَّارميُّ في " مسندِهِ " (رقم:3483) قَالَ: حدَّثنا محمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ، حدَّثنا هارونُ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مصعبِ بنِ سعدٍ، عَنْ سعدٍ؛ قَالَ: إِذَا وَافَقَ خَتْمُ القُرآنِ أَوَّلَ اللَّيلِ؛ صَلَّتْ عَلَيْهِ الملائكةُ حتَّى يُصْبِحَ، ... الخ. قَالَ الدَّارميُّ: هَذَا حَسَنٌ عَنْ سعدٍ.
أقولُ: بَلْ هُوَ ضَعِيفٌ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الدَّارميَّ أَرَادَ بِالحُسْنِ الغَرَابَةَ والنَّكَارَةَ؛ فَإِنَّ في إِسنادِهِ محمَّدَ بنَ حُميدٍ وَهُوَ: ابنُ حيَّانَ الرَّازيُّ، وَهُوَ وَاهٍ، وَلَيْثاً وَهُوَ: ابنُ أبي سليمٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ _ أيضاً _.
أَمَّا قَوْلُ المُبَارَكْفُورِيُّ في " تحفةِ الأحوذيِّ " (5/ 93): " فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ حَسَّنَ التِّرمذيُّ هَذَا الحَدِيثَ مَعَ الحُكْمِ عَلَيْهِ بِأَنَّ إِسْنَادَهُ لَيْسَ بِمُتَّصِلٍ؟. قُلْتُ: الظَّاهِرُ أَنَّهُ حَسَّنَهُ بِتَعَدُّدِ طُرُقِهِ ".
أقولُ: كَيْفَ أَرَادَ تَعَدُّدَ الطُّرُقِ، وَمَدَارُ الحَدِيثِ عَلَى أبي جعفرٍ البَاقِرِ؟!، وَإِنْ حَسَّنَهُ التِّرمذيُّ بِسَبَبِ الشَّوَاهِدِ، فَشَوَاهِدُهُ _ أيضاً _ لاَ تَرْقَى لأَنْ يَعْضُدَ بَعْضُهَا بَعْضاً، كَمَا سَيأْتِي بَيَانُهُ.
ثانياً: حَدِيثُ أنسِ بنِ مالكٍ t
أَخْرَجَهُ أبو بشرٍ الدُّولابيُّ في " الذُّرِّيَّةِ الطَّاهرةِ " (رقم: 147)، والبزَّارُ في " مسندِهِ " (2/ 74 _ رقم:1238، كشف الأستار)، والطَّبرانيُّ في " المعجمِ الكبيرِ " (3/ 29 _ رقم:2575)، و " المعجمِ الأوسطِ " (1/ 46 _ رقم: 127)، والبيهقيُّ في " السُّننِ الكُبرى " (9/ 299 _ رقم: 19054) _ واللَّفظُ لهُ _ مِنْ طَرِيقِ عبدِ اللَّهِ بنِ لَهِيعَةَ، حدَّثني عُمَارَةُ بنُ غَزِيَّةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بنِ أبي عبدِ الرَّحمنِ، عَنْ أنسِ بنِ مَالِكٍ t ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e أَمَرَ بِرَأْسِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ ابْنَيْ عليِّ بنِ أبي طَالِبٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ _ يومَ سَابِعِهِمَا فَحُلِقَا، ثُمَّ تَصَدَّقَ بِوَزْنِهِ فِضَّةً، وَلَمْ يَجِدْ، أَوْ لَمْ يَجِدْ ذِبْحاً.
وجَاَءَ لَفْظُهُ عِنْدَ البزَّارِ: " أَمَرَ بِرَأْسِ الحَسَنِ _ أَوِ الحُسَيْنِ _ يومَ سَابِعِهِ أَنْ يُحْلَقَ، وَيُتَصَدَّقَ بِوَزْنِهِ فِضَّةً ".
وجَاءَ عِنْدَ الدُّولابيِّ: " أَمَرَ بِرَأْسِ حَسَنٍ _ أَوْ حُسَيْنٍ _ يومَ سَابِعِهِ فَحُلِقَ، ثُمَّ تَصَدَّقَ بِوَزْنِهِ فِضَّةً، وَلَمْ يَجِدْ ذِبْحاً ".
قَالَ البيهقيُّ: " وَلَيْسَ بِمَحْفُوظٍ ".
أقولُ: وَهُوَ كَمَا قَالَ _ رحمهُ اللَّهُ تَعَالى _؛ فَهَذَا مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بنُ لَهِيعَةَ، وَهُوَ وَإِنْ كَانَ صَدُوقاً، إِلاَّ أَنَّهُ سَاءَ حِفْظُهُ بِسَبَبِ اخْتِلاَطِهِ، وَقَدْ سَلَكَ في هَذَا الحَدِيثِ الجَادَّةَ، فَرَبِيعَةُ بنُ أبي عبدِ الرَّحمنِ عَنْ أنسِ بنِ مَالِكٍ جَادَّةٌ مَطْرُوقَةٌ مَسْلُوكَةٌ، والمحفوظُ عنْ رَبِيعَةَ بنِ أبي عبدِ الرَّحمنِ هُوَ مَا تَقدَّمَ عَنْهُ سَابِقاً _ في رِوَايَةِ الإِمَامِ مَالِكٍ عَنْهُ في " الموطإ " _، حَيْثُ رَوَاهُ عَنْ أبي جعفرٍ البَاقِرِ، لاَ عَنْ أنسِ بنِ مالكٍ t ، وَأَمَّا قَوْلُ الهَيْثَمِيِّ في " مجمعِ الزَّوائدِ " (4/ 89 _ رقم
¥