تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأخ الكريم الفارس البكري جزاك الله خيرا، وحبذا لو يبينا لنا بعض الإخوة ممن بلوا هذه الطبعة زيادة لأن هذا الموضع الذي ذكرت ـ مع شناعته ـ إلا أنه لا يعطي صورة واضحة،وحكم كلي.

الأخ الفاضل أبا زرعة:

سؤالك الأول: ليس لدي زيادة عمّا ذكره مترجموه كابن الصلاح والذهبي والسيوطي، وأظنه نقل عن الحاكم أيضا، وقد فرقوا بينهما، والعلم عند الله.

ولا أدري ما هي حجة الشيخ مشهور في ذلك، فلم أطلع على كلامه.

والسؤال الثاني: قصة عرض مسلم كتابه على أبي زرعة ... الخ

فيها نظر، وأصح منها إنكاره على مسلم، وغيره تأليف الصحيح، وكذا قد ضعف أبو زرعة بعض الأحاديث في مسلم، مع ما إنكاره هذا.

الترمذي وابن ماجه ومسلم في طبقة واحدة، وإن كان مسلم أكبر منهم بيسير لكنهم متشاركون في كثير من الشيوخ.

وشرط مسلم في كتابه يحجزه عن الرواية عن بعض الضعفاء الذين يعلوا ببعض رواياتهم خصوصا إذا لم تكن معروفة من رواية الثقات.

فالترمذي له ثلاثي واحد رواه عن إسماعيل بن موسى عن عمر بن شاكر عن أنس .. وعمر ضعيف.

واستغربه الترمذي.

وأما ابن ماجه فعنده خمس ثلاثيات كلها من طريق جبارة بن المغلس عن كثير بن سليم عن أنس، وجبارة وكثير: ضعيفان، وساقها ابن عدي على ما أذكر في الكامل.

وإشكالك الأخير لم يتبين لي مرادك تماما

لكن الأحاديث التي على فيها شيخه البخاري هي التي خرجها ابن حجر في عوالي مسلم، وهي في الأحاديث، وقد تكون عند البخاري من طرق أخرى أعلى.

وأما تخريج مسلم عن هؤلاء الضعفاء فمعناه أن يكون الحديث مشهورا بين الناس من طرق، ولو خرجه مسلم مثلا من طريق ثقة فربما كان عنده سداسيا، وإن خرجه من طريق قطن، وأسباط صار خماسيا .. وهكذا ..

فالحديث عنده، وعند الناس من طرق ثابتة، وإنما خرجه عن هؤلاء للعلو مع ثبوته وشهرته.


وهذا مثال لعلو مسلم على البخاري: روى مسلم حديثا عن:
أحمد بن حنبل عن معتمر عن كهمس عن ابن بريدة عن بريدة أنه قال: غزا مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ست عشرة غزوة

ورواه البخاري عن:

أحمد بن الحسن عن أحمد بن حنبل عن معتمر عن كهمس عن ابن بريدة عن بريدة بمثله.
فالبخاريِّ في هذا الحديث نزل، وعلى عليه مسلم، وإلا البخاري قد سمع من أحمد قبل مسلم.

فهنا البخاري كأنه رواه عن مسلم!

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[09 - 09 - 04, 07:42 م]ـ
شيخنا: قلتم: (قصة عرض مسلم كتابه على أبي زرعة ... الخ، فيها نظر)؛ فمن تكلم فيها؟!

وقلتم - بارك الله فيكم -: (وإشكالك الأخير لم يتبين لي مرادك تماما)؛ ومرادي: أن الإمام مسلم اعتذر عن إخراجه لمثل قطن ... أنه يريد بذلك العلو، وأعلى شيءٍ في صحيحه رباعي؛ ومن في طبقته عندهم ثلاثيات، فلماذا لم يخرج ولا ثلاثياً واحداً، وكما تعلم يوجد ثلاثيات في البخاري، فالسؤال: لماذا لم يخرج مسلم ثلايات في صحيحه مع إمكان ذلك؟!

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 09 - 04, 11:36 م]ـ
حبيبنا، وأخونا الفاضل:
لا أعرف أحدا من العلماء ضعفها.
وقصة عرض مسلم صحيحه على أبي زرعة ... ذكرها ابن الصلاح، وعنه النووي، والذهبي والسيوطي وغيرهم .. وكلهم ذكروها عن مكي بن عبدان عن مسلم، معلقة، ولم أرها مسندة.

وأصح منها ما ذكره البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة 2/ 674، وعنه الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 272
قال البرذعي: شهدت أبا زرعة ذكر كتاب الصحيح الذي ألفه مسلم بن الحجاج ثم الفضل الصائغ على مثاله فقال لي أبو زرعة: هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه، فعملوا شيئا يتشوفون به ألفوا كتابا لم يسبقوا إليه ليقيموا لأنفسهم رياسة قبل وقتها، وأتاه ذات يوم وأنا شاهد رجل بكتاب الصحيح من رواية مسلم فجعل ينظر فيه فإذا حديث عن أسباط بن نصر، فقال لي أبو زرعة: ما أبعد هذا من الصحيح يدخل في كتابه أسباط بن نصر، ثم رأى في الكتاب قطن بن نسير، فقال لي: وهذا أطم من الأول قطن بن نسير وصل أحاديث عن ثابت جعلها عن أنس، ثم نظر فقال: يروي عن أحمد بن عيسى المصري في كتابه الصحيح!
قال لي أبو زرعة: ما رأيت أهل مصر يشكون في أن أحمد بن عيسى وأشار أبو زرعة بيده إلى لسانه كأنه يقول: الكذب، ثم قال لي يحدث عن أمثال هؤلاء، ويترك عن محمد بن عجلان، ونظرائه، ويطرق لأهل البدع علينا فيجدون السبيل بأن يقولوا لحديث إذا احتج عليهم به: ليس هذا في كتاب الصحيح، ورأيته يذم وضع هذا الكتاب، ويؤنبه.
فلما رجعت إلى نيسابور في المرة الثانية ذكرت لمسلم بن الحجاج إنكار أبي زرعة عليه روايته في هذا الكتاب عن أسباط بن نصر وقطن بن نسير وأحمد بن عيسى، فقال لي مسلم: إنما قلت: صحيح، وإنما أدخلت من حديث أسباط وقطن وأحمد ما قد رواه الثقات عن شيوخهم، إلا أنه ربما وقع إلي عنهم بارتفاع، ويكون عندي من رواية من هو أوثق منهم بنزول، فاقتصر على أولئك وأصل الحديث معروف من رواية الثقات ... الخ
ومما يؤيد ذلك أيضا وجود أحاديث أنكرها أبو زرعة ـ كما في العلل لأبن أبي حاتم ـ وهي في صحيحه.

اعتذار مسلم إخراج حديث قطن و .. يريد به العلو لذاك الحديث الذي لو رواه من غير طريقه لزاد رجلا أو أكثر.
ومسلم لم يتيسر له ـ حسب علمي ـ حديث ثلاثي يصلح لكتابه، مثلما فعل بأحاديث قطن، وأحمد .. الخ
والله أعلم.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير