أ- دراسة رواية أبي بكر بن نافع:
اختُلف عنه وعن بعض الرواة عنه في اسم شيخه:
فاتفق: عبدالله بن عبدالوهاب، وأبو قطن عمرو بن الهيثم، وأسد بن موسى، وقتيبة، ومحمد بن الصباح، ويحيى بن يحيى= على تسمية شيخه: محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم،
واتفق: أبو معمر القطيعي، ونعيم بن حماد= على تسمية شيخه: أبي بكر بن عمرو بن حزم،
واختُلف عن:
- أبي عامر العقدي:
* فقال إسحاق بن راهويه عنه: عن أبي بكر بن عمرو بن حزم،
* وقال إبراهيم بن مرزوق: عن محمد بن أبي بكر بن حزم.
وإسحاق بن راهويه إمام حافظ، وإبراهيم بن مرزوق من الثقات، لكن قال الدارقطني: (ثقة، إلا أنه كان يخطئ، فيقال له، فلا يرجع) ([6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn6)). فرواية ابن راهويه أرجح.
- واختُلف عن سعيد بن منصور:
* فقال صالح بن عبدالرحمن بن عمرو بن الحارث عنه: عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم،
* وقال أبو عبدالله -لعله: محمد بن وضاح-: عن أبي بكر بن عمرو بن حزم.
وإن صح أن أبا عبدالله هو محمد بن وضاح، فإنه من الحفاظ الثقات، وأما صالح بن عبدالرحمن؛ فقال فيه ابن أبي حاتم: (سمعت منه بمصر ومحله الصدق) ([7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn7))، فرواية محمد بن وضاح أصح.
وإلا يصح ذلك؛ فالأمر محل توقُّف، حتى يتبين الراوي الثاني عن سعيد بن منصور.
- واختلف عن سعيد بن عبدالجبار:
* فقال الحسن بن سفيان: عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم،
* وقال أبو يعلى الموصلي: عن أبي بكر بن عمرو بن حزم،
* وقال محمد بن الحسن البصري: عن عبدالله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم.
وقد قرن الحسنُ بن سفيان سعيدَ بن عبدالجبار بقتيبة ومحمد بن الصباح، وهذان يرويانه بذكر محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، وقرن الروايات محل خطأ؛ فلعل الحسن بن سفيان حمل رواية سعيد بن عبدالجبار على روايتهم، وقد فَصَلَها أبو يعلى الموصلي -وهو حافظ-، فبيَّن أنها عن أبي بكر بن عمرو بن حزم.
وأما رواية محمد بن الحسن البصري؛ فلم أتبينه، إلا أن يكون محمد بن الحسن بن علي بن بحر، وهذا قال فيه ابن المقرئ: (الشيخ الصالح) ([8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn8))، ولم أجد فيه جرحًا ولا تعديلاً.
والظاهر أن روايته خطأ، ولم يأتِ لعبدالله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم ذكرٌ في هذا الحديث إلا في روايته، ورواية أبي يعلى أصح وأرجح.
وبهذا ينضاف أبو عامر العقدي، وسعيد بن عبدالجبار، وسعيد بن منصور -على احتمال- إلى من رواه بذكر أبي بكر بن عمرو بن حزم -والد محمد-.
ولم يُختَلَف عن يحيى بن مسلمة في جعله شيخَ أبي بكر بن نافع: أبا الرجال محمد بن عبدالرحمن بن حارثة، وهو ابن عمرة بنت عبدالرحمن.
# الترجيح:
أما رواية يحيى بن مسلمة، فهي خطأ واضح؛ لأن الناس يختلفون بين محمد بن أبي بكر وأبيه، وأما ذكر أبي الرجال؛ فقد انفرد به يحيى، وقد قال فيه العقيلي: (حدث بمناكير) ([9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn9)).
وخطَّأه الطحاوي، فقال: (فكان في هذا الحديث مكانَ محمدِ بن أبي بكر -فيما رويناه قبله-: أبو الرجال، وقد خالف يحيى هذا فيه: أبو عامر، وسعيدُ بن منصور، وأسدُ بن موسى، وعبدُالله بن عبدالوهاب الحجبي= فذكروا أنه عن محمد بن أبي بكر، وأربعةٌ أولى بالحفظ من واحد) ([10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn10)).
وأما الرواة الآخرون، فليس الأمر كما مشَّاه الطحاوي من أن المحفوظ: ذكر محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، فقد اختلف الرواة فيه على وجهين، وفي رواة كلا الوجهين ثقات وأثبات؛ كقتيبة، وأبي قطن، وأبي معمر القطيعي، وأبي عامر العقدي، وغيرهم.
وشيخ الجميع الذي اختُلف فيه: أبو بكر بن نافع، نسب مدينيًّا، وقال سعيد بن منصور وأسد بن موسى: مولى العمريين، وقال قتيبة ومحمد بن الصباح: العمري، وقال نعيم بن حماد: مولى ابن عمر، لكن خالفه أبو معمر القطيعي وعبدالله بن عبدالوهاب الحجبي، فقال الأول: مولى آل زيد بن الخطاب، وقال الثاني: مولى زيد بن الخطاب، وهذا أصح وأرجح.
وثمرة هذا: التفريق بينه وبين أبي بكر بن نافع -مولى ابن عمر، الذي أبوه الراوي المشهور-.
فالتفريق بينهما من وجوه:
¥