تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - اتفاق راويين ثقتين عليه. قال الطحاوي: (فاحتمل أن يكون أبو بكر هذا هو أبو بكر بن نافع مولى عبدالله بن عمر، الذي حدث عنه مالك بن أنس، فإن كان كذلك فهو رجل مقبول الرواية، فنظرنا في ذلك، فوجدنا محمد بن سليمان الباغندي قد حدثنا، قال: حدثنا عبدالله بن عبدالوهاب الحجبي ... )، ثم ساق روايته، ثم قال: (فعقلنا بذلك أنه غير أبي بكر بن نافع الذي روى عنه مالك، وأنه في الحقيقة مولى زيد بن الخطاب، لا مولى عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-) ([11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn11)).

2- كون أبي بكر بن نافع مولى ابن عمر متقدمًا؛ إذ يروي عنه مالك بن أنس وغيره من القدماء، وأما أبو بكر بن نافع مولى زيد بن الخطاب؛ فإنه متأخر عنه، ويروي عنه من ذُكر من طبقة مشيخة الشيخين وأصحاب السنن. قال ابن حزم: (وليس هو أبا بكر ابن نافع مولى ابن عمر، ذلك عالٍ ثقة، وهذا متأخر) ([12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn12))، وقال الذهبي بعد تعداد شيوخ الاثنين وتلاميذهما: (تبرهن لي أن الأول من جيل الأعمش، وأن الثاني من جيل هشيم) ([13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn13)).

وقد فرق بينهما البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان أيضًا ([14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn14)).

وإذا ثبت ذلك؛ فأبو بكر بن نافع مولى زيد بن الخطاب -راوي هذا الحديث- فيه ضعف شديد، قال ابن معين: (ليس بشيء)، وقال أبو زرعة الرازي: (أبو بكر بن نافع صاحب حديث عائشة: «أقيلوا ذوي الهيئات» = ضعيف)، وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يُرغَب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم، وقال أبو أحمد الحاكم: (ليس بالقوي عندهم) ([15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn15)).

وإلى هذا الضعف الذي ضعَّفه به بعض الأئمة، ونقله بعضهم عن مجموع الأئمة= فقد قال أبو داود فيه: (لم يكن عنده إلا حديث واحد: «أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم») ([16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn16))، وأشار إلى ذلك أبو زرعة الرازي في كلمته المنقولة آنفًا.

وكونه ضعيفًا بتلك الدرجة، مع كونه لا يروي إلا هذا الحديث= دليلٌ على أن حديثَه منكرٌ عند الأئمة، ولم يضعِّفوه إلا بسببه، والأئمة إنما يضعِّفون الرواة بنكارة أحاديثهم، وأخطائهم، فكيف إذا كان كل ما عند الراوي حديثٌ واحد فقط؟

قال ابن حجر: (وقد نصَّ أبو زرعة على ضعفه في هذا الحديث) ([17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn17)).

فكيف وقد اضطرب فيه، فقد سبق أن الأثبات يروونه عنه على وجهين مختلفين، فمرة يذكر أن شيخه: أبو بكر بن عمرو بن حزم، ومرة يذكره أنه: محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم.

ولا يبعد أن منشأ الاختلاف عن الرواة عنه: أبو بكر بن نافع نفسه.

وهذا يزيد ضعف هذا الرجل وروايته إلى ضعفهما.

فالخلاصة: أن هذه الرواية منكرة مضطربة.

ب- دراسة رواية عبدالملك بن زيد:

رواه عنه: عبدالرحمن بن مهدي، وابن أبي فديك، عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة، مرفوعًا.

إلا أن جعفر بن مسافر ومحمد بن سليمان الأنباري في روايتيهما عن ابن أبي فديك لم يذكرا (عن أبيه)، وقد خالفهما محمد بن عبدالله بن عبدالحكم، ويونس بن عبدالأعلى، وأحمد بن عمرو بن السرح، ورزق الله بن موسى، ورواية هؤلاء بثقتهم واجتماعهم أصح رواية من الاثنين، خاصة أن جعفر بن مسافر صدوق ربما أخطأ ([18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn18))، والأنباري صدوق ([19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn19)).

ثم إن رواية الجماعة عن ابن أبي فديك موافقة لرواية عبدالرحمن بن مهدي عن عبدالملك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير