تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أين هي العلة في هذا الحديث]

ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[15 - 06 - 09, 05:58 م]ـ

في كتاب تهذيب الكمال ذكر أبو الحجاج المزي في ترجمة قتيبة بن سعيد حديث الجمع في غزوة تبوك بسنده المتصل إلى قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عن معاذ بن جبل رضي الله عنه.

ثم أورد رحمه الله تعليق الحاكم عليه فقال:

قال الحاكم أبو عبد الله: هذا حديث رواته أئمة ثقات، و هو شاذ الإسناد و المتن، ثم لا نعرف له علة نعلله بها. فلو كان الحديث عند الليث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل لعللنا به الحديث. و لو كان عند يزيد بن أبي حبيب عن أبي الزبير لعللنا به. فلما لم نجد العلتين خرج عن أن يكون معلولا.

فما سبب تحديد علة الحديث بإضافة أبي الزبير إلى السند؟

هل يعود ذلك إلى عنعنته؟

أفيدونا بارك الله فيكم.

ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[15 - 06 - 09, 06:53 م]ـ

المقصود، والله تعالى أعلم بالصواب، أنه لو وجد الحديث من رواية الليث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل أو يزيد بن أبي حبيب عن أبي الزبير لكان ذلك أشبه بالصواب ولصلح أن يعلل به الطريق الأول الذي تفرد به قتيبة فيكون بذلك معلولا للمخالفة لأن الرواية المحفوطة هي رواية أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ، لكن لما لم يجد بعُدَ أن يكون معلولا عند الحاكم ولكن يكون شاذا وذلك أن الحاكم رحمه الله يفرق بين الشاذ والمعلول من حيث الغموض فالشاذ عنده أغمض.

ذكر الشيخ حمزة المليباري حفظه الله في كتابه الحديث المعلول قواعد وضوابط ص 44: ولعل القارئ استفاد مما سبق من النصوص أن التفرد من أهم الوسائل التي يتم بها الكشف عن العلة وأنه من أغمض ما يكون في مجال التعليل، وإن كان ما تفرد به الضعيف ظاهرا وواضحا في كونه معلولا فإن تعليل ما تفرد به الثقة قد لا يقنع كثيرا من الناس الذين لا يسلمون لهم التعليل بالمخالفة.

كما وقع ذلك في حديث قتيبية بن سعيد حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل زيغ الشمس أخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر …الحديث.

رواة هذا الحديث كلهم أئمة ثقات بل روى عن قتيبة موسى بن هارون وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني وابن معين والنسائي وغيرهم من الأئمة، ومع ذلك فالحديث غير ثابت عن الليث، وقد أعله النقاد بأن قتيبة تفرد به عن الليث، واستبعده كثير من الناس لأن قتيبة إمام معروف، ولم يقنعهم ما قاله الإمام البخاري:

" قلت لقتيبة بن سعيد: مع من كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل؟ فقال: كتبته مع خالد المدائني ".

قال البخاري: "وكان خالد المدائني يدخل الأحاديث على الشيوخ " (6).

كما لم يرضوا قول الإمام الحاكم في هذا الحديث - وقد ساقه مثالا للحديث الشاذ - وهذا نصه:

هذا حديث رواته ثقات وهو شاذ الإسناد والمتن لا نعرف له علة نعلله بها، ولو كان الحديث عند الليث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل لعللنا به الحديث، ولو كان عند يزيد بن أبي حبيب عن أبي الزبير لعللنا به (7).

ثم نظرنا فلم نجد ليزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل رواية ولا وجدنا هذا المتن بهذه السياقة عند أحد من أصحاب أبي الطفيل ولا عند أحد ممن رواه عن معاذ بن جبل فقلنا: الحديث شاذ.

فأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجبا من إسناده ومتنه، فنظرنا فإذا الحديث موضوع وقتيبة ثقة مأمون (8). اهـ

وذكر في الحاشية برقم 7: يعني بذلك أن الحديث مما تفرد به قتيبة بن سعيد عن الليث، ولو كانت له مخالفة لما ثبت عن الليث أو عن شيخه يزيد بن أبي حبيب لكان إعلاله بها ظاهرا، وقد سبق أن الحاكم يفرق بين الشاذ والمعلول من حيث الغموض في الشاذ والظهور بالأدلة في المعلول.

والله تعالى أعلم

ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[16 - 06 - 09, 01:18 ص]ـ

جزاك الله خيرا على هذا التوضيح

و بارك الله لك في علمك و عمرك

ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[16 - 06 - 09, 01:33 م]ـ

جزاك الله خيرا على هذا التوضيح

و بارك الله لك في علمك و عمرك

وإياك أخي الكريم وفيك بارك الله ورزقني واياك العلم النافع والعمل الصالح

ـ[أبو جعفر]ــــــــ[22 - 06 - 09, 03:53 ص]ـ

راجع الكلام على الحديث في كتاب الموازنة للدكتور حمزة المليباري فقد كفى وشفى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير