يعني أن حديث ابن أبي نجيح كان يرويه عن مجاهد عن علي منقطعاً. وقد رواه ابن المديني وغيره عن ابن عيينة بهذين الإسنادين.
ورواه ابن أبي شيبة وغيره عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح وحده، وذكر في إسناده مجاهداً، وهو وهم.
قال يعقوب بن شيبة: ((كان سفيان بن عيينة ربما يحدث بالحديث عن اثنين فيسند الكلام عن أحدهما، فإذا حدث به عن الآخر على الإنفراد أوقفه أو أرسله.
معقل بن عبيد الله الجزري:
قد سبق قول أحمد: ((أن حديثه عن أبي الزبير يشبه حديث ابن ليهعة)). وظهر مصداق قول أحمد أن أحاديثه عن أبي الزبير مثل أحاديث ابن ليهعة سواء، كحديث اللمعة في الوضوء وغيره.
وقد كانوا يستدلون باتفاق حديث الرجلين في اللفظ:
على أن أحدهما أخذه عن صاحبه.
كما قال ابن معين في
مطرف بن مازن:
إنه قابل كتبه عن ابن جريج ومعمر فإذا هي مثل كتب هشام بن يوسف سواء، وكان هشام يقول: ((لم يسمعها من ابن جريج ومعمر إنما أخذها من كتبي)).
قال يحيى: ((فعلمت أن مطرفاً كذاب)). يعني علم صدق قول هشام عنه.
ومن ذلك:
قول أحمد وأبي حاتم في أحاديث الدراوردي عن عبيد الله ابن عمر: ((إنها تشبه أحاديث عبد الله بن عمر)).
ومن ذلك:
ما ذكره البرذعي قال قال لي أبو زرعة: ((خالد بن يزيد المصري وسعبد بن أبي هلال صدوقان، وربما وقع في قلبي من حسن حديثهما)).
قال وقال لي أبو حاتم: ((أخاف أن يكون بعضها مراسيل عن ابن أبي فروة وابن سمعان)) انتهى.
ومعنى ذلك أنه عرض حديثهما على حديث ابن أبي فروة وابن سمعان فوجده يشبهه، ولا يشبه حديث الثقات الذين يحدثان عنهم، فخاف أن يكون أخذا حديث ابن أبي فروة وابن سمعان ودلساه عن شيوخهما.
ومن ذلك:
أن مسلماً خرج في صحيحه عن القواريري عن أبي بكر الحنفي عن عاصم بن محمد ثنا سعيد المقبري عن ابيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله ـ عزوجل ـ ((ابتلي عبدي المؤمن فإن لم يشكني إلى عوداه أطلقته من إساري، ثم أبدلته لحماً خيراً من لحمه .. )) الحديث.
قال الحافظ أبو الفضل بن عمار الهروي الشهيد رحمه الله: ((هذا حديث منكر، وإنما رواه عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه. وعبد الله بن سعيد شديد الضعف. قال يحيى القطان: ((ما رأيت أحداً أضعف منه)).
ورواه معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد بن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة، وهو يشبه أحاديث عبد الله بن سعيد)) انتهى.
ومن ذلك:
قول ابن المديني في حديث الفضل بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع ـ الذي رواه القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبيه عن عطاء عن الفضل ـ: ((إنه يشبه أحاديث القصاص وليس يشبه أحاديث عطاء بن أبي رباح)).
ومنه: قول أبي أحمد الحاكم:
في حديث علي الطويل في الدعاء لحفظ القرآن: ((إنه يشبه أحاديث القصاص)).
ومن ذلك:
حديث يرويه عمر بن يزيد الرفاء عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما بال أقوام يشرفون المترفين، ويستخفون بالعابدين، ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم، وما خالف أهواءهم تركوه ... )) الحديث.
قال ابن عدي: ((هذا يعرف بعمر بن يزيد عن شعبة، وهو بهذا الإسناد باطل)).
قال العقيلي: ((ليس هذا الحديث أصل من حديث شعبة. قال: وهذا الكلام عندي ـ والله أعلم ـ يشبه كلام عبد الله بن المسور الهاشمي المدايني، وكان يضع الحديث، وقد روى عمرو بن مرة عنه، فلعل هذا الشيخ حمله عن رجل عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن المسور مرسلاً، وأحاله على شعبة)) انتهى.
والأمر على ما ذكره العقيلي رحمه الله.
وقد روى عمرو بن مرة عن ابن المسور المدايني حديثاً آخر أصله مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لما نزل قوله تعالى: فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح .. الحديث)).
فهذا هو أصل الحديث، ثم وصله قوم وجعله له إسناداً موصولاً مع اختلافهم فيه.
¥