قال الدار قطني: ((يرويه عمرو بن مرة، واختلف عنه: فرواه مالك بن مغول عن عمرو بن مرة عن عبيدة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، قاله عبد الله بن محمد بن المغيرة، تفرد بذلك.
ورواه زيد بن أنيسة عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قاله أبو عبد الرحيم عن زيد.
وخالفه يزيد بن سنان فرواه عن زيد عن عمرو بن مرة عن عبد الله ابن الحارث عن ابن مسعود.
وقال وكيع: عن المسعودي عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله.
وكلها وهم، والصواب عن عمرو بن مرة عن أبي جعفر عبد الله بن المسور مرسلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، كذلك قاله الثوري.
وعبد الله بن المسور هذا متروك، وهو عبد الله بن المسور بن عون بن جعفر بن أبي طالب)). انتهى
والصحيح عن وكيع كما رواه الثوري فقد خرجه وكيع في كتاب الزهد عن المسعودي عن عمرو بن مرة عن أبي جعفر عبد الله بن المسور عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. وما ذكره الدار قطني عن وكيع لا يثبت عنه.
ومن ذلك:
ما ذكره الإمام أحمد في كتاب العلل قال حدثني أبو معمر نا أبو أسامة قال: كنت عند سفيان [الثوري] فحدثه زائدة عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير ((فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله)) قال: ((هم الشهداء)).
فقال له سفيان: ((إنك لثقة وإنك لتحدثنا عن ثقة، وما يقبل قلبي أن هذا من حديث سلمة)). فدعا بكتاب فكتب: ((من سفيان بن سعيد إلى شعبة! .. ))
وجاء كتاب شعبة: من شعبة إلى سفيان: إني لم أحدث بهذا عن سلمة، ولكن حدثني عمارة بن أبي حفصة عن حجر الهجري عن سعيد ابن جبير.
ومن ذلك: أنهم يعرفون الكلام
الذي يشبه كلام النبي صلى الله عليه وسلم، من الكلام الذي لا يشبه كلامه.
قال ابن أبي حاتم الرازي عن أبيه: ((تعلم صحة الحديث بعدالة ناقليه، وأن يكون كلاماً يصلح أن يكون مثله كلام النبوة، ويعرف سقمه وإنكاره بتفرد من لم تصح عدالته بروايته، والله أعلم)).