ما صحة هذا الحديث:"كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ"
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[08 - 07 - 09, 01:51 م]ـ
سنن الترمذى - (ج 8 / ص 345)
2329 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ دِينَارٍ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُصْعَبٍ أَبُو يَزِيدَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ». قَالَ أَبُو عِيسَى وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ. وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
أفيدوني أفادكم الله.
ـ[أبو أنس الحريري]ــــــــ[08 - 07 - 09, 04:10 م]ـ
قال الشيخ الألباني - رحمه الله - في " السلسلة الصحيحة " (1/ 886 وما بعدها) رقم 491
كلمة الحق
(أفضل الجهاد كلمة عدل (وفي رواية: حق) عند سلطان جائر)
ورد من حديث أبي سعيد الخدري، وأبي أمامة، وطارق بن شهاب، وجابر بن عبد الله، والزهري مرسلا.
1 - حديث أبي سعيد: وله عنه طريقان:
الأولى: عن عطية العوفي عنه مرفوعا بالرواية الأولى.
أخرجه أبو داود (4344)، والترمذي (2/ 26)، وابن ماجه (4011)، وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه.
قلت: عطية ضعيف، ولكن يقوي حديثه هنا الطريق الآتية، وهي:
الثانية: عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة عنه مرفوعا.
أخرجه الحاكم (4/ 505 - 506) والحميدي في " مسنده " (752) وأحمد (3/ 19 و61) بالروايتين، وللحاكم الأخري، وقال: تفرد به ابن جدعان ولم يحتج به الشيخان.
قال الذهبي في " تلخيصه ": (قلت: هو صالح الحديث).
وقال في " الضعفاء ": حسن الحديث، صاحب غرائب، احتج به بعضهم. وقال أبو زرعة: ليس بقوي. وقال أحمد: ليس بشيء).
وأقول: هو حسن الحديث عند المتابعة كما هنا. والله أعلم
2 - حديث أبي أمامة يرويه صاحبه أبو غالب عنه قال:
((عرض لرسول الله صلي الله عليه وسلم رجل عند الجمرة الأولى، فقال: يارسول الله! أي الجهاد أفضل؟ فسكت عنه فلما رمى الجمرة الثانية سأله؟ فسكت عنه، فلما رمى جمرة العقبة، وضع رجله في الغرز ليركب، قال: أين السائل؟ قال: أنا يارسول الله. قال كلمة حق عند ذي سلطان جائر)).
أخرجه ابن ماجه (4012) وأحمد (5/ 251 و256) والمخلّص في بعض الخامس من " الفوائد " (ق 1/ 260) والروياني في " مسنده " (2/ 30 / 215) وأبو بكر بن سلمان الفقيه في " المنتقي من حديثه " (ق 1/ 96) وأبو القاسم السمرقندي في جزء من " الفوائد المنتقاة " (ق 1/ 112) وابن عدي (2/ 112) والبيهقي في " الشعب " (2/ 438 / 1) من طرق عن حماد بن سلمة عنه.
قلت: وهذا إسناد حسن، وفي أبي غالب خلاف لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، وحديثه هذا صحيح بشاهده المتقدم والآتي.
3 - حديث طارق بن شهاب رضي الله عنه، وهو صحابي رأى النبي صلي الله عليه وسلم ولم يسمع منه، كما قال أبو داود.
أخرجه النسائي (2/ 187) وأحمد (4/ 315) والبيهقي، والضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " (ق 2/ 21).
قلت: وإسناده صحيح ومراسيل الصحابة حجة.
(تنبيه): أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن ماجه عن أبي سعيد، وأحمد وابن ماجه والطبراني في " الكبير " والبيهقي في " الشعب " عن أبي أمامة، وأحمد والنسائي والبيهقي أيضا عن طارق، فقال المناوي في " شرحه ": ((وقضية صنيع المؤلف أن هذا هو الحديث بكماله، ولا كذلك، بل تمامه عند مخرجه ابن ماجه كأبي داود: أو أمير جائر)).
فأقول: هذه الزيادة ليست عند ابن ماجه أصلا، ثم هي ليست من صلب الحديث، بل هي شك من بعض رواة أبي داود، بدليل عدم ورودها عند غيره من حديث أبي سعيد ولا عن غيره ممن ذكرنا، فلا طائل إذن في استدراكها على السيوطي.
نعم هي عند الخطيب في " التاريخ " (7/ 239) من طريق عطية عن أبي سعيد فهي ضعيفة منكرة لتفرد عطية بها.
4 - حديث جابر. أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (321) من طريق عمار بن إسحاق أخي محمد بن إسحاق عن محمد بن المنكدر عنه مثل حديث أبي أمامة، وقال: ((عمار بن إسحاق لا يتابع على حديثه، وليس بمشهور بالنقل، وآخر الحديث قد روي بإسناد أصلح من هذا في: أفضل العمل كلمة حق عن إمام جائر)).
5 - الزهري. قال المناوي قال البيهقي: (وله شاهد مرسل بإسناد جيد (ثم ساقه عن الزهري بلفظ): أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر).
قلت: ولم أره عند البيهقي في " الشعب " من مرسل الزهري، وإنما من مرسل طارق بن شهاب المتقدمة.
6 - ثم وجدته من حديث بكر بن خنيس عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده مرفوعا.
أخرجه الحاكم (3/ 626) وسكت عليه، وضعفه الذهبي، وعلته بكر هذا فإنه ضعيف.
¥