ـ[أحمد بن عبد المنعم السكندرى]ــــــــ[22 - 11 - 09, 03:53 م]ـ
جزاك الله خير، أخى الدارقطنى و بارك فى علمك، و أرجو أن ترد على سؤال الأخ الجزائرى فى المشاركة 202
ـ[الدارقطني]ــــــــ[23 - 11 - 09, 08:37 ص]ـ
179 - السلسلة الضعيفة (8/حديث3740) قال رحمه الله: ("إنكم قد أصبحتم بين أحمر وأخضر وأصفر، فإذا لقيتم عدوكم فقدما قدما؛ فإنه ليس أحد يقتل في سبيل الله إلا ابتدرت له ثنتان من الحور العين، فإذا استشهد؛ كان أول قطرة تقع من دمه؛ كفر الله عنه كل ذنب، ويمسحان الغبار عن وجهه، ويقولان: قد آن لك، ويقول هو: قد آن لكما". ضعيف بهذا السياق. أخرجه البزار (ص 183 - 184/ زوائده) من طريق أبي يحيى التيمي عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: ... فذكره. وقال الهيثمي عقبه:"أبو يحيى التيمي هو إسماعيل بن إبراهيم؛ ضعيف جداًّ".وقال الحافظ ابن حجر عقبه:"والحديث مرسل كما ترى".
قلت: كذا في النسخة المصورة، وهي سيئة جداًّ، ولعل الأصل: "كما سترى"؛ لأنه بعد هذه رواية أخرى من طريق العباس بن الفضل الأنصاري: حدثني القاسم بن عبدالرحمن الأنصاري، عن الزهري، عن يزيد بن شجرة، عن جدار - رجل من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم - قال: غزونا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم، فلقينا عدونا، فقام، فحمد الله وأثنى عليه، فقال:
"يا أيها الناس! إنكم قد أصبحتم ... "فذكره. وقال عقبه:"والعباس أيضا ضعيف، وحديثه أولى بالصواب".
قلت: فهذا يدل على ما ذكرته من أن الأصل: "كما سترى"، وإلا؛ ففي الرواية الأولى تصريح يزيد بن شجرة بسماعه من رسول الله صلي الله عليه وسلم، ولو صح السند بذلك إلى يزيد؛ لكان هذا هو الصواب، ولكان قول من جزم بصحبة يزيد بن شجرة هو الراجح، ولكن أنى ذلك وفي الطريق أبو يحيى التيمي؛ وهو ضعيف جدا كما سبق، بل هو كذاب؟!! لكن قد جاء بإسناد آخر خير منه، فقال ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/ 146/ 1): حدثنا محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد قال: قام يزيد بن شجرة في أصحابه، فقال:إنها قد أصبحت عليكم [وأمست] من بين أخضر وأحمر وأصفر، وفي البيوت ما فيها، فإذا لقيتم العدو غدا؛ فقدما قدما؛ فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "ما تقدم رجل من خطوة إلا تقدم إليه الحور العين، فإن تأخر استترن منه، وإن استشهد كان ... " الحديث.
ففي هذا أيضا التصريح بسماع يزيد بن شجرة من النبي صلي الله عليه وسلم، ولذلك أورده عبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (65/ 2) من طريق ابن أبي شيبة، لكن يزيد بن أبي زياد - وهو الهاشمي مولاهم - سيىء الحفظ؛ قال الحافظ في "التقريب":"ضعيف، كبر، فتغير، فصار يتلقن".
ولذلك؛ لم يحتج به الشيخان، وإنما أخرج له البخاري تعليقا، ومسلم مقرونا. على أنه قد روي عنه موقوفاً لم يذكر فيه النبي صلي الله عليه وسلم، وزاد في آخره:ثم يكسى مئة حلة ليس من نسخ بني آدم، ولكن من نبت الجنة، لو وضعن بين إصبعين لوسعنه، وكان يقول: نبئت أن السيوف مفاتيح الجنة. قال الهيثمي في"المجمع" (5/ 294):"رواه الطبراني من طريقين، رجال أحدهما رجال (الصحيح) ".
قلت:وهو كما قال؛ بل هو إسناد صحيح، فانظر "الصحيحة" (2672).
وقد وجدت لآخره شاهدا قويا مرفوعا، ولذلك خرجته في "الصحيحة" (2672)، ولسائره متابع قوي؛ أخرجه الحاكم (3/ 494)، والبيهقي في"البعث والنشور" (298 - 299/ 617) من طريق شعبة، عن منصور: سمع مجاهدا يحدث، عن يزيد بن شجرة الرهاوي وكان من أمراء الشام، وكان معاوية يستعمله على الجيوش، فخطبنا ذات يوم،فقال: ... فذكر الخطبة، وفيها الزيادة التي عند الطبراني دون المرفوعة، وفيه زيادات أخرى ذكر طرفا منها المنذري في "الترغيب" (2/ 195).وإسناده
صحيح.وروى بعضه نعيم بن حماد في"زياداته"على ما رواه المروزي عن ابن المبارك في"الزهد" (رقم 330) قال ابن المبارك: أنبأنا رجل، عن منصور به).
قلت: في كتاب "العلل" للدارقطني (14/ص3 - سؤال3375) ما نصّه:"وسئل عن حديث جدار، عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال:"إنكم أصبحتم عليكم من الله نعم، من أخضر، وأصفر، وأحمر، وفي البيوت ما فيها، فإذا لقيتم عدوكم فقدماً قدماً، فليس أحدٌ يحمل في سبيل الله إلا أنزل إليه من الحور العين، فإذا ولّى استترن عنه".
فقال: يرويه القاسم بن عبدالرحمن الأنصاري، عن الزهري، عن يزيد بن شجرة، عن جدار، عن النبي-صلى الله عليه وسلم-. قاله العباس بن الفضل الأنصاري، عنه. وليس بمحفوظ.
وروى هذا الحديث مجاهد، عن يزيد بن شجرة، واختلف عنه في رفعه:
فرواه يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة، عن النبي-صلى الله عليه وسلم-.
وخالفه منصور، والأعمش، فروياه عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة موقوفاً. وهو الصواب ".
يتبع إن شاء الله تعالى .....................
¥